المطارد بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


حصل حقيقي بعد ما طلعت من السچن على طول 
قال صالح ببساطة اثارت انتباه سالم الذي ذهبت السخرية من صوته 
اجاب صالح بهدوء وهو يشير على الكرسي الخشبي في اخر الغرفة لسالم 
هات الكرسي اللي هناك ده ياعم سالم وانا احكيلك من طق طق لسلام
عليكم وانت تحكم بعدها ان كان معايا الحق
ولا ابن حرام واستحق الرجم 

وفي مكان اخر 
بداخل الغرفة الشاسعة في القصر المعروف كانت تقف زواياها مستندة على الحائط بظهرها تنظر بحسد نحو الفتاة وهي تتناول طعاها من يد الخادمة بهدوء طفلة في الخامسة مع براءتها التي ازدادات مع حالتها بعدم ادراكها مايحدث حولها وماحدث لها هي سابقا وادت لكوارث تركت مازالت اثارها عالقة حتى الان انتبهت فجأة على صوت ابنتها وهي تخاطبها
لساكي برضوا واقفة مكانك وماتحركتيش 
ردت بعدم انتباه 
ايه بتقولي ايه يا نعمة مسمعتش كويس
قالت الفتاة بسأم 
بسألك ياأمي على وقفتك دي هو انت مابتزهقيش من البص عليها البت دي 
ازهق ولا ما ازهقش مالك انت تعباكي في إيه انا 
قالت المرأة بحدة وكان رد ابنتها وهي تلوي ثغرها بعدم رضا 
هي مش حكايتي انا على فكرة ياامي الموضوع فيكي انت بتيجي عند البت دي وتقعدي بالساعات فتنسي عزا جوزك نائب الدايرة الكبير المحترم وتنسي انت نفسك كصفتك زوجة المرحوم واللي كل الناس بتسأل عليها اول ماتدخل علينا العزا 
الټفت اليها قائلة بسأم 
هو العزا دا مش خلص وفضناها على كدة الناس اللي بتيجي وعايزة تلت وتعجن دي انا ماليش مرارة ليها يابنتي يعني يجوا ولا مايجوش ماليش دعوة بيهم انا عايزين تستقبلوهم انت واخواتك وعماتك كمان استقبلوهم لكن انا
مش هاضغط على نفسي أكتر من كدة 
ردت الفتاة باستنكار
وه بقى انت مش عايزة الناس اللي جاينلك ياخدوا بخاطرك مخصوص عشان تقعدي تتأملي في واحدة هبلة زي دي مش دريانة بالناس ولا الدنيا اللي حواليها حتى 
مكانتش هبلة كانت زينة البنات واحسنهم بس نعمل ايه بقى الله يجازي اللي كان السبب 
خرجت كلمات المرأة بانفعال اثار فضول ابنتها للسؤال 
مين هو بقى اللي كان السبب ياأمي انا عايزة اعرف 
تسمرت المرأة محلها لحظات تنظر لابنتها بعجز عما تخبرها به فقالت اخيرا بنفاذ صبر وهي تدفع بنتها للخروج
بقولك ايه يانعمة انزلي يابنتي واستقبلي الناس اللي جاين يعزوا ولو حد سألك عن ثريا مرة النائب قوليلهم هجت ولا لقيتلها سفرية 
غمفمت الفتاة وهي تندفع للخروج عنوة
في إيه ياما هو انت عايزة الناس تاكل وشنا 
دفعتها ثريا مرة أخرى لكن بقوة حتى أخرجتها من باب الغرفة ثم أردفت لها بعدم اكتراث
خليهم يعيبوا ولا ياكلوا وشنا انت اللي عليكي تنفذي اللي قولتلك عليه وبس
بصقت كلماتها ثم صفقت الباب بوجه ابنتها بقوة كي تنهي الجدال معها ثم عادت نحو الفتاة وجدتها اوقفت الطعام تنظر لها بعدم فهم ابتسمت
لها ثريا قائلة
بتبصيلي كدة ليه ياورد كملي اكلك انت وماتشغليش نفسك
كملي يابنتي 
توقفت قليلا بتفكير ثم غمغمت مع نفسها وهي محدقة بالفتاة
والله ما انا عارفة احسدك ولا اكرهك ولا اشفق على حالتك كنت سبب رئيسي في المرار اللي انا عايشة فيه بقالي سنين لكن كمان انت ايه ذنبك عشان الومك وكل اللي حصل مكانش بجودتك على العموم هو ربنا كان ارحم بيكي من الكل واحنا بقى نشرب جزاة مافعلنا !
