رواية مظلومة كاملة

موقع أيام نيوز


الطبيب وعم حسين  وقد حددوا موعدا ياتى فيه دكتور اسامة ليجلس مع نيرمين 
جلسة للعلاج
وبعد ان اوصلهم صعد الى غرفته واخذ حماما سريعا وارتدى ملابسه واخذ مفاتيح سيارته ليذهب الى الشركة 
حتى يقابل فايز بيه كما وعده
وصل الى الشركة فى الميعاد المحدد
جلس فى مكتبه واتصل بعمر  لياتى له على الفور

دخل عمر  الى المكتب الواسع
عمر  الشركة نورت كل حتة فيها بتقولك وحشتنى
سيف  وهو يتجاهل كلام عمر  فايز بيه ما اتصلش 
عمر  مش انت هتقابله النهاردة ده معادك معاه بعد ...........ثم نظر فى ساعته اه بعد ربع ساعة
اسند سيف  ظهره للخلف وهو يتنهد وحاول ان يسترخى
عمر  مالك يا سيف  فيه حاجة مضايقاك
سيف  لا مافيش
عمر  شكلك متغير انت مرهق ولا ايه
سيف  شوية
عمر  انت منمتش كويس امبارح 
سيف  لا نمت بس ده ارهاق ذهنى مش اكتر
عمر  وهو يبتسم من كتر التفكير مش كده
سيف  قصدك ايه
عمر  مش قصدى حاجة قصدى التفكير فى الشغل يعنى
على العموم انا هخلى الساعى يعملك قهوة علشان تفوق شوية
سيف  بلاش انا شربت قهوة كتير النهاردة مش هينفع اشرب تانى
عمر  محدثا نفسه ليك حق تشرب قهوة كتير مانت كنت سهران طول الليل ياعينى
سيف  مالك بتبصلى كده ليه 
عمر  ابدا انت بس صعبان عليا
سيف  طب لو سمحت اتصل بفايز بيه شوفه كده جاى فى الطريق ولا ايه
عمر  حاضر
فى القصر نيرمين  تجلس فى الحديقة وهى تتمشى وسط الخضرة والاشجار وهى تفكر ثم اشتاقت الذهاب الى تلك البحيرة الرائعة
كان الوقت مناسبا للذهاب الى تلك البحيرة فقد كانت الساعة الثالثة والنصف عصرا
كان الجو لطيف جدا ليس باردا بل كان ممتعا للغاية
استأذنت من دادة فاطمة حتى لا تقلق عليها ثم مشت ناحية ذلك المكان الذى يشبه المحمية الطبيعية
وجلست عى الصخرة التى كانت تجلس عليها من قبل
وسرحت بخيالها وسط ذلك المكان الذى ينسى الهموم بجماله الساحر الجذاب
انطبعت صورة سيف  بملامحه الرقيقة على سطح المياه وهى تنظر اليها مبتسمة كأن صورته تؤنسها فى وحدتها 
وكانت تشعر كانه يكلمها ويبادلها نفس النظرات
ثم قامت من مكانها وهى تمشى على حافة تلك المياه وهى تنظر فيها رات فأرا صغيرا يمر بين رجليها فصړخت 
وهى خائڤة بشدة وكادت ان تسقط فى المياه
فابتعدت عن حواف البحيرة وعادت لتجلس على الصخرة وهى تلتقط انفاسها 
وضعت يديها على عينيها لتهدئ من روعها فاذا به ترى لقطات من ماضيها
انها تقود سيارة ودموعها منهمرة بشدة كانت تسير بسرعة شديدة 
امسكت نيرمين  برأسها من الم راسها وهى تهرب من تلك اللقطات التى تخللت ذاكرتها ولا تريد ان تصدقها
ثم رات شيئا أخر انها تهرب من عدة اشخاص يركضوا ورائها تلك اللقطات التى راتها من قبل كان منظر هؤلاء الشباب وهو يتطوحون من السكر يراود فكرها بين الللحظة واللحظة وهى لا تستطيع ان تهرب منها
صړخت نيرمين  لنفسها كفاية كفاية
فانقطع عقلها عن التفكير فيما مضى من احداث
نظرت امامها وعيونها تبرق من اثر حبس الدموع وهى تقول لا انا بيتهيألى ده محصلش
قامت نيرمين  من مكانها لتعود الى القصر وهى تكاد لا ترى امامها مما راته من لقطات اوحت اليها بما تحاول الهروب منه
