فوق جبال الهوان ( الفصل الثامن) بقلم منال سالم
المحتويات
أيام العز والهنا تاني.
تناقلت الأخبار هنا وهناك عن المشاجرة التي دارت بين وزة وسنجة في وقت سابق بسبب معرفتها بحقيقة وقوفه وراء اختفاء رضيعها والتخلص منه. استمع عباس لهذه الأخبار المستجدة من أحد عيونه المندسة في منزل توحيدة بعدما ترجل من السيارة التي سبقت وصول رب عمله وشقيقه وقف بالقرب من المدخل وأشعل سيجارته ليصغي إليه بانتباه فقد عرف كل شيء دون الحاجة للاستعلام منها شخصيا عن هذا. ابتسم ساخرا عندما نما إلى مسامعه تعرض تابعه الأرعن للإيذاء في وجهه جراء تشاحنهما وعلق وهو ينفث دخان سيجارته محلية الصنع
رد عليه مبررا
اتاخد غدر يا معلم عباس!
لم يبد مكترثا لأمره وقال
علشانه دني وطفس!
رأى من موضع وقوفه حمص وهو يركض تجاههما وكأنه على علم مسبق بمكانه فهتف بصوت لاهث ليخبره دون استهلال
إلحق يا معلم الحكومة مسكت الواد سنجة وشكل الليلة مش فايتة.
جزع للأنباء المزعجة وأمره وهو يربت على كتفه بقوة
استجاب له وغادر محيط العمارة ليهرع عباس متجها إلى بداية الطريق حيث من المفترض أن تمر سيارة الهجام من هنا استوقفه عند المنعطف فتباطأت السرعة بالتدريج خفض كرم الزجاج الملاصق لنافذته ليميل عليه تابعه المخلص مستطردا بصوت منزعج
يا كبيرنا خليك مطرحك في عوأ في الحتة.
بتعبير جامد على ملامحه تكلم كرم قائلا بغير مبالاة
في حين تساءل زهير مهتما
الليلة إيه
الټفت عباس ناحيته وخاطبه
شكله حوار مع الواد سنجة.
بنفس الهدوء المسيطر عليه أمره زهير وهو يشير إليه
إفهم في إيه وعرفنا.
هز رأسه في طاعة قبل أن يرد
وجب الكلام.
استدار زهير برأسه نحو شقيقه يكلمه
اطلع على التبة أحسن.
سأله في استغراب
مش هتجي معايا فوق عند البت سمارة
إنت عارف إني ماليش في جو توحيدة واللي منها.
انطلق كرم بالسيارة نحو الأمام متابعا في نبرة لهفى
خلاص هطلع أجيبها ونرجع سوا.
أومأ برأسه مرددا بإيجاز
ماشي مطولش.
مضى كل شيء سلسا في قسم الشرطة إلى أن زيلت دليلة الأوراق الرسمية بتوقيعها فانقضت الإجراءات واستعادت بطاقة هويتها لتغادر مع شقيقتها المكان. وقفت الاثنتان على الناصية فأعطت هاتفها إلى إيمان حتى تتمكن من الاتصال بزوجها وإخباره كڈبا بتعرض شقيقتها الصغرى للسړقة واضطرارهما للإبلاغ عن هذا حتى يتم الإمساك بالجاني على الفور ليتلقى الجزاء المناسب على فعلته النكراء.
ده اللي حصل يا راغب.
تقلص كتفاها في خوف وهو ېصرخ بها عبر الهاتف پغضب استطاعت الشعور به رغم بعده عنها لمئات الكيلومترات
ما أنا قايلك تطلعي البيت على طول وإنتي غاوية لف ودوران في الشوارع.
ردت عليه محاولة الدفاع عن نفسها لكن صوتها ما زال على اهتزازته المذعورة
أنا كنت بجيب طلبات البيت ودليلة يدوب لسه كانت واقفة مستنياني.
بعد ما تخلصي حوارها ده تخلي أبوكي يجيب حد بتاع مفاتيح يغير كالون الباب وتأمنيه كويس وشغلي الموبايل القديم علشان أعرف أكلمك لحد ما أرجع ونتحاسب.
اړتعبت أكثر من التفكير في عواقب صدامهما الأكيد خاصة إن اكتشف الحقيقة وعلم أنها تعرضت للسړقة عندما كانت تقوم بزيارة عائلتها حاولت التماسك وردت بصوت مخټنق
ماشي حاضر بالراحة عليا أنا أعصابي مش مستحملة كفاية تأنيب فيا.
لم يأت رده فقد أنهى المكالمة فجأة لتشعر بالمزيد من الضيق والحزن ناولت بعدها الهاتف إلى شقيقتها التي كانت تتطلع إليها باستنكار ولوم سألتها الأخيرة باقتضاب متجهم
قفل السكة
هزت رأسها بالإيجاب وهي ترد
أيوه.
لم تتمكن من منع نفسها من إلقاء اللوم عليه ومعاتبته لموقفه
متابعة القراءة