اسرار عائلتي بقلم اروى مراد

موقع أيام نيوز


الي بقولك عليه هتصرف معاك أنا بطريقتي!
قالها بتحذير ثم إبتعد عنها عائدا إلى حيث كان يجلس منذ قليل تاركا إياها تنظر إليه پصدمة من عصبيته التي تراها به لأول مرة.
جالسة على السرير تنتظر عودة الفتيات حتى لا تبقى لوحدها أو تضطر للخروج فهي صدمت حين أحضرتها إبنة خالتها إلى هذا القصرالذي خرج منه ذلك الذي كان زميل حبيبها المزعوم ولا يمكنها أن تتجرأ وتخرج من الغرفة حتى لا تقابله صدفة.

إنتظرت لمدة قاربت الربع ساعة لكنها لم تستطع الإنتظار أكثر خرجت بحذر وهي تنظر يمينا ويسارا ثم إتجهت ناحية الدرج لتبحث عنالفتيات ولكن لسوء حظها الذي يبدو وأنه يشمت بها سمعت صوته من خلفها يهتف بسخرية
_ أهلا وسهلا! وانا بقول القصر منور ليه!
تعرفت على صوته بسرعة فأغمضت عينيها بشدة ټلعن حظها ثم إلتفتت إليه قائلة وهي تحاول رسم الجمود على ملامحها
_ عايز ايه
إقترب منها وهو يضع يديه بجيب بنطاله متسائلا
_ هو جدك ازاي سمحلك تطلعي من بيتكم تاني بعد الي شافه في اليوم الي خرجت فيه مع وائل
لوت شفتيها بغيظ منه وصاحت
_ وانت مالك
أجابها بسخرية ونبرة مستفزة
_ أنا بس كنت خاېف يضحك عليك تاني لو شوفتيه صدفة.
عقدت ذراعيها أمام صدرها وتحدثت بثقة
_ متقلقش مش هناء عابد الي اي حد ممكن يضحك عليها بسهولة وعلى فكرة أنا كنت عارفة نيته من البداية!
إبتسم بتهكم وتمتم قبل أن يتخطاها لينزل الدرج
_ لا واضح!
رمقته بغيظ وهمت بالعودة إلى غرفتها لكنها وقفت قليلا تفكر في شيء ما فركضت خلفه وإستوقفته بسرعة
_ استنى!
توقف وإستدار إليها فتساءلت
_ هو انت ووائل كنتوا صحاب قبل كده
لوى شفتيه بإستنكار وصاح
_ طبعا لا! أنا مش بصاحب حيوانات زيه!
ظن أنها ستغضب منه لشتمه لحبيبها ولكنه تفاجأ بها تقول
_ أنا عايزاك تساعدني.
إستفسر بحاجب مرفوع
_ اساعدك في ايه ان شاء الله
أجابت بتردد وهي تخفض رأسها
_ أنا مش بحب وائل زي مانت فاكر أنا كنت شاكة انه قتل بابا وماما ومثلت اني بحبه عشان اتاكد من ده وو .. انت اكيد عارف عنهحاجات كتيرة وممكن تقدر تعرف اذا كان هو الي قټلهم والا لا!
رفعت عينيها إليه عند نهاية كلامها فوجدته يرمقها بنظرات غريبة قبل أن يقول موليا إياها ظهره
_ اسف بس مش هقدر اساعدك.
تابع نزول الدرج فزفرت بإحباط وهمت بالعودة إلى الغرفة لولا سماعه يصيح
_ مين دي وايه الي وقعها هنا
لحقت به بفضول ونظرت إلى ما ينظر إليه بإستغراب تحول إلى صدمة وصړخت بړعب
_ دينااا!!!
إستمع الجالسون بقاعة الجلوس إلى صوت صړاخها فهرول جميعهم إلى مصدره وأولهم يامن الذي تجمدت قدماه عن الحركة وهو يرىحبيبته السرية واقعة أسفل الدرج مغمى عليها. رفع نظره إلى عدي الذي نزل ليحملها فصاح بصوت أفزع الجميع
_ سييبهاا إستمع الجالسون بقاعة الجلوس إلى صوت صړاخها فهرول جميعهم إلى مصدره وأولهم يامن الذي تجمدت قدماه عن الحركةوهو يرى حبيبته السرية واقعة أسفل الدرج مغمى عليها. رفع نظره إلى عدي الذي نزل ليحملها فصاح بصوت أفزع الجميع
_ سييبهاا!
_ في ايه يا ياسين مالها دينا
أجاب ببرود
_ كويسة ومفيهاش حاجة واضح انها بتمثل أصلا.
