رواية منة

موقع أيام نيوز

 


الميه
قام بفتح المياه الباردة لتتساقط على رأسها بينما هي تنتفض بسبب برودتها لم تعارض أو تبدي أي ردة فعل
فهي لم تكن قادرة حتى على تحريك إصبعها
بعد عشر دقائق كاملة تحت المياه الباردة كانت قادرة على فتح عينيه بالكامل وقد انخفضت حرارتها قليلا
أغلق صنبور المياه بهدوء
ثم اتجه لها يعاود حملها مرة أخرى ليخرجها من حوض الاستحمام بعدما قام بوضع مأزر الحمام فوقها

ليل بصوت مبحوح ضعيف
أنا هقدر أمشي لوحدي وبعدين هدومك هتتبل
لكنه لم يبالي بكلامها وضعها على السرير بهدوء
واتجه نحو خزانته يبحث بين ملابسها عن منامة ثقيلة لتدفئتها
بعد دقائق اتجه لها بهدوء وهو يحمل ملابسها
اقترب منها لكنها منعته
ليل بصوت ضعيف ووجهها محمر للغاية
أنا أقدر أغير هدومي لوحدي
ابتسم يامن
بلطف وهو يتأمل احمرار وجهها
يامن بحنان وهو يضع يده فوق خدها
عارف إنك تقدري تغيري لوحدك بس إنتي تعبانة دلوقتي وبلاش عند كتير علشان متبرديش تاني
لم ترد عليه ولكن وجهها الذي أصبح بلون الفراولة
كانت إجابة كافية بالنسبة له ليبتسم بهدوء
اقترب منها يساعدها في تغيير ملابسها وهو يلبسها تلك المنامة الدافئة فأصبحت أشبه بالدب الصغير جلس خلفها بهدوء يصفف لها خصلات شعرها الڼاري وجمعه على هيئة ظفيرة لطيفة
بعد انتهائه اقترب من جبهتها يتحسس حرارتها
أما هي أغمضت عينيها وهي تشعر باضطراب أنفاسها
يامن بهدوء وابتسامة عاشقة
الحمد لله الحرارة نزلت شوية الدكتور زمانه على وصول ارتاحي شوية على ما ييجي
أما هي فكانت شاردة في عالم آخر لما كل هذا الحنان بعد إهانته لها ألم يطردها منذ دقائق من مكتبه مسببا اڼهيارها بهذا الشكل المخزي
حملها بهدوء ليضعها فوق الوسادة ثم دثرها جيدا بالغطاء وتأمل نظرة عينيها لثواني معدودة
فنظراتها كانت مختلفة باردةمضطربة مټألمة
لم تكن تلك النظرة الحانية أو العاشقة التي اعتاد رؤيتها في عينيها
قاطع تفكيره صوت طرقات الباب
الخادمة من الخارج
الدكتور وصل يا يامن بيه وبيقول إن حضرتك طلبته
اتجه يامن لفتح الباب لكنه فوجئ بوجود جدته والطبيب يقف بجوارها
يامن بهدوء وهو يشير له بالدخول
اتفضل هي جوه على السرير
فاتجه الطبيب للداخل وتبعه يامن ثم من خلفهم جدته
صعقټ الحاجة فاطمة من منظر الغرفة والزجاج المتناثرة على الأرض
الحاجة فاطمة بصوت منخفض وهي توجه حديثها ليامن
هو إيه اللي حصل هنا
فرك عنقه پغضب وتوتر
يامن بصوت منخفض
مش عارف أنا طلعت أنادي عليها لقيتها مغمى عليها
وحرارتها كانت عالية أوي
أومأت الحاجة فاطمة بهدوء وقبل أن ترد عليه
قاطعهم الطبيب
الطبيب بهدوء يوجه حديثه ليامن
واضح إنها واخدة دور برد شديد وكمان الضغط والسكر مش مظبوطين واضح إنها مكلتش حاجة من الصبح لإن السكر بتاعها واطي جدا
نظر لها يامن بعتاب لإهمالها لصحتها بهذا الشكل
يامن بهدوء موجها حديثه للطبيب
تمام يا دكتور أنا هاخد بالي بنفسي من أكلها
مد الطبيب يده بروشتة الدواء فأخذها يامن منه بهدوء
الطبيب بهدوء
ياريت تاخد الدوا في مواعيده أنا كاتب قدام كل نوع كام مرة في اليوم والمواعيد بتاعته
يامن بهدوء وهو يمد يامن بمبلغ كبير من المال
اتفضل يا دكتور
للطبيب بحرج
ميصحش كده يا يامن بيه وبعدين أنا باخد مرتب من الحاجة فاطمة أول كل شهر
يامن بهدوء وهو يضع المال في يد الطبيب
إنك تيجي لجدتي وتكشف عليها حاجة وإني أطلب منك تيجي علشان تكشف على مراتي حاجة تانية خالص ..... ثم وجه كلامه للخادمة..... وصلي الدكتور لحد الباب وخلي واحد من الحرس يجيب الدوا ده وخلي واحدة من البنات تطلع العشا بسرعة
أومأت الخادمة بهدوء وهي تتجه للخارج وخلفها الطبيب.....
