بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 


ياموكتي انت عارفة النجم ميقدرش يبعد عن أحضان حبيبه .
ابتسمت برضا وقبلت اعتذاره وندمه ثم اعتذرت له هي الأخرى 
وأني كمان أسفة اني شديت معاك في الكلام المفروض كنت أتعامل مع الموقف بهدوء اكتر من اكده بس هي ساعة شيطان بقي .
ربت على بطنها التي تحمل جنينهما بحنو ثم أرضاها بكلماته الراقية التي تليق بمثله 

ربنا يخليكي لينا وميحرمناش من وجودك جنبنا ياقلبي وإن شاء الله مفيش زعل تاني .
فالاحترام بين الزوجين في الإسلام قال تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
فلقد حث الإسلام كلا الزوجين على مراعاة كل منهما الآخر بإظهار مشاعر الحب والاحترام أمام الجميع وأن يجعل كل منهما الآخر في المقدمة من حيث الاهتمام بعد الوالدين وأن يكون أهم شخصية في الحاضرين وإظهار هذا الاحترام أمام الآخرين يديم الحياة الهانئة السعيدة بين الزوجين فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن خديجة رضي الله عنها إني قد رزقت حبها وعندما سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة
وإن من آكد الحقوق بين الزوجين حق الاحترام والمعاشرة بالمعروف فمن مظاهر احترام المرأة لزوجها طاعتها له وتزينها له وتبسمها في وجهه وحفظها له أما عن مظاهر احترام الزوج لزوجته فتتجلى في إحسانه إليها وتجاوزه عن هفواتها والاحترام بين الزوجين من أصل الدين ويعتبر من القربات التي يتقرب بها الزوجين إلى الله عز وجل حيث يساهم في حسن سير الحياة الزوجية المستقرة للأسرة المسلمة فالزواج مؤسسة اجتماعية بالغة الأهمية في حياة كل رجل وامرأة .
في منزل سلطان المهدى كانت زينب تشاهد التلفاز ولكنها كانت في عالم آخر ولم تشعر بدخول سلطان عليها حتى انها ردت سلامه بغير بال وفسر ذلك اندماجها مع المسلسل التي تسمعه حيث كان المسلسل عائلة الحاج متولي هو يعرف مدى عشقها لذاك المسلسل وكان المشهد بالتحديد عندما كان متولي جامعا لنسائه الثلاثة كي يخبرهم بزواجه من الرابعة فنحدث إليها
أهو الراجل دي كان عنده قوة على نسوانه التلاتة جبارة وكل واحدة فيهم قبلت على نفسها انه يتجوز غيرها وقعدت جاره وحطت بلغة في بقها .
كانت غير منتبهة لبداية حديثه ولكنها اندمجت معه عندما استمعت أذناها الى غرابته ثم رفعت حاجبها بغيظ من كلامه وهتفت باستنكار
أه وايه تاني ياخوي فطمني اكده وكلمني عن متولي وعقليته الجامدة اللي خلت أربع نسوان تحت رجله أمال إيه .
تحمحم لبداية العاصفة التي لمحها على معالمها والتي بالتأكيد ستبدأ آنذاك وسينعكس رأيه في المسلسل عليه الآن 
أممم.. مش المقصد يعني يازينب اني قصدي انهم كانوا هيحبوه لدرجة تنازلهم عنه وان كل واحدة فيهم قبلت يوبقى ليها شريك معاها فيه والعجب كماني ان فيهم المتعلمة والمعلمة والأستاذة وأخرهم البت اللصغيرة داي كان جايب قدرة الاقناع ليهم كيف تخليهم ميستغنوش عنه ويتمنوا له الرضا يرضي كماني .
ما زالت تتخذ وضع الھجوم الذي ستشنه عليه الآن ثم نظرت إلى التلفاز وحدثته كأنه إنسانا يجلس معهم بطريقه
ساخرة أزعجت سلطان لأن الأمر بمجمله لن يعجبها 
سايق عليك النبي صلي الله عليه وسلم ياحاج متولي تقول لسلطان جوزي ابو عيالي بلفت دماغ الحريم كيف وخليتهم هيحبوك ويرضوا يكونو مثنى وثلاث ورباع ياخوي علشان عايز يتعلم .
ض رب بعصاه أرضا بطريقة تدل على غضبه منها ثم عنفها 
بالك انت يازينب إنتي ولية مبتفهميش وميتقعدش معاكي أصلا ويوبقى الواحد مبيفهمش انه هيتحدت وياكي كيف الحريم الزينة اللي هتتناقش مع أحوازتهم عدل لكن انت مبتعرفيش غير تنطحي وبس وأدي القعدة ليكي أها متسعناش إحنا التنين .
لم يعجبها كلمة نطح التي ذكرها فهدرت به هي الأخرى قبل أن يغادر المنزل ويتركها 
ايه تنطحي داي ياسلطان شايفني بهيمة قدامك ولا ايه ابقى حاسب على كلامك اللي هتقوله لمرتك أم عيالك الزين اللي ربيتهم تربية عالية قبل ماتقول لها تنطحي .
نفض عن كلامها بيده مما جعلها تغتاظ بشدة وفور أن غادر المكان تمتمت مع حالها وهي تتآكل غيظا من كلماته وتستهزأ بها 