إلتفت إليها يامن بسرعة فوجدها تفتح عينيها وتجلس بسرعة وهي تصيح مخاطبة ياسين
_ ولما انت عارف اني بمثل مسيبتنيش اكمل تمثيلي ليه
تجاهل صياحها ولاحظ الشباب في تلك اللحظة تواجد عدد من الفتيات بالقصر ضحك أدهم بسخرية وهتف وهو يختطف بعض النظراتإلى سرين التي قدمت بسرعة مع رحمة وإيلين عند سماع صړاخ هناء
_ برافو والله القصر الي مكنتش بتدخله ولا ست قبل كده بقى بيعرف بنات كتيرة من أول ما بدور جت هنا لا وكمان بيدخلوا من غير مانعرف. لوت بدور شفتيها بتذمر من سخريته بينما لاحظ ياسر وجود رحمة معهم فصاح
_ وانت ايه الي جابك تاني
_ وانت مالك
إلتفت بإستغراب إلى جده الذي قال ذلك بحدة وكذلك الجميع نقل عبد الرحمان نظره بينهم ثم
خاطب الشباب بنبرة حادة لا تقبل النقاش
_ مفيش حد بيدخل القصر ده من غير ما أعرف وأنا الي سمحت للبنات انهم يدخلوا ومش عايز حد يعترض على ده!
تبادلت الفتيات نظرات الإنتصار التي إستفزت الشباب وخاصة ياسر فهتف بإعتراض
_ بس 
قاطعه بحزم
_ انا قلت مش عايز اعتراض يا ياسر ودلوقتي هتطلعوا كلكم للجنينة لاني محتاج اتكلم معاكم وانتو خدوا راحتكم بالقصر ..
قال جملته الأخيرة مخاطبا الفتيات ثم إقترب من إبنه أحمد وهمس له بشيئ ما فأومأ له الآخر ثم إلتفت إلى يامن قائلا
_ تعالى انت معايا يا يامن.
تطلع إلى والده بإستغراب لكنه أومأ له
بطاعة عندما إستمع لهمس تلك التي مازالت تجلس مكانها على الأرض
_ أنا لسه محاسبتكش على لمسك ليا على فكرة.
رسم على ثغره إبتسامة ساحرة وهمس بدوره
_ هسيبك تحاسبيني زي مانت عايزة بس لما تبقي ليا يا روحي!
علقت الكلمات بحنجرتها بسبب ذلك الذي أحرجها بكلماته وغادر مع والده بعد أن غمز لها بنفس إبتسامته الساحرة تلك. حاولت محوها منعقلها وإقتربت من الفتيات اللواتي إجتمعن معا يفكرن فيما سيفعلنه إلى حين موعد تناول العشاء.
_ أمجد فين
تساءل عبد الرحمان وهو يجول بنظره حول الجميع فأجابه عدي قائلا
_ في اوضته مش عايز ينزل لانه لسه زعلان على صاحبه الي اتوفى.
هز رأسه بتفهم ثم خاطب رسلان بأمر
_ روح ناديله يا رسلان.
حاول الإعتراض لكن أكرم وكزه بخفة وأشار له بعينيه ليطيع أمره. إتجه إلى الداخل ووقف في البهو يستمع إلى صړاخ الفتيات السعيدات أوربما الشامتات بهم لظنهن أنهم طردوا من قصرهم بسببهن. إنتظر لثوان قبل أن تلاحظه إحدى الخادمات وتقترب منه متسائلة عن سببوجوده
_ اتفضل يا بيه في حاجة محتاج اساعدك فيها
أومأ برأسه قائلا بلباقة
_ ايوه ممكن تروحي لأمجد فوق وتقوليله يجي هنا لو سمحت
_ حاضر.
إبتعدت عنه لتلبية طلبه فوقف ينتظرها مكانه لكنه فوجئ ببدور تظهر أمامه بعد ثوان. ظن أنها تريد محادثته بشيء ما لكنه رفع حاجبيهبتعجب وهو يراها ترمقه بغيظ من صراخه عليها قبل قليل ثم تشيح بوجهها وتختفي عن أنظاره ثانية.
مط شفتيه باستغراب من تصرفها ثم رفع كتفيه بعدم إهتمام وأسند ظهره على الحائط واضعا أحد كفيه بجيب بنطاله منتظرا قدوم أمجد. مرت دقيقة عندما إستمع إلى صوت خطوات تسير بإتجاهه رفع رأسه ظنا منه أنه أمجد لكنه وجدها هي ثانية بنفس نظراتها الغاضبة وهذهالمرة كانت تحمل بيدها حقيبة الإسعافات الأولية.
عقد حاجبيه بحيرة من تصرفاتها الغريبة نظر إليها بتعجب حين مدت له يدها بالحقيبة لكنه فهم مرادها حين تمتمت
_ ايدك پتنزف من بدري مينفعش تسيبها كده.
نظر إلى كفه الذي كان ېنزف حقا منذ كسره للكأس ثم حول بصره إليها وجاهد لمنع إبتسامته من الظهور وهو يلتقط منها الحقيبة قائلا
_ شكرا.
أشاحت بوجهها متظاهرة بأنها لا تزال غاضبة منه رغم دقات قلبها التي لا تدري سبب تسارعها نظرت إليه من طرف عينها وهو يعقم جرحهويضمده لكنها لاحظت نصف إبتسامة صادقة ترتسم على شفتيه. إبتسمت هي الأخرى وإلتفتت إليه هاتفة بعفوية
_ ابتسامتك حلوة اوي على فكرة.