اقتربت الحاجة فاطمة منها بخطوات هادئة
الحاجة فاطمة بحنو وهي تربت على يدها
ألف سلامة عليكي يا بنتي
ليل بابتسامة هادئة وصوت ضعيف
الله يسلمك يا نينا
الحاجة فاطمة بهدوء
أسيبك ترتاحي شوية وأنا بكره الصبح هاجي أتطمن عليكي
أومأت ليل بهدوء بينما اتجهت الحاجة فاطمة نحو الباب ولكنها قبل خروجها اقتربت من يامن
الحاجة فاطمة بصوت منخفض
خلي بالك من مراتك يا يامن ومتزعلهاش
يامن بهدوء
حاضر
فأومأت برضى ثم توجهت لأسفل.......
لم يعلم كيف يبدأ حديثه معها فبعد خروج الجميع لفهما صمت مريب بين توتره وقلقه عليها يقابله هدوئها وصمتها كأنها فقدت الرغبة للحديث
ظل يتأملها بهدوء عله يفهم ما بها أو ما الذي يدور برأسها
بعد ربع ساعة من الصمت المثير للأعصاب تعالت صوت طرقات الباب فتح الباب بهدوء
الخادمة بهدوء
العشا يا يامن بيه
أومأ لها بهدوء وهو يأخذ صينية الطعام من يديها وعلب الدواء
ثم توجه
للداخل....
جلس بجوارها بهدوء وهو يضع الطعام على ساقه
يامن بهدوء وهو ينظر لها
يلا علشان تاكلي وتاخدي الدوا
ليل بهدوء بدون أن تنظر له
مليش نفس عايزة أنام
نظر لها لثوان ثم قال بهدوء
مش بمزاجك لازم تاكلي ولو حاجة بسيطة
انتهى من كلامه وهو يقرب الملعة من شفتيها
فتحت فمها بهدوء متجنبة هذا الجدال العقيم فهي تعلم نهايته جيدا ....كانت تختلس النظر له من حين لآخر بدون أن يلاحظ تتأمل ملامحه المتنشجة
لا تعلم سبب اهتمامه بها الآن
ليل بصوت هادئ
كفاية شبعت
نظر لكمية الطعام التي تناولتها فكانت أشبه بوجبة طفل رضيع كاد أن يعترض لكنه لم يرد أن يضغط عليها فأومأ لها بهدوء
بعد انتهائه من إطعامها مد يده بمنديل يمسح لها بقايا الطعام
فالتقت عيناه بنظرتها الحانية مع عينيها الشاردة
لم يفهم سبب شرودها المستمر .....
حمل صينية الطعام يضعها على الطاولة بجواره
ثم مد يده بالدواء وكوب الماء فأخذته بهدوء
بعد انتهائه دثرها جيدا بالغطاء ثم قبل جبينها بهدوء
أما هي فكانت بالكاد قادرة على فتح عينيها فما هي إلا لحظات حتى غطت في نوم عميق......
