رواية كاملة بقلم ايمان حجازي
صدرها وذهب في ثبات عميق فضمته اليها اكثر وهي تفكر بوالده وتشعر وكأنها تضمه هو من شده اشتياقها له .. امسكت هاتفها مره اخري وهي تفعل ذلك الشئ الذي لم تتوقف عن فعله طوال ذلك الشهر .. قامت بالاتصال علي هاتفه وهي تتوقع ان هذه المره ككل مره لن تسمع جرس الاتصال وفقط ستستمع الي ان ذلك الهاتف مغلق ..
لا تدري ما تسمعه الان جرس الاتصال وان المكالمه بالفعل وصلت اليه أم انها من شده شوقها اليه خيلت ذلك !! .. تعالت ضربات قلبها بشده وسرعه رهيبه وهي تغمض عينيها في عدم تصديق وأمسكت الهاتف واغلقت
تناولت هاتفها مره اخري لتتأكد مما سمعته منذ قليل حسنا.. ان قام بالرد علي المكالمه يكفيها فقط ان تستمع الي صوته وتشعر بوجوده حتي وأن لم تتحدث حرفا .. ضغطت علي زر الاتصال مره اخري لتستمع الي رنين الهاتف وان المكالمه بالفعل وصلت اليه .. وضعت طفلها علي الوساده واعتدلت بجسدها وهي تحاول بأن قلبها سيغادر موضعه من شده الخۏف واللهفه والشوق والحب .. والحنين ..
صړخ ادم بتلك الكلمه قبل ان يفقده وعيه ذلك الملثم ويجذبه من جوار والدته فأنتفضت مرام وهي تسقط الهاتف من يديها اثر الصدمه .. نظرت الي طفلها بجواره لتجد من يكتم انفاسه بيديه ويغمض عينيه في استسلام تام .. اندفعت مرام بصړاخ اليه وهي تتعثر في غطاء السرير لتسقط امامه في وتنهض مره اخري كي تجذب ولدها صاړخه بوجهه انت ميييين !!! .. سييييب ابني .. عاااااايز منه ايييييييييه.... أددددددم !!
قهقه ذلك الشخص الملثم وهو يقول بالانجليزيه نحن لن نأخذ الطفل بمفرده .. سنأخذك انتي ايضا معه يا .. طبيبه القلوب
لم تكن تدري هي أو اي من هؤلاء الذين اختطفوهما ان هناك من كان يستمع لذلك الصړاخ والضړب ..
اغلق عبدالله الهاتف بعد ان علم هوياتهم وهو يشعر بالڠضب الشديد ويكز علي اسنانه في توعد مرددا.....
انت كده بتلعب پالنار معايا .. وشكلك لسه لحد دلوقت متعرفش مين هو ابن الحسيني ولا محضرلك ايه !!!!!
الجزء الثاني
حلقه 27
في هذا الوطن يأتي الفرح علي استحياء كعذراء .. ويأتي الحزن سافرا
بدأ شعاع الشمس يداعب السماء بلونه الذهبي مع نسمات الهواء البارده التي لم تفارق الأجواء ليبدا يوم جديد ملئ بالمطبات والصعاب علي الجميع ..
ولكن اليوم كان مضطرا لذلك حيث لم يجد سواه بعد ان رفض عمر وادهم في الذهاب الي هناك واتمام عملهم .. علي الرغم من موقفهم ذلك يعد عصيانا ﻷوامره ويمكن ان يتم تنفيذ اقصي العقوبه عليهم ولكنه يأخذ من اللواء جلال طيبه قلبه واحتوائه لتلامذته واعتبارهم بمثابه ابناءه .. وايضا ﻷنهم اﻷن في وضع صعب حيث يتعلق الامر بزوجاتهم فألتمس لهم عذر رفضهم مبررا انه لو كان بموضعهم لفعل مثلهم .. كان يشعر بالقلق الشديد في ذلك الوقت خوفا من ان تري مرام ذلك الضابط ولم يدري ان مرام وطفلها في عالم اخر بعيد عن ذلك الصرح ..
هاا .. طمني !
كله تمام يا باشا .. متقلقش.. ربع ساعه ويكونوا كلهم عندك ..
يعني ايييييييييييييه !!!! .. بقالكم اربع ساعات مش عارفين توصلوا للمكان !!
صړخ عمر بتلك الجمله الي ثلاثه من مهندسي الكمبيوتر الذين كانوا يعملون بأقصي جهدهم للتوصل الي مكان هاتف ايمان الذي كان فقط يعطي جرسا دون الاجابه علي المكالمه .. تحدث احد المهندسين پخوف من صړاخ عمر قائلا بتلعثم يا عمر باشا .. المكان اللي الموبايل فيه عليه شفره ومش عارفين نخترقها ! ..
عمر بعصبيه شديده اماااال انتو شغلتكم ايييييه !!! .. انتو عارفين انكم بتشتغلوا مع المخابرات .. يعني مفيش في قاموسنا كلمه منعرفش .. كلكم هتروحوا في داهيه لو مصلتوش للمكان
تحدث شخص اخر من الثلاثه قائلا برهبه يا باشا الاجهزه اللي عامله تشويش للمكان هناك أول مره نشوفها او نتعامل معاها !! .. عمرنا ما اتعاملنا مع حاجه زي دي قبل كده وفعلا مش عارفين نخترقها
توجه عمر اليه وبكل عصبيه أمسكه من ياقته مسددا له لكمه قويه ادت الي ڼزيف اسنانه قائلا انت