اسرار عائلتي بقلم اروى مراد
المحتويات
بسرعة حاسة اني هتخنق لو فضلت هنا أكتر !
زفر أكرم بقلة حيلة وأخذها ليصعد بها إلى الأعلى متجها نحو غرفتها .. أقفل الباب عند دخولهم ثم جلس على سريرها فجلست بجانبه وتساءلت
_ كنت عايزني في ايه يا بابا
نظر إليها قليلا بتفكير ثم تنهد قبل أن يتساءل هو متجاهلا سؤالها
_ ممكن اعرف انت مش طايقة مريم ليه
_ لأنها مستفزة اوي وانت شوفت كانت بتتكلم معايا ازاي أول مرة جت فيها هنا !
_ بصراحة انت الي استفزيتيها الأول مش هي !
عقدت حاجبيها بغيظ وصاحت
_ انت معايا والا معاها يا بابا
رفع كتفيه قائلا
_ ولا وحدة بس كنت عايز اتأكد من حاجة .
_ هي ايه
لم يجبها وظل يرمقها بغموض لثوان قبل أن يلقي عليها ذلك الخبر
رمشت بعينيها للحظات وتمتمت بعدم إستيعاب
_ عريس
أومأ بتأكيد فإتسعت عيناها بفرحة وقفزت وهي تصرخ بصوت عال
_ احلف كده أنا متقدملي عريس
طالعها بتعجب وأومأ متسائلا
_ آه .. مالك مبسوطة اوي كده حتى من قبل ما تعرفي هو مين
إنتبهت لنفسها أخيرا فجلست مكانها ثانية وأخفضت رأسها بخجل متمتمة
رفع أحد حاجبيه بإستغراب فأردفت بإبتسامة شبه حزينة
_ مفيش حد اتقدملي قبل كده لدرجة ان ثقتي في نفسي بدات تقل عشان كده اتحمست دلوقتي !
رمش بعينيه بدهشة وتمتم
_ محدش اتقدملك ازاي ده انا لو كنت مكانهم كنت اتقدمت من غير ما افكر كتير لانك حلوة بشخصيتك وأخلاقك وقلبك وكل حاجة ..
_ حاسس ان في حاجة غلط .. مش عايز افكر كده بس انا متأكد ان خالك هو السبب .. مش مكفيه الي كان بيعمله فيك وعايز كمان يحرمكمن الجواز ويخليك تعنسي جنبه !!
قال جملته الأخيرة بتفكير وڠضب فإتسعت عيناها پصدمة وهمست
_ معقول يعمل فيا كده !
_ خلاص يا حبيبتي ! انت دلوقتي جنبي ومعايا ومحدش هيقدر يعملك حاجة وحشة .
_ مش عايزة تعرفي مين العريس
رفعت رأسها إليه بإنتباه ثم أومأت بفضول فقال بترقب
_ رسلان !
_ نعمممم !! عايز تتجوز المستفزة دي
صړخت بها مريم فور معرفتها برغبة رسلان والذي رمقها بنظرة تحذيرية جعلتها تتحكم في أعصابها وتجلس متمتمة بغيظ
_ عايزة افهم انت مصر تتجوزها هي بالذات ليه من قلة البنات يعني
_ لأنها دخلت دماغي .. ومش عايز غيرها !
رفعت أحد حاجبيها وتساءلت بشك
_ مش عايز غيرها يعني بتحبها
رمقها بنظرة سريعة ثم أخفض بصره للأرض وتمتم
_ عايزها ..
_ يعني بتحبها
رددت بإصرار لكنه تجاهلها ولم يجب فتأكدت من شكوكها وتمتمت بتذمر
_ مش فاهمة برضه بتحبها على ايه
واصل تجاهله لها فقوست شفتيها بغيظ وإلتزمت الصمت مرغمة .. ولم يمض وقت كثير قبل ملاحظتها لدخول خالد شقيق صديقتها وإقترابهمن رسلان متجاهلا إياها هو الآخر وهو يقول بإبتسامة مستمتعة
_ بقى عايز تتجوز بدور ومقولتليش
أشار له رسلان للجلوس على يساره بينما كانت مريم تجلس على يمينه وهو يقول
_ أنا برضه مكنتش عارف تصدق
رفع خالد حاجبيه ورمقه بنظرة تجمع بين السخرية والإستغراب فأردف رسلان مفسرا
_ كنت متردد لأني متوقعتش اني ممكن افكر في الجواز خالص .. بس في حاجة خلتني اروح اكلم بابا بسرعة ومن غير تفكير لأول مرة ومش عارف عملت كده ليه .
إبتسم خالد بسعادة باطنية ثم غمز له بإستمتاع
_ حاجة إسمها الحب صح
رمقه رسلان ببرود وتجاهله هو الآخر بينما زفرت مريم بغيظ وبطريقة جذبت إنتباه خالد فتساءل
_ مالك بتنفخي كده ليه انت معترضة على حبه ليها والا ايه
رمقته بطرف عينها بضيق وقالت
_ ملكش دعوة !