انها تخشى ان يكون ماتهرب منه هو ماحدث بالفعل ماذا ستفعل ان كان هذا هو الذى تعرضت له
تحملت نيرمين  من الالم ماهو فوق طاقتها منذ ان دخل براسها انها تعرضت لحاډث  من قبل اشخاص 
مع انها لو تركت ذاكرتها تستجمع ما حدث بالتفصيل لعرفت ان ماحدث كان مجرد مطاردة ولم يحدث ماكانت تتهرب منه
الا ان خۏفها من تذكر بقية الاحداث اثر على استرجاع كل ماحدث
واوهمت نفسها بان ما تعرضت له هو نفس ما قاله لها خالد والذى قاله لها سيف  فى اول مرة
عادت الى القصر واثر البسمة قد اختفى تماما من شفتيها وحبست نفسها فى غرفتها ولم تخاطب احدا
دخلت عليها دادة فاطمة بعد ان استأذنت لتطمئن عليها ولكن نيرمين  طلبت منها ان تتركها لتنام لانها تحس بارهاق شديد
تركتها دادة فاطمة لتنام بعد ان مسحت على شعرها بحنان ثم اغلقت الباب خلفها
عاد سيف  من الشركة بعد يوم طويل بعد مقابلة رجل الاعمال
واخذ حمامه المعتاد وارتدى ملابسه واستلقى على ظهره واضعا كفيه خلف راسه وهو يفكر
كيف يقنع نيرمين  بما قاله خالد ان كان فعلا خالد محقا فى ما قاله
بل وصل تفكير سيف  الى حالة انه يسأل نفسه هتعمل ايه يا سيف  لو طلع كلام خالد صح
كان قلبه ېنزف الما كلما فكر فى ان كلام خالد قد يكون حدث بالفعل ولكنه يحبها حبا شديدا ولا يستطيع ان يتخيل ان يتخلى عنها حتى ولو لهذا السبب
لاول مرة يواجه سيف  نفسه بشدة حبه لنيرمين  عندما وضع امامه الاحتمال الذى قاله خالد ووجد نفسه يشعر تجاه نيرمين  بشئ اكبر من ان يتخلى عنها بسبب شئ لا ذنب لها فيه
تغلب سيف  على ذلك الشعور الذى يراوده بانه لن يتخلى عنها حتى ولو ثبت بالدليل القطعى لان حبه لها اكبر من ان يعاملها بذنب لم ترتكبه وليس لها دخل به
لم يستطع سيف  ان يصبر دون ان يتكلم مع نيرمين  ويحاول ان يعترف لها بحبه وان يقنعها بانه مهما حدث لن يغير ذلك من حبه لها
كان سيف  متعجبا من جرأته فى الذهاب الى غرفتها الا انه لم يستطيع ان يمنع نفسه عن ذلك 
وقف امام غرفتها مترددا فى طرق الباب وهم ان يمد يده ليطرق الباب الا انه تراجع عندما سمع صوت شبه صوتها 
انها ربما تتحدث بصوت منخفض لكن ترى مع من تتحدث
دفع الفضول بسيف  الى محاولة فتح الباب برفق فتحة صغيرة محاولا عدم اصدار صوت وكان يعلم انها محاولة وقحة منه
الا انه فعلها
نظر من خلف الباب دون ان يصدر صوتا
فرأى نيرمين  جالسة على سجادة الصلاة وهى تصلى لقد كانت فى التشهد الاخير
انتهت نيرمين  من صلاة القيام ثم رفعت يديها الى اعلى وهى مغمضة عينيها واخذت تدعو بصوت منخفض 
لم يسمع سيف  بماذا كانت تدعو
وهنا اغلق سيف  الباب برفق دون اصدار صوت قبل ان تراه نيرمين  وظل واقفا وقلبه يخفق مما رآه لقد تأكد لديه بالفعل ان تلك الفتاة هى مختلفة تماما عن الاخرين
وزادت رغبته فى مقابلتها فطرق الباب برفق
نيرمين  مين
سيف  ممكن ادخل
عندما سمعت نيرمين  صوت سيف  هبت واقفة وهى تطبق سجادة الصلاة ثم وضعتها جانبا واتجهت ناحية الباب وفتحته
وقف سيف  امامها وقال ازعجتك
نيرمين  لا ابدا
سيف  ممكن اتكلم معاكى شوية مش هعطلك