خرجت نعمة حانقة من فعل والدتها فكانت تغمغم ساخطة ورأسها ملتفة نحو الباب الذي صفقته والدته بوجهها حتى اصطدمت بغير قصد بأخيها عثمان الذي كان خارج بالصدفة من غرفته ابتعد عنها متأفافا
فقال مخاطبا لها 
مش تحاسبي يازفتة انتي كنت هاتوقعيني في حد يسرح برضوا وهو ماشي كدة 
ردت هي ساخرة پغضب 
معلش ياسي الباشا ان كنت ازعجتك ولا بقعتلك بدلتك الغالية حقك عليا ياسيدي 
نهت جملتها وهمت لتذهب وتتركه ولكنه اوقفها فور ان استدارت 
ايه يابت انتي مالك في ايه بتدلقي كلامك الدبش في وشي وعايزة تسيبني وتمشي بعد كدة 
زفرت من فمها بقوة ثم قالت 
نعم ياباشا عايز ايه مني 
تحاهل عدم رضاه على طريقتها السوقية في التحدث فقال
اانا مش هاتعبك ياختي ولا ازعجك انا بس عايز افهم كنت ماشية بتبرطمي ليه في الكلام وقت ماخبطتي فيا 
ببرطم على الست الوالدة ياسيدي اللي مابقاش ليها قاعدة ولا مركز غير في اؤصة المدعوقة بت عمتي انصاف البنت اللي جبتوها من مستشفى المجانين كنا ناقصينها احنا دي كمان 
خاطبها يتحلى ببعض الصبر
بنت عمتك انصاف مش مچنونة ولا حاجة دي مجرد واحدة عندها حالة نفسية بس حالتها صعبة انتي بقى زعلانة ليه عشان والدتك بتراعيها 
فغرت فاهاها قائلة بدهشة 
انت كمان هاتعمل زي امك ياسي الأستاذ وتقولي انت مالك في ايه ياناس هو انتوا ناسين هي تبقى اخت مين ولا نسين العملة السودة اللي عملها اخوها مع ام 
قطعت جملتها مضطرة
حينما اطبق اخيها على ذراعها ضاغطا قائلا پغضب
اخرسي خالص يابت انت واعرفي انت بتهلفطي بإيه قبل ماتعوكي الدنيا الكلام دا غلط الله ېخرب بيتك مين قالهولك 
نفضت ذراعها قائلة بتحدي 
مش محتاجة حد يقولي أينعم انا اصغر واحدة فيكم وماحضرتش الكلام في وقته لكن في بلدنا مافيش حاجة بتستخبى ياحبيبي وقصة البني ادم ده كانت معبية البلد والصغير يعرفها قبل الكبير 
ضم قبصته يلوحها امامها بټهديد 
اخرسي خالص
يانعمة كل الكلام اللي اتقال في البلد دي كدب ومجرد اشاعات مافيش اي حاجة منها صح 
طب ولما هو كدة ابويا كان حابسه ليه بقى 
صمت يحدق بها قليلا كي يبحث عن رد مناسب لسنوات عمرها الصغيرة حتى لا يصدمها بالحقائق المرة عن ابيها رجل التقوى والقدوة في نظرها فقال اخيرا بيأس
الموضوع دا كبير ومعقد جدا عليكي يانعمة انا مش هاعرف اشرحه دي حاجات اكبر من الخلافات واكبر من اي شئ في خيالك 
استشعر عدم تفهما لكلماته من نظرتها اليه ببلاهة فقال مشفقا على عقلها الصغير
اسمعي يانعمة سيبك من كل الكلام اللي قولته بس اللي طالبوا منك ماتصدقيش اي حاجة من مجرد الكلام الشيئ ماتصدقهوش غير لما تشوفيه بعنيكي يعني ماتشغليش دماغك بكلام قديم ولا حتى جديد خليكي في مذاكرتك وبس ممكن ياقمر 
لم ترد ولكنها ارتدت قليلا تلوي ثغرها بعدم رضا وتحركت تذهب من أمامه وكأنه لم يحدثها من الأساس 
وفي بيت سالم وبالتحديد بداخل غرفة الفتيات سمر وندى التي جالسة على طرف تختها منكفئة على احدى قطع القماش الصغيرة البيضاء بتنفيذ تطبيقها الذي تعلمته من الدراسة بالتطريز بطريقة حرفية تعمل على تعلمها جيدا بكل تركيز انتفضت فجأة على سماع دوي هاتفها بنغمة ورود مكالمة تليفونيه لها تناولت الهاتف لترى من المتصل صعقټ حينما تبينت
هويته سهمت تنظر بتفكير امامها في الفراغ
مندهشة الأتصال السريع فلقد كان الإتفاق ان ينتظر قليلا حتى تمهد لأهلها كي يوافقوا للنظر في طلبه للزواج بها مرة اخرى وبناءا على هذا وافقت هي إعطاءه رقم هاتفها 
ماتردي يابت انت ولاقفلي الزفت ده بدل الصداع انا مش ناقصة 
هتفت بها سمر التي كانت تستذكر دروسها على المكتبة المتواضعة بداخل
الغرفة التفتت ندى تزفر بتأفف قائلة