تأمل وجهها الشاحب للحظات يلوم نفسه على قسوته عليها فلم يتوقع أن تصبح حالتها هكذا
قاطع تفكيره صوت هاتفه يعلن وصول رسالة
فوجدها رسالة من عادل يخبره فيها بأنه بانتظاره أمام البوابة
ألقى عليها نظرة أخيرة خوفا من أن ترتفع حرارتها
مرة أخرى
لكنه طمئن نفسه بأنه سيعود بسرعة ولن يتأخر عليها ثم توجه للخارج
جلس الجميع بهدوء يفكرون في حل لتلك المعضلة
يامن بهدوء وهو يمد يده بهاتف راغب للخبير التقني
أحمد عايزك تنقلي كل الملفات اللي على التليفون ده على التليفون اللي إنت جايبه معاك وعايز أي اتصال قبل ما يوصل لراغب يكون واصل للتليفون اللي معاك ويتسجل
أحمد بهدوء
تمام
عادل باعتراض
بس ده مينفعش يا يامن ممكن تجيلنا مشاكل كتير بسبب الموضوع ده وأبسط حاجة ممكن يعملها إنه
يرفع عليك قضية تجسس
يامن بنظرة حادة وڠضب
والمفروض أستنى لحد ما لقيه جاي وبيحاول ېقتلني تاني
زفر عادل أنفاسه بحنق فالوضع أصعب مما كان يعتقد
قاطع تفكيرهم صوت هاتف يامن
يامن باستغراب وهو ينظر للرقم
مين ده اللي بيتصل دلوقتي وكمان رقم غريب
نظر الإثنان له باستغراب
يامن بهدوء وقد وضع الهاتف على وضع مكبر الصوت
ألو مين معايا
أتاه الرد من الجهة الأخرى بعد ثواني من الصمت
أنا جابر وقبل ما تتكلم أو تغلط إعرف إني عندي أمانة تخصك
فور سماعه للإسم وضع المكالمة على وضع التسجيل
وهو يشير للجالسين بالصمت
يامن بهدوء وهو يضغط على أسنانه پغضب
وإيه هي الأمانة دي بقا إن شاء الله
جابر بسخرية لاذعة
لا لا شكلك مش مصدقني أنا هخليك تكلمها بنفسك
بمجرد اقتراب الهاتف من هايدي
هايدي بصړاخ وفزع
يامن إلحقني والله ده بني آدم مچنون مۏت سامي
وهو اللي حاول يموتك
أشار جابر پغضب للحارس بوضع اللاصق على فمها
وهو يصفعها بقوة على وجهها
جابر پغضب
اسمعني قدامك يومين تقرر فيه يا إما تيجي وتسلمني نفسك ومعاك عشرة مليون جنيه يا إما تودع حبيبة القلب
ثم أغلق الهاتف
تأهبت كل حواسه پغضب وهو يجذب خصلات شعره
السوداء پعنف يدور حول نفسه كأسد حبيس في القفص بينما أحمد وعادل ينظران له يترقب
عادل بهدوء
أنا من رأيي إن تسجيل المكالمة اللي معاك دي دليل كافي إحنا ممكن نوديه للقسم وهما يتصرفوا
يامن بخبث وابتسامة واسعة كأنه وجد خلاصه
إحنا هنروح لحازم اللي في القسم القريب من هنا
هو هيخلص كل حاجة
عادل بهدوء
خلاص بكرة الصبح هنروحله ونشوف هنعمل ايه
أحمد باستفسار
طيب وموضوع التليفون لسه زي ما هو ولا ايه
يامن بهدوء وابتسامة قاسېة
ابدأ من دلوقتي لإني مش هسيب حقي وراغب هيدخل السچن قبل جابر
أومأ أحمد بهدوء وهو
يبدأ عمله بينما الإثنان يراقبان ما يفعله بصمت
فتحت عينيها في اليوم التالي لكنها تفاجأت بمكانه بجوارها كما هو أي أنه لم ينم هنا أو كما أتى في عقلها أنه قضى ليلته عند غريمتها لم تبدي أي ردة فعل بل اكتفت بالصمت مع ابتسامة ساخرة
توجهت للحمام لتغير ملابسها وتنزل للأسفل فهي لن تحبس نفسها طوال النهار تفكر به بينما هو مشغول عنها......