نيرمين  هنا
سيف  متقلقيش سيبى الباب مفتوح ولو ده هيضايقك ممكن نتكلم فى المكتب تحت بس انا مش عايز اتعبك
نيرمين  ويظهر على التعجب اتفضل
دخل سيف  تاركا الباب مفتوح وطلب من نيرمين  الجلوس
قلقت نيرمين  من قدوم سيف  فى هذا الوقت المتأخر الى غرفتها وهذا على غير عادته فقالت فى قلق خير
سيف  ممكن بس تقعدى علشان ابقى مرتاح
جلست نيرمين  وهى تخفض بصرها للاسفل منتظرة ان تسمع ماسيقوله
اخذ سيف  يستجمع كلماته ولم يكن يعرف من اين يبدأ ثم قرر ان يفاتحها اولا بالموضوع الذى طلبه منه خالد
سيف  انا عايز اكلمك فى حاجة بس ارجوكى متخديهاش بحساسية
نيرمين  وقد زاد قلقها خيرانا قلقت كده
سيف  خالد قالى اننا محتاجين نفهم بالظبط طبيعة الحاډثة اللى حصلتلك علشان يقدر يعرف يحط خطة البحث
نيرمين  لم تفهم ما يرمى اليه سيف  فظلت تسمع وهى لا تفهم بعد
سيف  وهو متردد يعنى ............. مش عارف اجيبهالك ازاى
نيرمين  انا مش فاهمة حاجة
سيف  من الاخر كده هو بيرجح انه حصلك حاډث  من حد وطلب يتاكد من الموضوع ده علشان نبقى عارفين احنا بندور على ايه
لمعت عيون نيرمين  وهربت عيناها من عيون سيف  ثم اخفضت بصرها للارض ولم تتكلم
سيف  انا اسف والله ماقصدت انى اجرحك او اضايقك انا حاولت اقنعه ان ده مش مهم وان نسبة حدوث الاحتمال ده ضعيفة لكن هو اصر انى افاتحك على اساس يعنى انك تقبلى 
نيرمين  وقد نزلت عبرة من عينيها رغما عنها اقبل ايه
تهرب سيف  من الاجابة ونظر الى الارض ولم يرد
ففهمت نيرمين  ما يلمح له سيف  
فوضعت اصابعها على شفتيها ويداها ترتعدان ولم ترد
لاحظ سيف  ما يحدث لها فاقترب منها قائلا متحاوليش تضغطى على نفسك لو مش موافقة خلاص انا هقوله بلاش يفتح الموضوع ده تانى
توالت دموع نيرمين  وهى تضع اصابعها على شفتيها وجسمها يرتعد 
سيف  وبدا عليه القلق الشديد على حالها مالك يا نيرمين  حاسة بايه
واقترب ليمسك بزراعيها لتهدئتها الا انها ابتعدت عنه لانها ترى انه من غير اللائق ان تتركه يلمسها لتدينها
والتزامها
نيرمين  ياريتكوا مالمحتولى من الاول انا تعبانة اوى مش قادرة استحمل الافكار اللى بتجيلى ولا الكوابيس اللى بشوفها
انا مش عارفة اعمل ايه
سيف  والحزن يملأ وجهه كوابيس ايه
ممكن تفضفيلى لو ده مش هيضايقك
نيرمين  وهى تدير وجهها عنه مش هقدر احكى
سيف  مش يمكن ترتاحى لما تقوليلى على اللى مضايقك
نيرمين  وهى تنظر اليه كانها تريد ان تخبره لو قلتلك مش هتفاتحنى فى الموضوع ده تانى
سيف  اوعدك
حكت نيرمين  لسيف  ما تذكرته من قيادتها للسيارة وكانت بحالة مزرية من البكاء وعن الذين كانوا يطاردونها وكل ما كان يطرأ على ذاكرتها
كان سيف  يستمع لهذا الكلام و تعابير وجهه متأثرة بما يسمع
سيف  اللى انتى حكيتيه ده مجرد
كوابيس وهواجس ولا فعلا اشياء افتكرتيها من الماضى
نيرمين  مش عارفة افرق ساعات بحس انها حصلت وساعات بحس انى بيتهيألى
سيف  مطمئنا لها يبقى خلاص اطمنى دى مجرد هواجس وافكار عابرة من قلقك بس مش اكتر
نظرت اليه نيرمين  وهى تتمنى ان يكون كلامه صحيحا 