أمسك رسلان بيدها وضغط عليها محذرا إياها من التمادي فأشاحت بوجهها بضيق وإلتزمت الصمت .. أما خالد فقد إستغرب ضيقهاالمبالغ فيه من الأمر لكنه لم يشغل باله بها كثيرا وأخرج هاتفه يلعب به قليلا لتمضية الوقت .
إنتبه بعد قليل إلى أكرم الذي دخل غرفة الجلوس لوحده بملامح لا يظهر عليها أي شيء .. وقف رسلان فور رؤيته وإقترب
منه قائلا بلهفةحاول إخفاءها
_ قالت ايه
لم يجب أكرم على سؤاله بل أشار إلى الخارج بيده وقال
_ تعالى نتكلم برا .
عقد رسلان حاجبيه بإستغراب لكنه أومأ موافقا وتبعه إلى الخارج .. جلس أكرم على أحد المقاعد ثم تنهد بتفكير قبل أن يرفع رأسه إلىالآخر وتساءل
_ ممكن اعرف ليه اخترت بدور بالذات من بين كل البنات
سكت رسلان وهو يشيح بوجهه ويفرك شعره بحيرة ثم عاد ببصره إلى أكرم وقال
_ مش عارف !
رفع الآخر أحد حاجبيه بإستنكار ثم تساءل
_ يعني مش بتحبها
أخفض رسلان رأسه إلى الأرض ولم يجب فتنهد أكرم متمتما
_ فهمت .. يعني مش هتتأثر لو قولتلك انها رفضت صح ده طلب ايدي يا سرين عارفة يعني ايه
هتفت بدور وهي تدور بغرفة التوأم فنظرت إليها سرين بملل كما فعلت إيلين المستلقية على سريرها وقالت
_ يعني ايه
توقفت أمامها وهي تجيب بحيرة
_ مش عارفة .
وقفت سرين ووضعت يدها على جبين صديقتها قائلة
_ انت متأكدة انك كويسة يا بنتي
أومأت بدور بتأكيد وأردفت
_ ايوة أنا بس مصډومة .
إبتسمت سرين ثم خطفت نظرة إلى إيلين قبل أن تتساءل
_ طب مش انت وافقت
_ لا .
طالعتها الفتاتان پصدمة وإعتدلت إيلين في جلستها وهي تصيح
_ رفضتيه أكملت عنها سرين بتساءل
_ رفضتيه ليه وانت بتحبيه
زمت بدور شفتيها بتذمر وصاحت
_ مش عارفة انتو طلعتوني بحبه من امتى بس أنا كنت شايفاه زي أخويا انتو مش عايزين تفهموني ليه
لوت إيلين جانب شفتيها بسخرية وتمتمت
_ لا واضح اوي !
_ وبعدين أنا مرفضتوش .
إنتبهت كلتا الفتاتين إلا كلامها فواصلت
_ أنا بس قلت لبابا اني محتاجة وقت افكر فيه .
_ تفكري في ايه يا بنتي انت عايزة تجننيني
صاحت بها إيلين بنفاذ صبر فتحدثت بدور بتذمر
_ ايه هو مش من حقي اخد وقتي عشان افكر
أجابت الأخرى بسخرية
_ لا من حقك ياختي خدي راحتك
تجاهلت بدور سخريتها وجلست على السرير ونظرت أمامها بشرود .. مرت ثوان صامتة حتى قطعته قائلة بحيرة
_ بس أنا لسه مصډومة بصراحة هو حبني امتى وازاي أنا مفكرتش خالص انه ممكن يفكر فيا أصلا !
_ لأنك غبية .
هتفت بها إيلين ببرود فطالعتها بدور بغيظ ولم ترد .. بينما جلست سرين إلى جوارها وقالت
_ السؤال هنا هو انت عملت ايه عشان تخليه يفكر فيك
رفعت عينيها إليها مجيبة ببراءة
_ ولا حاجة أنا أصلا مكلمتوش من يوم ما عرفتكم انه مش أخويا .
طالعتها الفتاتان بإستغراب وهمت سرين بالتعقيب على كلامها لكنها توقفت عندما إستمعت إلى أصوات طرقات على الباب تلاه دخولوالدتها وتقدمها من بدور بإبتسامة مرحبة وهي تردد
_ أهلا وسهلا بيك يا بنتي وحشتينا .
وقفت بدور وإقتربت منها ثم عانقتها قائلة
_
وانت كمان وحشتيني اوي يا طنط علا .
إبتعدت عنها علا وهتفت بإبتسامة
_ يبقى النهاردة هتتغدي معانا .
عضت بدور طرف إبهامها متمتمة بحرج
_ أنا أصلا كنت جاية عشان اقولك اني هاخد البنات وهنتغدى برة !
