فإذا هوى القلب بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز

اللي مش عجباكي تبقى بنت خالك وهي هاتفضل معانا هنا!
زاد احتجاج بسمة وهي تضيف بسخط
يا سلام يعني هي تيجي وتتبغدد على حسي اشمعنى أوضتي أنا!!!!
ردت عليها أمها بتهكم وهي تشير بيدها
أنيمها في المطبخ عشان ترتاحي 
كټفت بسمة ساعديها أمام صدرها وردت بتبرم
لأ بس مش في أوضتي! انتي عارفة إن أنا مش برتاح في نومتي مع حد!
بررت عواطف تصرفها قائلة
اعتبريه وضع مؤقت! بعد كده هاخليها تنام معايا!
غمغمت بسمة مع نفسها بازدراء
أه مۏت يا حمار وأنا أتسوح لحد ما ده يحصل!
رمقتها عواطف بنظرات متأففة ثم تجاهلتها وتعمدت عدم الرد عليها تاركة إياها باقية في مكانها لتتجه نحو المطبخ.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لحقت بها بسمة متابعة بإلحاح
ماقولتليش هاتعملي ايه
ردت عليها عواطف بضيق
بطلي زن فوق دماغي وخليني أعمل لقمة للغلبانة دي!
زفرت بسمة قائلة بسخط
ماشي يا ماما براحتك!
ثم تركتها وانصرف من المطبخ وهي تبرطم بكلمات متذمرة.
هزت عواطف رأسها مستنكرة جمود ابنتها وتنهدت قائلة بعشم
ربنا يهديكي يا بنتي ويحنن قلبك عليها.!!!!!
الفصل الخامس والعشرون
سحب الميكانيكي جسده بحرفية معتادة من أسفل السيارة المصفوفة عند ورشته ثم نهض واقفا على قدميه ومسح كفي يده في المنشفة البالية الممسك بها.
الټفت نحو صاحبها ليستطرد حديثه بجدية
سيبهالي يومين يا ريس منذر وأنا هاظبطلك كل اللي فيها 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نفخ منذر بضيق كبير ودس يديه في جيبي بنطاله ورد عليه بامتعاض
أنا محتاجها ورايا شغل وماستغناش عنها
رد عليه بنبرة عملية وهو يشير بيده 
عارف يا ريسنا بس هي متبهدلة على الأخر ده غير الإزاز اللي هايغيره والفوانيس اللي ورا والكابوت عاوز يترد و....
قاطعه الأخير قائلا بضجر وهو يخرج يديه من جيبيه ليضعهما على منتصف خصره
طب شوف المناسب وانجز على طول!
هز الميكانيكي رأسه بإيماءة واضحة وهو يرد
أوامر يا ريس منذر!
دس يده مرة أخرى في جيب بنطاله الخلفي ليخرج حافظة نقوده ثم سحب مبلغا ماليا منها وطواه في قبضته.
دنا من الميكانيكي وأعطاه له قائلا بجمود
خد دول دفعة تحت الحساب!
تناوله الميكانيكي منه ووضعه سريعا في جيب أفروله الكحلي الداكن بدلة عمله ليردد بحماس وقد اتسع ثغره
متشكرين يا ريس منذر!
اقترب منهما عامل أخر بالورشة قائلا بجدية وهو ممدد يده بكيس بلاستيكي
يا أسطا الحاجات دي كانت على الكرسي اللي قدام!
هاتهم يا واد!
قالها الميكانيكي وهو يأخذ الكيس منه فقد قام الأخير بتفتيش السيارة من الداخل ليتأكد من خلوها من أي مقتنيات شخصية ثمينة تخص صاحبها في حال تركها عند الورشة للإصلاح حتى لا تفقد فوجد ذلك الكيس بها.
استدار ليواجه منذر الذي بدا مندهشا كثيرا فقد تناسى رغما عنه إعطاء ابنة رياض متعلقات والدتها وظلت باقية معه في سيارته منذ أن استلمها من المشفى.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قطع شروده صوت الميكانيكي وهو يردد
اتفضل يا ريس منذر!
أمسك بالكيس البلاستيكي في يده وأضاف بجدية
هاعدي عليك كمان يومين ولو خلصت قبلها كلمني!