ثم اكمل حتى لو اللى انتى قلتيه ده حصل مافيش برده دليل على اللى بيدور فى دماغك لان مطاردة الناس دى ليك مش كفاية
وحتى لو حصل اللى فى دماغك انتى ذنبك ايه متحمليش نفسك فوق طاقتها علشان متتعبيش
وقعت تلك الكلمات على قلب نيرمين  كأثر مهدئ شديد المفعول فسكنت دقات قلبها وهدأت
طرأ على ذهن سيف  ماجاء من اجله وهو الاعتراف لها بحبه لها وحاول ان ينطق بهذا ولكن عقد لسانه
فبدلا من ان ينطق بما جاء من اجله قال انا سهرتك كتير اسيبك بقى علشان ترتاحى
هزت نيرمين  راسها وهى لا تعلم ماينبغى لها ان تقوله
ثم اتجه ناحية الباب وامسك به ليخرج وهو ينظر اليها
شعرت نيرمين  انه يريد ان يقول لها شئ 
نيرمين  عايز تقول حاجة يا سيف  بيه
سمع سيف  اسمه لاول مرة من شفتيها واستلذ بنطقها له الا ان اسمه كان مقترنا بكلمة بيه التى اضاعت جزءا من لذته فاجاب
انتى قلتى ايه
نيرمين  قلت عايز حاجة
سيف  لا اللى بعدها
نيرمين 

يا سيف  بيه
سيف  ايوة هى دى اخيرا قلتيها اصلى عمر ك ما ناديتينى باسمى
استحت نيرمين  من كلامه واخفضت بصرها ارضا فعاد بخطواط بطيئة ووقف امامها قائلا
بس كلمة بيه دى مش عاجبانى
نيرمين  متعجبة اومال اقول ايه
سيف  قولى سيف  بس
فتحت نيرمين  عينيها من المفاجأة 
سيف  مالك بتبصيلى كده ليه
نيرمين  اصلى مش مصدقة
سيف  وليه مش مصدقة
نيرمين  اصل صعبة اوى اقول اسمك كده من غير القاب الناس مقامات برده
سيف  انتى كده هتزعلينى منك وانتى عارفة ان زعلى وحش
نيرمين  وهى تخجل من النظر اليه يعنى اناديك باسمك كده
سيف  ايوة وعشان ابقى مطمن انا عايز اسمعه منك قبل ما امشى
زاد خجل نيرمين  وظلت واقفة تنظر الى الارض
سيف  كده طب انا بقى قاعد ومش ماشى الا لما تقولى اسمى اهو
وذهب ليجلس على سريرها منتظرا اياها ان تتكلم
عندما راته كذلك اسرعت لتوقفه بجملة خلاص يا سيف 
ابتسم سيف  وتوقف عن الجلوس قائلا ايوة كده
شوفتى طالعة من شفايفك حلوة ازاى
لالالا على فكرة انا لازم اشوف حل لخجلك ده مش معقول كل كلمة اقولهالك وشك يحمر كده
لم يزد هذا الكلام نيرمين  الا خجلا وحاولت ان تتغلب على حيائها قائلة هاا عايز حاجة تانى
سيف  مبتسما ايه ده انتى بتطردينى ولا ايه
نيرمين  ابدا والله
اتجه سيف  ناحية الباب ليخرج
ثم قال عايز اسالك سؤال وهتردى عليا دلوقتى قبل ما اخرج اوك
نيرمين  ايه هو
سيف  انا ايه بالنسبة لك
وقعت تلك الكلمات على نيرمين  ففاجأتها ولم تدرى بماذا تجيب
سيف  هو السؤال صعب للدرجة دى
نيرمين  وهى تنظر اليه وخدودها قد ظهر احمرارها بطريقة ملحوظة ليه بتسال السؤال ده
سيف  لما تجاوبينى الاول
سكتت نيرمين  ولم تستطع ان تجاوب حيث ان الامر يتطلب جرأة لا تملكها
هم بالخروج فقاطعته نيرمين  اعرف الاول سبب السؤال
سيف  يعنى مش عارفة
نيرمين  لا
سيف  قبل ان يغلق الباب لو قلتلك ليه هتصارحينى باللى جواكى
نيرمين  هحاول
تراجع سيف  عن الخروج ونظر اليها وقال علشان بحبك
تخشبت نيرمين  من اثر الصدمة لم تكن تتوقع ابدا ان ينطق سيف  بتلك الكلمة امامها بكل بساطة
انتى مسمعتنيش بقولك ب ح ب ك
بحبك بحبك
اقولها كمان
بحبك بحبك
هفضل اقولها لحد ما تردى
ب....