عقدت علا حاجبيها بإعتراض وقالت
_ وتتغدوا برة ليه والأكل موجود هنا
أجابت بدور بسرعة
_ عشان .. بنت أخويا هي الي عايزة كده .
_ براءة
أومأت بدور بتأكيد فأردفت علا بإصرار
_ طب ما تجي هي كمان تتغدى هنا وإلا أكلي مش حلو
قالت جملتها الأخيرة بحزن مصطنع فأسرعت بدور تهتف
_ لا طبعا وهو في أكل بيتقارن بأكلك أصلا
إبتسمت علا في نفسها بينما أردفت الأخرى
_ بس أخويا معاها برضه وهو أكيد هيرفض يتغدى معانا هنا ودماغه ناشفة ومش هتعرفي تقنعيه !
_ ايه رايك في الأكل يابني
_ حلو اوي تسلم ايديك .
كانت تلك كلمات أدهم التي نطق بها مجيبا
على سؤال علا وهو يجلس معها هي وزوجها وإبنتيها وبدور وبراءة على مائدة الطعام يتناولونالغداء .. إبتسمت علا بإتساع بينما كانت بدور ترمق أدهم بإستغراب وريبة من تصرفاته فقد خالف ظنونها تماما عندما عرضت عليه علاتناول الغداء عندهم ووافق على الفور .
أما إيلين فقد كانت تأكل بصمت ولا مبالاة على عكس سرين التي شعرت بالضيق لمجرد تواجدها بمجال يسمح له برؤيتها .. فمنذ أول لقاءبينهم وإعترافه لما فعله بكل برود وهي لا تطيقه حتى بعد تعلقها بإبنته وحتى بعد معرفتها بأن الذنب الذي إقترفه لم يكن مقصودا لكنهفي النهاية أخطأ بإلتجائه إلى الخمر والذي وجب عليه إجتنابه مهما كانت الظروف التي دفعته إلى شربه ولأنها تبغض الشباب المستهترينبدينهم وهي ترى أنه ينتمي إليهم .
أفاقت من شرودها وأفكارها على صوت براءة التي تجلس بينها وبين والدتها تحدثها
_ انت هتجي معانا صح
_ اجي معاكو فين
_ للمول أنا عايزة اشتري هدوم ليا وعايزاك تبقي معايا ممكن
إبتسمت لها سرين وهي تومئ بتأكيد
_ طبعا هاجي وهو في حد يقدر يرفض للقمر طلب
جلس
خالد بجوار رسلان الشارد على مائدة الطعام وطالعه بإستغراب .. حول نظره إلى أكرم ليجده يتناول طعامه بهدوء فهمس مخاطبارسلان
_ مالك سرحان من امبارح بعد ما اتكلمت مع عمي هو قالك ايه
أجاب رسلان وهو يقوس شفتيه بضيق
_ قالي متزعلش لو قولتلك ان بدور رفضتك .
رفع خالد حاجبيه بتعجب وتساءل
_ هي رفضتك
_ لا بس موافقتش .. محتاجة وقت عشان تفكر فيه بس بما انها موافقتش على طول يبقى في احتمال ترفضني .
قال جملته الأخيرة بضيق شديد لم يستطع إخفاءه فقال خالد بإبتسامة وهو يطمئنه
_ متقلقش أنا واثق انها هتوافق دي باين عليها انها مهتمة بيك على فكرة .
عقب رسلان بثقة
_ وأنا عارف ده كويس بس عارف برضه انها غبية وممكن تفسر إهتمامها بيا على انه حب أخوي .
ضحك خالد بقوة ثم أخفض صوته عندما إلتفت إليه الجميع وهمس لرسلان
_ مش هستبعد انها تفكر كده لأنها غبية فعلا .
هتف رسلان وهو يرمقه بتحذير
_ متقولش عليها غبية ! أنا بس الي اقولها كده .
رفع خالد أحد حاجبيه وقال بضحكة
_ انت هتبداها من دلوقتي والا ايه طب متنساش اني ابن عمها .
نظر رسلان أمامه وتمتم ببرود
_ بس ده ميديلكش الحق في انك تشتمها .
طالعه خالد بإستنكار لكنه لم يعلق بدأ في تناول طعامه الذي لم يمسه بعد بسبب حديثه مع رسلان ولم تمض دقائق حتى سمع تنهيدةتصدر منه فإلتفت إليه ليجده عاد لشروده دون تناول شيء من الطعام أمامه .
وكز كتفه ليفيق رسلان وينظر إليه بتساؤل فقال
_ طب انت متضايق ليه لانها موافقتش عليك
على طول
نفى رسلان برأسه فأردف
_ والا لأنك خاېف ترفضك
لم يلق أي رد منه ليعلم أن هذا هو سبب ضيقه .. رفع رأسه إلى السقف بتفكير ثم عاد
متابعة القراءة