لاحظ مراقبتها له فمحى إبتسامته سريعا وعاد البرود يغلف وجهه وهو يواصل تضميد جرحه. تضايقت من ذلك وصاحت
_ هو انت مش بتحب تبتسم قدام حد ليه
أجاب ببرود وقد إنتهى مما كان يفعله
_ انت عارفة ليه ..
طالعته بحزن ثم إقتربت منه وأمسكت بيده التي كانت ټنزف قائلة
_ مهما كان السبب قوي الدنيا دي مبتستهلش نزعل عشانها ..
سحب يده ببطئ دون أن يتخلى عن بروده لكنها تابعت
_ طول مانت عايش لازم تبتسم ..
واصل هو إتخاذ الصمت جوابا فصاحت بغيظ طفولي
_ انت عارف انك لو مبتسمتش النهاردة انا هعمل ايه
_ هعيط.
أشاح بوجهه عنها فأخفضت رأسها بيأس دون أن تدرك أنه الآن يبتسم على طفولتها وبشدة. رسم البرود على ملامحه ثانية عندما إلتفتإليها في
اللحظة التي ظهر فيها أمجد وإقترب منهما بملامح حزينة.
إنتبهت بدور عليه فحضنته عند وصوله إليها وقالت محاولة التخفيف عنه
_ متزعلش يا جوجو هو دلوقتي في مكان احسن وعايزك تدعيله مش تزعل عليه!
جاهد لرسم إبتسامة صغيرة على شفتيه متمتما
_ ربنا يرحمه.
ثم حاول تغيير الموضوع قائلا
_ عملت ايه النهاردة
أجابت بهمس
_ كنت هتكلم مع ملاك بس 
تغيرت نظرته الحزينة إلى الإهتمام وقال بلهفة
_ بس ايه
طالعته بنظرات غريبة قبل أن ټنفجر في الضحك فجأة. عقد أمجد حاجبيه بإستغراب وتمتم
_ بتضحكي ليه
أجابت بخبث
_ مش ملاحظ انك من أول ما جبت في سيرتها نسيت صاحبك وبقيت ملهوف عليها
إبتلع ريقه بإحراج وقال
_ لا مش كده انا بس 
_ انت معجب بيها صح
نظر إليها بحيرة ثم تنهد قائلا
_ معرفش
بس أنا حاسس اني مهتم بيها اوي عايز اعرف عنها كل حاجة أنا متأكد ان ورا وحدتها دي حكاية وعايز اعرفها ..
مطت شفتيها بتفكير وقالت
_ انا برضه حاسة بكده .. لما دينا اتكلمت
معاها وحاولت تصاحبها قالتلها انها مش عايزة صحاب ومعتقدش ان في إنسان عادي هيرفضيبقى عنده صحاب من غير سبب.
_ هنعمل ايه طيب احنا لازم نساعدها تبقى ..
_ روح اتقدملها.
رفع حاجبيه بتعجب وردد
_ اتقدملها
أومأت بتأكيد قائلة
_ يب انت معجب بيها متنكرش ممكن لو وافقت عليك هتقدر تصاحبها وتعرف هي ليه مش بتحب تصاحب.
_ هفكر 
كان كل ذلك الحديث يدور أمام رسلان الذي كان يركز بأنظاره على بدور لم تكن فاتنة أو ساحرة الجمال مجرد فتاة عادية لكنها محبوبةبأفعالها وتصرفاتها ذكائها أو غبائها أحيانا مرحها وإبتسامتها التي ترتسم على ثغرها دائما محاولاتها في إسعاد غيرها .. ربما لديهابعض العيوب لكنها مناسبة لأن تكون فتاة أحلام أحدهم ..
مهلا لحظة! ما هذا الذي يفكر فيه
نفض تلك الأفكار من رأسه ثم تنحنح حتى ينتبها له وقال مخاطبا أمجد
_ يلا يا أمجد جدو بيستنانا برا.
_ يلا ..
كان يسير حول المسبح بالفناء الخلفي بصمت وإبنه يقف بالقرب منه ينتظر منه المبادرة بالحديث إستدار إليه أخيرا بعد بضع دقائق قائلاوهو يضيق عينيه بشك
_ مين دي الي كانت بتمثل انها وقعت من السلم وايه علاقتك بيها يا يامن
إبتلع ريقه ثم حك رأسه وهو يلوي شفتيه بتردد من الإجابة تطلع إلى والده الذي كان يضع يديه خلف ظهره وينظر إليه بترقب فتنهد مجيباوهو يخفض رأسه
_ إسمها دينا ..
رفع رأسه إليه ثانية عندما لم يتلقى أي رد فعل من والده فأكمل
_ هي ساكنة هنا جنبنا إنتقلت من فترة قصيرة مع عيلة أمها.
زفر الآخر بنفاذ صبر ثم صاح
_ مقولتليش ايه علاقتك بيها وليه كنت خاېف عليها اوي ومنعت عدي من انه يشيلها
أجابه وهو يلعب بحصى صغيرة وجدها على الأرض برجله دون أن يرفع رأسه
_ بحبها ..
رفع
 

تم نسخ الرابط