قاطعته نيرمين  انت عارف انت بتقول ايه
سيف  طبعا عارف بقول انى بحبك
بمۏت فيكى
بعشقك
لم تصدق نيرمين  ما سمعته انها تخشى ان يكون حلما جميلا سوف تستيقظ منه 
سيف  يعنى مردتيش عليا
نيرمين  انا بحلم ولا ده حقيقى ارجوك قولى
سيف  وهو ينظر فى عينيها لا دى حقيقة ولو مش مصدقة ممكن افوقك علشان تصدقى
اخذت نيرمين  تتنفس بسرعة من شدة المفاجأة وهى تقول فى نفسها مش معقول 
سيف  هتفضلى بقى كده ولا ايه 
عايز اعرف منك وحالا بتحبينى ولا لا
كانت نيرمين  تنظر اليه ودقات قلبها تتسارع ومن هول تلك المفاجأة توقف لسانها تريد ان تقول له انت احب انسان الى قلبى انت من اعطانى الحياة انت الذى من اجله ما زلت اتنفس 
انت كل املى فى هذه الدنيا
كل هذا وسيف  ينتظر منها الرد وهو ينظر اليها
ولكن لسانها شلت حركته 
احس سيف  بالاحباط الشديد وتنهد قائلا افهم من كده انك مش بتبادلينى نفس الشعور
نيرمين  فى تردد انا... ثم سكتت لتستجمع كلماتها
هنا سيف  قرر ان يتركها وتوجه ناحية الباب وامسك بطرفه ليغلقه ثم نظر اليها نظرة اخيرة قائلا
يبدو انى اتسرعت لما اعترفتلك باللى جوايا كان لازم استنى لحد ما اعرف شعورك ناحيتى ايه
لكن خلاص اللى حصل حصل سامحينى ان كنت ضايقتك بكلامى
هم ليغلق الباب فسارعت نيرمين  وانا كمان بحبك
توقف سيف  ثم فتح الباب مرة اخرى وحرك راسه دليل على رغبته فى سماع هذه الجملة مرة اخرى
نيرمين  بخجلها المعهود زى ما سمعت كده
سيف  لالالا لازم اسمعها تانى قولى تانى كده قولتى ايه
سيف  يااااااااااااااااااااااااااااااااااه اخيرا نشفتى ريقى حرام عليكى
نيرمين  وقد ظهر عليها الارتباك كفاية كده بقى علشان الوقت اتاخر وميصحش حد يشوفك كده
سيف  انا خلاص مش عايز حاجة تانى الكلمة دى هى اللى انا كنت جاى علشانها 
بس حاجة اخيرة قبل ما امشى
نيرمين  وهى لا تستطيع النظر اليه خير
سيف  انتى قلتى كده علشان بتحبينى فعلا ولا علشان متزعلنيش
نيرمين  والله بحبك
سيف  خلاص خلاص مصدقك
ابتسم واتجه ناحية الباب ثم امسك طرف الباب بيده ليغلقه وهو ينظر اليها ثم قال لها قبل ان يغلقه هتوحشينى 
ثم اغلق الباب
القت نيرمين  بنفسها على السرير بخفية ورشاقة وقلبها يدق فرحا اصبحت ترى الحياة بلون وردى 
وكادت ان تطير فرحا ان هذا الشعور لم تعهده من قبل انها تعيش فى جنة الحب التى طالما تمنت ان تعيش فيها

الفصل الحادى عشر
كانت نيرمين  قد التقطت انفاسها مما مرت به من حيرة بسبب حبها لسيف  الذى فاجأها تلك الليلة باجمل اعتراف سمعته فى حياتها
فتحت نيرمين  عيناها البنيتين ذات الرموش الكثيفة على اثر ضوء الشمس الذى تخلل ستارة النافذة 
فقامت وهى تتثاءب برقة ودلع ثم ازاحت غطاءها لتقوم وهى مليئة بالحيوية والنشاط
اتجهت ناحية النافذة وازاحت الستارة لتنظر منها على الحديقة
كانت كأنها ترى هذا الجمال لاول مرة فقد اصبح كل شئ فى عينها اجمل مما سبق
ارتدت فستانا انيقا بحجاب من نفس نوع الفستان كان لونه وردى يتميز بالرقة والنعومة
وارتدت حزاءها الوردى الرقيق ليصبح الطقم كاملا ثم وقفت امام المرآة تتفقد ملامح وجهها لتتأكد من انها لا ينقصها شئ
كانت بشړة نيرمين  بيضاء ذات خدود وردية ولم تكن تحتاج لادوات تجميل فكان جمالها يشبه جمال و رقة الاطفال
فتحت الباب وهى تنظر فى ارجاء المكان بسعادة غامرة
انها مليئة بالنشاط تريد ان تزاول اى عمل لتخرج طاقتها فيه