في الأسفل
راغب پغضب وصوت عالي للخادمات
التليفون فين بدور عليه من الصبح مين شاله من مكانه
الخادمة بتوتر
والله ما حد شافه يا بيه
راغب پغضب
ما هو لو ماحدش شافه يبقى أكيد في واحدة سرقته
أتت لبنى على صوته العالي بسرعة
لبنى بهدوء وهي تشير للخادمة بالذهاب
روحي إنتي شوفي شغلك وأنا هتصرف
راغب باستغراب
إنتي بتعملي ايه
لبنى بهدوء وهي تمد يدها بالهاتف
لقيته امبارح على السفرة بعد العشا ووقتها كنت نمت فخدته معايا وقولت أديهولك الصبح
نظر لها بشك لثواني
ولكنه قال في النهاية بهدوء وهو يأخذه منها
ماشي مع إني مش فاكر إني خدته معايا وأنا نازل
ثم توجه للخارج بدون إضافة أي كلمة
بمجرد خروجه من باب القصر زفرت أنفاسها براحة شديدة
كانت جالسة في الحديقة تفكر بشرود في أحداث اليومين الماضيين فهي لم تراه منذ الليلة التي اعتنى بها فيها
فغيابه بهذا الشكل المفاجئ يثير أعصابها فهي تشعر بالقلق عليه
يخرج من الصباح الباكر قبل استيقاظها ويعود في وقت متأخر وفي وقت الفجر غالبا لكنه يتناول وجبة الغداء فلاحظت أنه دائما شارد والإرهاق يظهر جليا على ملامحه
وجهه
ما يؤكد على عودته للغرفة في المساء رائحته العالقة في وسادته ومكانه الغير مرتب بجوارها
ولم تفهم سبب هذا الجفاء والتجاهل الذي أصبح من ناحيته فهو يتجاهلها بشكل تام ولا يهتم بإخبارها بأي شيء
شعرت بثقل يوضع على صدرها يطبق فوق أنفاسها
عندما تذكرت رؤيته خلال اليومين الماضيين لأكثر من مرة يقف مع لبنى يتحدث معها بصوت منخفض
لم تفهم سبب هذا التقارب بينهما لكنها حرصت على
الظهور بمظهر الأنثى القوية الغير مبالية تتخذها
ستارا لتخفي غيرتها وضعفها
بداخل القسم جلس الجميع بتوتر فاليوم هو يوم التنفيذ
حازم بهدوء
إحنا كده معانا كل الأدلة اللي بتدين راغب وجابر ومعانا مذكرة بأمر القبض عليهم
يامن بهدوء وهو يشعر پألم يحتل صدره بسبب تلك المواجهة المحتومة فالمتضرر الوحيد سيكون جدته
تمام يلا نتحرك بس أهم حاجة عرفت موقع هايدي ولا لا
حازم بهدوء
قدرنا نحدد مكانها بتتبع مكان جابر هي موجودة في واحد من المخازن بتاعته ومن شوية الظابط اللي اتواصلنا معاه من القاهرة اتحرك هو والعساكر....وأكمل في نهاية كلامه...... هو المفروض الميعاد اللي كنت هتروح تقابله فيه كان الساعة كام
يامن بهدوء
المفروض الساعة واحدة بليل
حازم بجدية
تمام كده أوي هو أكيد معملش حسابه لسه
يامن بصوت هادئ ونبرة قوية وقد وقف متجها نحو الباب
أظن إن إحنا المفروض نتحرك دلوقتي قبل ما جابر يتصل
 

 

تم نسخ الرابط