فوق جبال الهوان ( الفصل الثامن) بقلم منال سالم
المحتويات
حافة السور ملقيا بما معه هاتفا في شيء من الجزع
طب لو في حاجة كده ولا كده تاويها أوام.
أجابه بغير خوف
اللي حدفتها كانت آخر حتة معانا غير كده احنا في الأمان على الحميد المجيد.
استحسن عدم وجود ما يدينهما هاتفا
زي الفل.
اقتحم أفراد الشرطة السطح دون استئذان ليصيح الضابط المسئول عن هذه المهمة بصوته الآمر والصادح
بشكل تلقائي ومعتاد رفع كلاهما أياديهما للأعلى ليتولى حمص دفة الكلام مؤكدا
احنا يا باشا في السليم.
تجاهله محدجا إياه بنظرة احتقارية قبل أن يوجه أمره لرجاله وهذا التعبير المزدري يكسو وجهه
فتش المكان ده كله
في شيء من الجراءة سأله حمص مستفهما
قولي في إيه يا باشا واحنا نساعدك
تقدم تجاهه بثبات إلى أن وقف قبالته أشار له بعينيه ليخفض ذراعيه ثم سأله مباشرة دون مقدمات
جاوبه بسؤال آخر
هو عمل إيه
رمقه بهذه النظرة الجامدة قبل أن يصيح بخشونة
ملكش فيه إنت ترد على أد السؤال.
رد عليه بحذر
هو مجاش هنا.
وجه إليه سؤاله التالي بنفس الأسلوب الصارم الآمر
بيقعد فين
أجابه بهدوء
يا على القهوة يا إما عند أي حد من معارفه.
كان تأثير ما تعاطاه شيكاغو قد بدأ في الاستحواذ عليه فلمح من موضع وقوفه سنجة وهو يسير بدراجته في الزقاق فاستطرد بشكل عفوي
تحرك الضابط تجاه السور ليتأكد مما يقول فأمر أحد رجاله في التو عبر جهاز اللاسلكي
المچرم قريب منكم امسكوه...
ثم استدار مخاطبا البقية
وإنتو انزلوا على تحتن وحصلوه أوام!
لحسن الحظ كان أفراد قوة الشرطة منقسمين إلى فرقتين واحدة مكلفة بالصعود إلى الأعلى للاقټحام والتفتيش وإلقاء القبض على المچرم في حالة تواجده وفرقة أخرى مرابضة بالأسفل للإمساك به في حالة تواجده على مقربة من المكان.
في إيه يا بهوات أنا معملتش حاجة
لحق بهم الضابط ومد يده لينقض عليه من تلابيبه هاتفا
اتمسكت يا حرامي!
صاح مستنكرا وقوعه في قبضة رجال الشرطة هكذا ببساطة
أنا وسړقت مين بقى
صفعه الضابط على منحنى عنقه بضعة مرات بقوة ألمته قبل أن يخبره
ثم أمر رجال قوته باتباع أوامره
هاتوه على البوكس.
اقتادوه تجاه سيارة الشرطة المصفحة ليدفعه دفعا داخلها وهو يقاوم قدر استطاعته عملية القبض عليه التي تمت هكذا بغرابة وبسرعة غير متوقعة.
وردها اتصالا هاتفيا من معشوقها عباس ذاك الذي يحتل عرش قلبها ويتربع وحده بداخله ليخبرها بقدومه مع صاحب الكلمة العليا هنا لتمضية بعض الوقت في منزلها فابتهجت أساريرها وسرت على الأخير. في التو قامت توحيدة بتبديل ثيابها إلى أخرى جديدة زاهية ومزركشة تحركت بهمة ونشاط وهي تلقي أوامرها على من تعملن تحت إمرتها
من خلفها جاءت خضرة لتسألها بتوجس
والبت وزة
وكأنها قد تناست نوبة الصړاخ والعويل الهيسترية التي مرت بها بعدما عرفت بالحقيقة المفجعة .. التوى ثغرها مرددة في تأفف
كان الواحد ناقصها!
ألحت عليها خضرة في سؤالها الحائر
ها يا أبلتي أتصرف معاها إزاي دي مبهدلة الدنيا على الآخر.
لوحت لها بيدها قائلة بوجوم
اديها أي حاجة تخليها تتهد عننا شوية لحد ما أشوفلها تصريفة.
لم تعارضها وأذعنت ملبية رغبتها في الحال
حاضر يا أبلتي.
لم تكن قد سارت عدة خطوات بعد قبل أن يأتيها الأمر النافذ التالي
وخلي البت مروة تبقى جاهزة ما هو الكبير أكيد جاي مخصوص علشانها.
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه خضرة وهتفت وهي تتغنج في خطواتها المائعة
عينيا يا ستنا.
قرصت توحيدة وجنتيها لتزيد من إشعال الحمرة بهما وهمست لنفسها في تحمس
أيوه كده الواحد عايز يشوف
متابعة القراءة