توجهت الى غرفة اعداد الطعام لتجد زينب ورقية وهند يجلسن يبادلان الحديث فدخلت عليهن
زينبايه الشياكة دى يا نيرمين  هانم
رقيةاه والله حتى وشها منور النهاردة
نيرمين لالالا مش للدرجادى بلاش مجاملة الله يخليكوا
هندلا صدقيهم يا نيرمين  هانم فعلا جمالك النهاردة مش معقول
نيرمين طب ممكن تبطلوا مجاملات بقى وتعرفونى ناويين تطبخوا ايه النهاردة
زينبليه خير
نيرمين  وهى تبتسمخير ايه انا بسالك هتطبخى ايه النهاردة انتوا مش ناويين تعملوا حاجة النهاردة ولا ايه
رقيةهى تقصد بتسالى علشان نفسك فى حاجة معينة نعملهالك
نيرمين لا بسال علشان عايزة اساعد
نظر الثلاثة الى بعضهن البعض وهن يضحكن
نيرمين  بتعجببتضحكوا على ايه
زينب عايزة تساعدينا بلبسك ده ده حتى مش لايق
نيرمين  بدلالدمك تقيل
الحق عليا انى عاوزة اساعدكوا
زينب وهى تضحكانتى زعلتى ولا ايه دا انا خاېفة على الفستان الحق عليا
نيرمين خلاص انتوا حرين انا عرضت عليكوا المساعدة وانتوا اللى رفضتوا 
دادة فاطمة تنادى على زينب
دادةزينب يا زينب
زينب نعم يا دادة
دادة وهى تدخل من باب الحجرةاعملى فنجان قهوة لسيف  دلوقتى قبل ما يمشى ياللا
ثم نظرت لنيرمين ايه ده انتى صاحية يا جميل
صباح الخير
نيرمين  صباح النور يا دادة
دادة ايه اللى جابك هنا هو انتى اول ما تصحى متلاقيش غير المكان ده ماتقعدى فى الصالون او تتمشى فى الجنينة او تعالى اقعدى معايا
نيرمين انا بس كنت عايزة اساعد
دادةدول تلاتة قدامك اهم ايه مش هيعرفوا يعملوا الاكل لوحدهم
نيرمين   انا عارفة انهم شاطرين بس انا مبحبش اقعد كده من غير ما اعمل حاجة
دادة طب تعالى اقعدى معايا بدل ما انتى قاعدة هنا
نيرمين  طب ايه رايك اعمل القهوة لسيف  وبعدين اجى اقعد معاكى
زينب بلاش الله يخليكى يا نيرمين  هانم
نيرمين  وهى تضحكمټخافيش مش هنسى السكر المرة دى
زينب ويا ترى اعرفه مين اللى عاملها ولا لا زى المرة اللى فاتت
دادة وهى تضحكلا ممكن تقوليله عادى
زينب اشمعنى بقى المرة دى
دادةانتى رغاية كده ليه بطلى رغى وشوفى وراكى ايه وانتى يا نيرمين  لما تعملى القهوة تعاليلى هاه
نيرمين  حاضر يا دادة
قامت بتجهيز القهوة واعطتها لزينب 
قدمت زينب القهوة لسيف  على مكتبه وظلت واقفة
رفع سيف  نظره من على اللاب توب ثم نظر لزينب قائلاايه واقفة ليه
زينب حضرتك مش هتدوق القهوة
سيف  باستخفافليه يعنى هو انتى اول مرة تعمليها
زينبا صل المرة دى مش انا اللى عملتها
سيف  اومال مين
زينب دى نيرمين  هانم 
سيف  وقد كتم ابتسامتهنيرمين  هى اللى عملت القهوة
زينبايوة
سيف ولما جيبتيلى القهوة سادة هى برده اللى كانت عملاها
زينب بارتباكعرفت ازاى يا سيف  بيه
سيف مش مهم تعرفى
روحى انتى دلوقت
زين بطب حضرتك مش هتشوفها يمكن تطلع 
قاطعها سيف لا امشى انتى ولو عوزتك هبقى اناديلك
عندما خرجت زينب من عنده ابتسم وهو يأخذ الفنجان ثم ذاق طعمه فاغلق عينيه متلذذا بطعمه كانه يذوق اجمل فنجان قهوة شربه فى حياته
ثم هم ليأخذ رشفة اخرى فرن هاتفه النقال 
نظر فيه ثم فتحه
الو
طبيبه الخاص جرى ايه يا سيف  مش انا قلتلك لازم تيجى كل فترة علشان نعرف حالة رجليك هينفع لها العملية ولا لا
سي فمعلش يا دكتور انا بجد مشغول اليومين دول خالص
الطبيب طب فى تحسن ولا لسة مافيش جديد
سيف  انا حاسس ان فى تحسن بسيط
الطبيبطب المفروض كنت تجيلى علشان التحسن ده لو ينفع للعملية مناجلهاش
سيف  هشوف المواعيد اللى عندى  وبعدين هبقى اتصل بيك احدد معاد اجيلك فيه