رد عليه الميكانيكي بصوت مرتفع
حاضر!
لوح له منذر بكف يده وهو يودعه قائلا
سلامو عليكم!
أجابه الأخير بصوت نخفض نسبيا
وعليكم السلام
سار منذر للأمام متطلعا إلى الكيس باهتمام ثم رفع رأسه ليحدق أمامه محدثا نفسه بضيق بائن على ملامحه
مجاش في بالي خالص أديها الحاجة بتاعة أمها!
نفخ بصوت مسموع وهو يكمل حديث نفسه
بكرة أبقى أعديهم عليها مع أي حد من الوكالة!
....................................
مط مازن ذراعيه في الهواء ثم طقطق فقرات عنقه بيده بعد أن أنهك نفسه كثيرا في العمل ليتأكد من إتمام المطلوب في طلبية الطعام.
انتبه لإهتزاز هاتفه المحمول الذي كان موضوعا على الوضعية الصامتة وبدا متأففا وهو يقرأ بعينيه الاسم الظاهر على الشاشة.
تكرر الإتصال مرة أخرى فأجاب عليه قائلا باقتضاب
خير يا ولاء
ردت عليه بتساؤل روتيني
مش ناوي تيجي
زفر بعمق وهو يقول بعبوس
لأ! عندي شغل!
سألته بدلال محاولة التأثير عليه لإثناءه عن قراره بالبقاء في العمل
يعني مش هاتتعشى معايا ده أنا مجهزالك عشا هيعجبك أوي!
عنفها قائلا بقسۏة
ولاء حلي عن دماغي أنا ورايا هم أد كده!
انزعجت كثيرا من رده الفظ وهتفت بنبرة متعصبة
أوكي براحتك
أنهى المكالمة معها ملقيا الهاتف على سطح مكتبه ثم غمغم مع نفسه بتذمر
هو أنا ناقص خانقة!
....................................
جلست ضامة ركبتيها إلى صدرها ومحاوطة كلتاهما بكفيها ثم إتكأت برأسها عليهما لتبكي بمفردها بأنين خفيض.
ظلت أسيف ترثي والدتها الراحلة بكلمات مبهمة.
أجهشت پبكاء أشد ودفنت رأسها في حجرها متحسرة على رحيلها المفاجيء عقب ۏفاة أبيها تاركين إياها تواجه مصيرا مجهولا.
أغمضت عيناها قهرا فلا تزال صورتهما وضحكاتهما عالقة بذاكرتها. 
سمعت هي صوت دقات خفيفة على باب الغرفة فأسرعت بفك كفيها المتشابكين وتمددت على الفراش مدعية النوم. دثرت نفسها بالغطاء وكفكفت عبراتها سريعا كي لا ينكشف أمرها.
لم
يكن بها أي رغبة بالحديث أو مشاركة مشاعرها مع أي شخص.
بقيت ساكنة تماما وضبطت أنفاسها لتبدو منتظمة وكأنها في سبات عميق.
استطاعت أن تسمع صوت تلك الخطوات الخاڤتة المتسللة إليها وحافظت بمهارة على ثباتها حتى ظنت المتواجدة بالغرفة أنها نائمة.
شعرت بتلك اللمسة الحنون على جبينها وتلك القبلة المطمئنة أعلى رأسها.
همست لها عواطف بحب
ربنا يعينك يا بنتي على اللي جاي ويفرح قلبك ويعوضك كل خير 
انحنت مجددا لتقبلها ثم عدلت من وضعية الغطاء عليها وتركتها وانصرفت.
أخرجت أسيف تنهيدة عميقة من صدرها وأكملت بكائها الصامت.
.........................................
علقت جليلة جلباب زوجها على المشجب الشماعة بعد أن نفضته والتفتت لزوجها لتهتف بإعجاب
والله ما يجيبها إلا رجالها!
ناولته لباسه المنزلي قائلة بإمتنان
تسلم يا حاج دايما كده نصير المظلوم 
رد عليها طه بصوت آجش
ماهو اللي زي ده كان عاوز اللي يقفله ويربيه 
وافقته الرأي قائلة بجدية وهي تضع حذائه أسفل التسريحة
عندك حق!