نعم ياست سمر لحقتي ياختي تصدعي من رنة تليفون 
ومصدعش ليه ان شاء الله وانا بذاكر بتركيز على الدروس الصعبة في الكتاب ماهي كمان مش ناقصة زن الرنة المستفزة بتاعتك 
لوت ندى ثغرها تلوح لها بالهاتف
اهي يااختي الرنة خلصت انبطي بقى ياست البرنسيسة 
شهقت لها سمر تشير بسبابتها الذي انار امامها بورود اتصال اخر 
طب أهي الرنة رجعت تاني ياست ندى وريني هاتعملي ايه بقى هاتقفلي ولا تردي
لفت ندى الهاتف لتجد نفس الرقم ازدردت ريقها فردت على شقيقتها بصوت متردد
طبعا انا خلاص هارد عليها بقى امال هاسيب صاحبتي ترن على الفاضي
واطمني ياستي مش هاتكلم جمبك عشان ماصدعش مخك 
نهضت لتترك المكان ولكن فور أن وضعت يدها على مقبض الغرفة هتف عليها سمر قائلة
ولما هي صاحبتك مش كاتبة اسمها على النمرة ليه 
استدارت لها تصك على اسنانها 
انت مالك انت اكتب اسمها ولا مكتبش حتى خالص دا انت حشرية جدا على فكرة 
ردت سمر باستخفاف
من بعض ماعندكم يااختي 
خرجت ندى من غرفتها تتسحب على اطراف اقدامها حتى دلفت لداخل الحديقة الخلفية في بيتهم كي تختفى عن أعين الجميع هدأت قليلا من صوت تنفسها المضطرب قبل أن تضغط على ازار هاتفها كي تطلب نمرته بعد أن تجاهلت اتصالاته منذ دقائق خوفا من اهلها على الفور اجابها هو بلهفة 
الوو اخيرا رديتي 
ردت بتوتر 
انا مكنتش هارد عليك اساسا هو انت ليه
اتصلت 
وصلها صوته 
وفيها ايه لما اتصل يا ندى امال انا واخد نمرتك ليه يعني 
لا طبعا ماينفعش تتصل انا قولتلك هحاول مع اهلي تاني عشان برضوا ولما يحصل هاتصل بيك على طول وابلغك 
ما انا كنت هاصبر ياندى بس اعمل ايه بقى في قلبي اللي بيضرب داخل ضلوعي ولا اكنه مركب سماعات من ساعة ماخدت مواقتك وقولتي انك مش معترضة بخجلك اللي جنني وموافقة عليا النعمة ماقدرت انام وانا ببص على نمرتك في تلفوني وڠضب عني لقيت صوابعي على النمرة تتصل بيكي 
برقت ندى وانحاشت انفاسها باضطراب من كلماته المتغزلة وصوت تنهداته التي تصدح بالأشواق على طبلة أذنها فخرجت كلماتها بتلعثم 
مممن فضلك ياأستاذ اااا 
كرررم اسمي كرم يااحلى ندى هو انت لحقت تنسي اسمي بالسرعة دي 
ياأستاذ كرم ماينفعش حضرتك تقولي الكلام واحنا لسة مافيش بينا حاجة عيب مايصحش 
لا يصح ومش عيب طبعا مدام هاتبقي مراتي ياندى ماهو انا لايمكن اتنازل تاني ولا ابعد عنك بعد ماخدت موافقتك وعرفت انك ميلالي 
تدلى فكها وعيناها برقت في الظلمة وقد طار مع الهواء ماتبقى من ثباتها فلم تجد من الكلمات كي ترد عليه 
روحتي فين ياندى ماتردي ياقمر 
مممم لو سمحت
انا هاقفل دلوقت 
اغلقت المكالمة
ولم تنتظر موافقته فقد دارت الأرض بها ولم تعد لديها قدرة للرد وقد تخدرت اعصابها من كلماته !
وقفت على اقدامها المرتجفة وسارت لتخرج من باب الحديقة الخلفية لتدلف لداخل المنزل بخطوات خفيفة على اطراف اقدامها حتى لا يشعر بها احد من اهل المنزل ويسألها وصلت الى غرفتها فوجدت شقيقتها غفت على كتابها الذي كانت تستذكر دروسها فيه وهي جالسة على مكتبها لم تعطيها انتباه فااكملت حتى وصلت لتختها
تلتحف بالغطاء حتى ذقنها قلبها يضرب داخل اضلعها پخوف لاتدري سببه ولا تجد تصنيفا لماتفعله اهو خطأ ام صواب شئ بداخلها يخبرها انها تفعل الصواب خصوصا والرجل قد تقدم لطلب يدها سابقا من قبل أن يتعرف عليها او يعرفها بنفسه حتى اذن فقصده شريف ويقصد الحلال فهو متمسك بها ويعشقها كما ذكر فلماذا تحرم على نفسها هذا الإحساس الجميل احساس الحب كما تصفه لها احدى صديقاتها المقربات إحساس الفتاة حينما تشعر بأنها مرغوبة ويعشقها أحدهم شئ جميل لاتجد وصفا لروعته فهي جميلة وتستحق التقدير

والتدليل
 

تم نسخ الرابط