الطبيب خلاص اوك بس متتأخرش علشان نعرف حالتك تسمح بالعملية ولا لا
سيف  ماشى يا دكتور يالا مع السلامة
اغلق سيف  الهاتف ورشف من فنجان القهوة عدة رشفات
نيرمين  تجلس مع داة فاطمة فى البراندة التى تطل على الحديقة 
وامامهما فنجانين من القهوة
دادةقوليلى بقى يا نيرمين  ايه اخر التطورات
نيرمين  بتعجبتطورات ايه
دادةلسة برده عايزة تخبى عليايا بنتى انا فاهمة كل حاجة وعارفة اللى بيحصل بس حابة اسمع منك
نيرمين  وقد تغير وجههاقصدك ايه يا دادة
دادةسيف  كان عايز منك ايه
نيرمين مش فاهمة
دادةانا شايفاه وهو جايلك كان عايز ايه متخبيش عليا
احست نيرمين  بالاحراج الشديد وزمت شفتيها وهى تنظر الى الارض ثم رفعت بصرها الى دادة فاطمة قائلة
يعنى هو مقالكيش
دادةلا مقاليش 
هاا قوليلى بقى كان عندك بيعمل ايه
استحت نيرمين  ان تخبرها فماذا ستقول لها كانت تقول فى راسهاطب اقولها ايه بقىاقولها انه كان جاى يعترفلى انه بيحبنى فى نص الليل 
دادة متتكسفيش منى انا عارفة انك انسانة محترمة ومؤدبة متفكريش انى هفهم الموضوع بطريقة مش كويسة
لانى عارفاكى كويس وعارفة برده سيف  كويس
هاا قولى بقى
نيرمين  فى تردداقولك ايه بس يا دادة
دادةعلى فكرة انتى شكلك كده هتتعبينى
نيرمين  وقد بدا عليها الخجلكان بيقولى انه 
دادةانه ايه انطقى
نيرمين يووه بقى يا دادة خلاص
دادةانه ايه مش هسيبك الا لما تقولى
نيرمين  وهى تبتسم وعيناها تهرب من مواجهة دادة فاطمةابقى اسأليه
دادة كده ماشى بس خليكى فاكرة انا برده هعرف ان مكنش منك يبقى منه
ارادت نيرمين  ان تغير الموضوع على فكرة يا دادة انا كنت عايزة افاتحك فى موضوع كده
دادة خير
نيرمين  ايه رايك انا عايزة اشتغل
دادة فى تعجبتشتغلى ليه يا بنتى واحنا قصرنا معاكى فى حاجة
نيرمين  انا الحمد لله خفيت خالص ومعدش فى حاجة تمنعنى من انى اشتغل انا كنت فكرت فى الموضوع ده قبل كده بس كنت مستنية على ما اخف خالص ومش معقول هفضل اعيش عالة عليكوا كده اكل واشرب وانام دى حاجة متريحنيش وعمر ى ما هقبلها
دادةده كلام برده يا نيرمين  زعلتينى منك كده
نيرمين  ارجوكى يا دادة متاخديهاش بزعل وبعدين الشغل هو اللى هيخرجنى من اللى انا فيه
لازم اطلع للعالم واختلط بالناس مش هفضل انا كده ولا ايه
دادة وهى فى حيرةطب هتشتغلى ايه بس
نيرمين  هدور على اى شغل فى مكان كويس
دادةليه بقى ان شاء الله من قلة الشركات اللى عندنا
انا هخلى سيف  يشوفلك وظيفة تناسبك عنده
نيرمين  ما بلاش تخلى سيف  هو اللى يشوفلى وظيفة انا عايزة استقل بشغلى بعيد عنه
دادةيا سلام ليه بقى فيها ايه لما يشوفلك وظيفة تناسبك فى شركته
نيرمين  لانى مش عايزة مجاملات منه نفسى اشتغل واحس بكيانى من غير ما احس ان فى حد مشغلنى عطف او شفقة او حتى حب
وانا محبش استغل اى حد فى تحقيق مصالح شخصية
عايزة اشتغل فى مكان احس انى كفء ليه
دادةانتى محبكاها اوى على فكرة وبعدين تعاليلى هنا مين اللى هيرضى يشغلك من غير اوراق اثبات الشخصية او ورق التخرج والحاجات اللى بيحتاجوها دى وهتقولى ايه لما يسألوكى مؤهلك الدراسى ايه 
نيرمي ناخخخ دا انا ناسية خالص الموضوع ده طب وبعدين
دادة يبقى تسمعى كلامى وفاتحى سيف  فى الموضوع ولو مكسوفة افاتحه انه
نيرمين  بلاش تفاتحيه انتى علشان ميوافقش بضغط منكانا عايزة اشوف رد فعله هيكون ايه لما افاتحه انا
دادةاللى انتى عايزاه
نيرمين  متعرفيش هو هيمشى امتى