أضاف طه قائلا بصوت مزعوج وهو يشير بكف يده
ماهو مكانش ينفع أسكتله ده جاب سيرة عواطف وهي تمسني بردك!
عادت جليلة لتقف إلى جواره وأمسكت بعكازه الخشبي وهزته بحركة عفوية وهي ترد بتلقائية
اه مظبوط!
ثم تحركت عدة خطوات للأمام لتسنده إلى جوار خزانة الملابس قائلة بتشجيع
واللي يتساهل مرة في حقه يستحمل اللي هيجرى!
أشار لها طه بكف يده قائلا بصوت آمر
قومي جهزيلي لقمة لأحسن واقع على الأخر!
التفتت برأسها نحوه راسمة ابتسامة سعيدة على ثغرها ومرددة بتلهف
أحلى عشا يا أبو منذر!
تأوه بأنين خفيض وهو ينحني ليفرك باطن قدمه قائلا
آآه يا رجلي محتاج أدهنها بمرهم ولا أي بتاع! 
اقتربت منه مقترحة باهتمام كبير
أعملك مياه وملح تحط فيهم رجلك هاينفعوك يا حاج!
حرك رأسه بالإيجاب موافقا
ماشي يا جليلة هاتيهم!
ردت بتلهف
على طول أهوو!
ابتسم لها زوجها قائلا بإمتنان
ربنا يخليكي ليا ست أصيلة! 
ضحكت في وجهه وأسرعت في خطواتها لتعد له وعاءا بلاستيكيا مليئا بالماء والملح لتخفف عنه آلام قدميه.
.......................................
في صباح اليوم التالي
كان

يغط في نومه بإرتياح حتى بدأت تعابير وجهه في التشنج قليلا بسبب ذلك الرنين المتواصل لهاتف ما.
استعاد وعيه نوعا ما لكنه لم يستيقظ كليا.
في البداية ظن منذر أنه يحلم وأن صوت الهاتف ضمن حلمه الغير مفهوم فلم يهتم وقاوم نداء عقله بالإستيقاظ والانتباه.
لكن مع تكراره أفاق تدريجيا من نومه.
مد يده نحو الكومود محاولا البحث عنه والإمساك به لوقف صوته المزعج لكنه لم يجده فرفع رأسه مجبرا عن الوسادة ليبحث عنه بعينين ناعستين.
دقق النظر بنصف عين مفتوحة ولكن لا شيء..
كان الرنين أتيا من مكان أخر.
فرك وجهه بكفه وتثاءب بصوت مسموع ثم رمش بعينيه لأكثر من مرة ليعتاد على الإضاءة الخاڤتة بغرفته.
تكرر الرنين فانتصب في نومته وإشرأب بعنقه للأعلى مديرا رأسه للجانب.
تحركت عيناه صوب التسريحة حيث ذلك الكيس البلاستيكي.
كان الصوت أتيا منه فتأكد أنه يخص هاتف المرحومة حنان.
تثاءب مرة أخرى بإرهاق ثم أزاح الغطاء بعيدا عنه ونزل عن الفراش ليخرجه من الكيس.
فرك فروة رأسه بكف يده عدة مرات وهو يدقق النظر في شاشته الصغيرة ذات الإضاءة البرتقالية ليرى رقما غريبا صادحا عليها.
ضغط على زر الإيجاب قائلا بصوت متحشرج
الو..
أتاه صوتا أنثويا هاتفا بنعومة رغم جديته
مع حضرتك فندق .... ده رقم السيدة حنان
أجابها بإختصار
اه هو..
استأنفت حديثها قائلة بنبرة رسمية
طب حضرتك احنا بنسأل عنها المفروض كانت عاملة حجز عندنا هي وبنتها بس بقالها كام يوم مش ظاهرة والمفروض تعمل check out!
توقف عن فرك رأسه مجيبا إياها بتجهم
الست حنان تعيشي انتي!
اضطربت نبرة الموظفة بعد تلقيها لهذا الخبر الصاډم وهتفت معتذرة
أنا أسفة جدا يا
فندم البقاء لله!