تاتكو نيلة رجالة نكد وتجيبو ۏجع
الراس 
قال ايه يتمنوا له الرضا يرضي وھيموتو فيه 
ثم نظرت إلى التلفاز مرة أخرى وابتسمت لمسلسلها المفضل وهي ترى متولى يغازل عروسه الرابعة وعيناها تلتمع شغفا وهي تشاهده ومنذ قليل كانت تعترض عليه أمام سلطان في موقف يشيب شعر الراس من تقلبات تلك الزينب 
ثم بعد قليل هبط عمران من شقته قرب اذان العشاء فاقترب منها وقبلها من رأسها كعادته وهو يلقي السلام عليها 
كيفك ياحاجة زينب 
ثم جالت عينيه تلقائيا ناحية التلفاز ووجد نفس المسلسل التي تشاهده زوجته في الأعلى 
يوووه يا دي المسلسل الحمضان دي هو مفيش غيره فوق وتحت واتفرجتوا عليه ياجي ٢٠٠ مرة ايه مهتزهقوش من الڤرجة
عليه واصل 
ضحكت زينب لاعتراض ولدها وقبلته بصدر
رحب على عكس سلطان وحديثه عنه ثم أكدت له 
ولو دخلت عند أم علي وأم جمال وأم حسين جيراننا ونص بيوت مصر هتلاقيهم متنحين اكده قدام المسلسل وهيتفرجوا عليه وابتسامتهم من الودن داي للودن داي أصله عامل اكده زي الجبنة المش مهما كلنا منها بنشتاق وكانها البتاعة اللي هتسموها نوتيلا داي .
ضحك عمران بشدة على كلمات زينب ثم انتصب واقفا وهو يستئذنها مرددا بدعابة تعشقها من ولدها المحبب إلى قلبها 
إذا كان اكده ماشي يا أم عمران ربنا يسعدك ويفرح قلبك وطالما متولي هيخليكي مبسوطة ويضيع الوقت الفاضي حداكي اتفرجي عليه همشي أني بقى هروح أصلي العشا في الجامع وهقابل محمد صاحبي .
نظرت إلى الأعلى بانتصار فحان وقت التحدث مع سكون في ذاك الموضوع الذي يؤرق صدرها ويتسبب لها في عدم نومها ليلا ونهارا فهو ابنها الوحيد وتشعر بالقهر لأجل حرمانه من نعمة البنون ثم نظرت إليه هاتفة بدعاء
حرما مقدما ياولدي ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة 
وأكملت برجاء لرب العباد 
ربنا يجبر بخاطرك ويديك على قد حنيتك وطيبة قلبك ورضاك ليا دايما يابن قلبي وعمري.
أمن على دعائها بقلب مطمئن ثم ودعها وغادر المكان فقد بدأ المؤذن تكبيراته لآذان العشاء وفور تيقنها لخروجه وتأكدها من خلو المنزل غيرها هي وسكون صعدت إليها وهي تنتوي أن تتحدث معها كي يستريح قلبها ويهدأ داخلها لأجل ولدها 
وصلت إلى شقته ثم دقت على الباب دقات هادئة وانتظرت حتى فتحت لها سكون الباب والذي ما إن رأتها حتى شعرت الارتياب والخۏف لأول مرة وسقط قلبها بين قدميها ثم أشارت بيديها إليها أن تدلف بلسان يرجف 
اتفضلي ياماما الحاجة دي احنا زارنا النور .
انتهي_البارت
البارت_العاشر
خطت زينب إلى الداخل بأقدام واثقة ثم ربات على ظهر سكون
تعيشي يابت الأصول يامرت الغالي .
أشارت إليها سكون أن تجلس بترحاب 
ارتاحي هنا يا ماما هتلاقي رجلك ۏجعتك من السلم.
جلست زينب على الأريكة ثم نظرت أمامها وجدت المسلسل التي كانت تشاهده معروضا علي شاشة التلفاز فسألتها وكأنها لم تكن تعرف 
ايه ده هو انتي بتتفرجي على متولى وعيلته والله كنت بتفرج عليه تحت 
ابتسمت سكون وهي توجه أنظارها لشاشة الهاتف 
اه أصل أني بحبه قوووي وبالنسبة لي المسلسل المفضل هو و عبدالغفور البرعي بعشقهم قووي وأكيد إنتي كمان .
حركت رأسها للأمام بابتسامة عريضة
قوووي بحس فيهم ريحة ايام زمان لما كنت عيلة صغيرة بضافير بس وقتها لما كان بيتعرض ليه ذكرى وحشة معاي ابوي خلاني خدت الاعدادية ومرضيش يخليني أكمل .
ربتت سكون على ظهرها بحنو وهي تردد بفخر لها 
بس والله ياماما الحاجة عقلك ماشاء الله كبير وحكيمة جدااا وبتوزني الأمور بميزان العقل أحسن من اللي معاهم شهادات وعلام عالي .
أحست زينب بالفخر من كلمات سكون ثم شكرتها بامتنان وأن رأيها عنها في ذاك الوقت أتى بموعده 
منحرمش من لسانك الزين يابتي طمنيني عنك كيفك وصحتك عاملة ايه دلوك 
تحمحمت سكون من استفسارها عن صحتها ثم أجابتها باختصار
اممم .. زينة الحمد لله 
ثم غيرت مجرى الحديث سريعا وانتصبت واقفة وهي تسألها 
تحبي تشربي ايه ولا أعمل لك قهوة باللبن معاي 
تحدثت زينب بمغزى 
يستاهل الحمد يا غالية ماشي هشرب قهوة معاكي بس سكر بسيط علشان البتاع دي اللي اسمه الرجيم اللي هعمله مينفعش معاه سكر كتير