دادةكمان نص ساعة كده
نيرمين طب عن اذنك يا دادة يادوب الحق اكلمه قبل مايمشى
دادةطب مستعجلة كده ليه
نيرمين مش عايزة اضيع وقت يا دادة سلام
نيرمين  تطرق باب المكتب 
سيف  ينظر فى اللاب توب
ثم يرفع بصره للباب ادخل
تفتح نيرمين  الباب وتدخل بهدوء
عندما رآها سيف  ابتسم لها نظرت نيرمين  اللى اللاب توب وقالتانا كده هعطلك
سيف  لا ابدا تعالى
كويس انى شوفتك على الصبح كده علشان ابدأ يومى وانا متفائل
اه وبالمناسبة تسلم ايدك على القهوة بجد لذيذة اوى
ابتسمت نيرمين  فى حياء ثم قالت دى حاجة بسيطة
وظل ينظر اليها ثم قالشكلك عايزة تقولى حاجة
نيرمين  وهى تنظر امامها وتحاول ان تستجمع كلماتها
نيرمين كنت جاية علشان فى حاجة كده عايزة افاتحك فيها خاصة بالشغل
سيف  متعجباشغل ايه
نيرمي ناصلى كنت عايزة اشتغل لانى مش مرتاحة كده وحاسة بفراغ جامد اوى دا غير انى مبحبش احس انى عالة على حد
سيف  وقد بدا عليه الانزعاج من هذا الطلبوانتى محتاجة الشغل فى ايه اللى انتى عايزاه انا هوفرهولك من غير اى تعب
نيرمين وانا مش هفضل قاعدة كده ماليش شغلانة غير الاكل والنوم
كتر خيرك اوى على اللى انت عملته معايا 
وانا مش هقدر اقبل على نفسى افضل عايشة عالة عليكو اكتر من كده
سيف  بنظرة حادةاللى انتى بتقوليه ده غلط انتى مكونتيش ولا هتبقى عالة على حد
نيرمين  بس انا مش هقدر استمر على كده عايزة احس ان ليا اهمية وانى بنجز شئ فى الحياة
وانا كنت هدور على شغل بنفسى لكن افتكرت انه مش هينفع لان انا معاييش اثباتات شخصية واواق التخرج
واى شغل محترم هيحتاج حاجات زى دى
سيف  وقد تغيرت لهجته وظهر على وجهه الجديةانتى قولتى ايه
كنتى عايزة تدورى على شغل 
انتى اكيد بتهزرى
نيرمين  وعلى وجهها علامة استفهامبهزر ليه
سيف انتى عايزة تخرجى وتيجى لوحدك 
لا طبعا مينفعش
نيرمين قصدك ايه
سيف قصدى انك تنسى الموضوع ده خالص واللى انت محتاجاه انا هجيبهولك
نيرمين  وقد تضايقت من رد فعلهانا ليا الحق انى اشتغل ويكون ليا كيان خاص بيا
سيف  وهو يقترب منها بنظرته الجادةقلتلك متفتحيش الموضوع ده تانى 
واذا كان على الفلوس هيكون ليكى مرتب اكنك بتشتغلى واكتر كمان
انتفضت نيرمين  من مكانها وقد احست بالاھانة بعض الشئوانا مش بشحت منك ومش هسمح لنفسى انى ابقى عالة على حد سواء رضيت او لا
زاد هذ الكلام من ڠضب سيف  وتمالك اعصابه وهو يضغط على يديه قائلاانا هعديلك اللى انتى قلتيه ده
وهحاسبك عليه بعدين لانى مش فاضى دلوقت
نيرمين  وانا مغلطش فى حاجة علشان تحاسبنى عليها
استدارت لتخرج وهى غاضبة من رد فعل سيف  الذى لا تفهمه
امسك سيف  بزراعها بقوة وجذبها اليه ليصبح وجهها فى وجهه مباشرة ونظر اليها بحدة قائلاانا لما اقول حاجة يبقى تتنفذ من غير كلام
انتى فاهمة
خاڤت نيرمين  من نظرته ونبرته التى تغيرت فبالامس كان وديعا ويعترف لها بحبه بلطف وحنان
والان يمسكها بقوة ويخيفها بحدة كلامه ونظراته
ظلت صامتة والخۏف فى عينيها وهو ماسكا زراعيها 
ابتلعت نيرمين  ريقها وعينيها ممتلئة خوفا
سيف متخلينيش افقد اعصابى انا قلتلك انى مبحبش حد يراجعنى فى كلامى يعنى اللى اقوله يتنفذ بالحرف
نيرمين سيب ايدى وجعتنى
تدارك سيف  الامر وخفف من حدة مسكته
ثم قال بجديةمش عايز اسمع منك الكلام ده تانى ثم ترك زراعيها
نيرمين  وهى تحاول التغلب على خۏفهاانا مش هطلع على اوضتى انا همشى من هنا
سيف 
وهو يحاول ان
 

تم نسخ الرابط