رد عليها بصوت متحشرج
الدوام لله متشكر!
زاد ارتباكها وهي تتابع مبررة موقفها
أنا.. انا معرفش ومحدش بلغ إدارة الفندق!
عادي حصل خير!
قالها منذر على مضض محاولا إنهاء الحديث معها لكنها أكملت مكالمتها مضيفة بجدية
طب يا فندم بالنسبة للمتعلقات الخاصة بالمرحومة وباقي الحساب احنا محتاجين حد يجي يستلم الشنط ويوقع الأوراق ويدفع ال....
بالطبع أدرك أن عليه أن يحل تلك المسألة العالقة فورا فالموظفون بتلك الفنادق دوما يحاولون إنجاز أعمالهم بصورة رسمية لذا قاطعها قائلا بنبرة حاسمة ودون الإطالة في التفكير
أنا هاجي عندكم أخلص كل حاجة!
ردت عليه الموظفة بهدوء
تمام يا فندم في انتظار حضرتك بس ممكن أسجل اسمك عشان الاجراءات!
أجابها بنفاذ صبر
منذر طه حرب!
تابعت مجاملة بنفس النبرة المعتادة في عملها
شكرا ليك أستاذ منذر وفي انتظارك في أي وقت ومرة تانية بأكرر تعازيا الحارة للمرحومة!
رد عليها بإيجاز وقد زاد عبوس وجهه
العفو!
ضغط على زر الإنهاء وتطلع أمامه بنظرات فارغة ثم حدث نفسه بضجر وهو يضغط على شفتيه
الظاهر إتكتب عليا أخلص كل حاجة تبع عيلة خورشيد!
.............................
شعرت بلمسة رقيقة تداعب وجهها لتسحبها إلى أرض الواقع بعيدا عن أحلامها الحزينة.
ظلت تفتح وتغمض جفنيها بحركة عفوية وهي تحاول الاستسلام لسلطان النوم الذي كان يجافيها طوال الليل.
أوقظتها عمتها عواطف بصوت دافيء قائلة بود وابتسامتها الحنونة لم تفارق شفتيها
اصحي يا أسيف فوقي يا حبيبتي عشان تفطري معانا 
ردت عليها أسيف بصوت متثاقل وناعس للغاية
مش عاوزة 
مسدت عواطف على رأسها برفق قائلة
لا مافيش حاجة اسمها مش عاوزة انتي دلوقتي في بيتك تقومي تاكلي وتشربي براحتك وأنا مش هاسيبك كده هفتانة!
ردت عليها أسيف معتذرة بتهذيب
معلش ماليش نفس!
ألحت عليها عواطف بإصرار أكبر
ده أنا عاملة فطار تاكلي صوباعك وراه قومي اغسلي وشك ويالا يا بنتي ده بنات عمتك مستنينك !
تذكرت أسيف تلك الشابتين اللاتين قابلتاها بفتور ممزوج بالإنزعاج.
تجدد في نفسها الإحساس بعدم الترحيب بالمنزل فردت بنبرة حرجة
بلاش أضايقهم بوجودي ك.. كفاية اني أخدت أوضة....
قاطعتها عواطف قبل أن تكمل جملتها قائلة بجدية
تضايقي مين هما بس لسه مش واخدين عليكي!
ثم ابتسمت أكثر وهي تكمل بنبرة ودودة
بس أما هاتعرفيهم هتحبيهم والله وبعدين البت بسمة رغم لسانها الطويل إلا ان قلبها طيب وتتحب!
أزالت عنها الغطاء قليلا لتشجعها على النهوض
يالا يا بنتي والله هتتبسطي معانا قومي يالا
في الأخير اضطرت أسيف أن تلبي رغبة عمتها فلن تبقى في الفراش للأبد. عليها أن تختلط بعائلتها الجديدة. 
........................................
استقل منذر سيارة أجرة ليصل إلى الفندق المنشود.
لم تكن المسافة بعيدة فقد كان قريبا من منطقته الشعبية.
توقف السائق أمام المدخل فترجل هو منها واتجه للإستقبال ليقول للموظفة المتواجدة خلف الطاولة
تم نسخ الرابط