.
ارتسمت على شفتاي سكون ابتسامة هادئة ثم رددت بطاعة مصاحبة للدعابة
عاش ياحاجة زينب عندك إرادة قمرر هدخل اعملها بقى بسرعة وجيالك .
دلفت سكون الى المطبخ بينما تابعت هي المسلسل بتيهة وهي تفرك مكانها ولا تعرف كيف البدأ معها في الحديث جال عقلها كثيرا وكثيرا وكل الطرق تؤدي إلى الطريق المباشر في الاستفسار ظلت الأفكار والسنريوهات تتهافت على مخيلتها حتى أرهقتها ولكن صممت على ان تطمئن على ولدها فداخلها يتآكل يرتعب عليه ولم يشعر أحدا بتآكلها بالتأكيد هي مؤمنة بإرادة الله ولكن رب العباد بذاته وهبنا من الحلول كثيرا فماذا عن عدله أننكره ! ماذا عن عطاؤه لعباده في حل معضلاتهم أنرميها عرض ظهورنا ولم نضعها كحل منصف يرضي نفوسنا جميعا !
أما عند سكون في المطبخ كانت تقف بأقدام واهية تكاد تكون كالهلام على الأرض من شدة خۏفها من استفسار زينب فقد قرأت بعينيها الإصرار ومن نبرتها التغير ومن كلامها أنها ستستفرد بها الآن ويبدوا أن معركتها معها أشد من معركة صلاح الدين الأيوبي قاهر الصلبيين بذاتها معركة حياتها عشقها الوحيد غرامها المتيمة به لا هي قادرة على الفراق ولا قادرة على أن تشاركها فيه غيرها 
نظرت إلى السماء وهي تقلب الإناء الموضوع على الن ار بعقل غائب عنه وهي تناجى ربها بقلب يئن ألما ورهبة شديدة 
قل لي ربي ماذا انا بفاعلة بأمري مالي بغيرك راجية وأتمنى الحصاد بعد سنوات العجاف 
ما لي غيرك أشكو وأدعوا وأطلب وأبتهل في دعائي كي تجبرني فانا غير قادرة على الفراق 
فاللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم فى أمر جديد أخرجني من حلق الضيق الى أوسع الطريق فبك أدفع ما لا أطيق
تلك الابتهالات التي نادت بها ربها المنصف لها دائما ولم يتركها فدوما يرعاها ولم تيأس أبدا 
فاقت من شرودها على صوت قدح القهوة فحملت الإناء سريعا قبل أن يفسد صنعها وصبته في الأكواب المخصصة له وقبل أن تخرج أمسكت بالوعاء الذي يحمل الأكواب بإحدى يديها ثم وضعت يدها الأخرى على صدرها في حركة عفوية منها تحاول بها تهدئة صدرها المولع بالخۏف من هدم أمانها 
استطاعت بقدر الإمكان كبت خۏفها داخلها ثم خطت بساقيها المرتعشتين إلي الخارج حتى وصلت إليها وهي جاهدة في رسم البسمة على شفاها ناولتها الكوب بتأدب مصاحب للذوق الرفيع التي تربت عليه ويليق بخلقها 
اتفضلي ياماما دوقي عمايل ايديا هتعجبك قووي وهتظبط لك دماغك .
تناولت الكوب
 

 

تم نسخ الرابط