وبها متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
ونفسي توافقي عشان نقضي وقت جميل.
ناظرتها باستفسار سائلة
تقصدي إيه مش فاهمة
شجعت نفسها لتجلس على الكرسي المقابل للمكتب تقول بلهفة
حفلة عمر دياب يا صبا نفسي نحضرها انا وانتي بفستاينن حلوة ونهيص بقى في الليلة التاريخية دي انتي مش شايفة الفندق حاله متشقلب ازاي
تمتمت صبا بتفكير فيها وقد نستها منذ قليل في اتفاقها مع شادي ورحمة
قاطتعها بتسرع
انا وانتي عندنا فرصة نحضر ميرنا صاحبتي وعدتني انها هتجهزنا وتلبسنا احلى فساتين من واحد صاحب أتليه قريبها دا غير المكياج
وتسريحة الشعر دي استاذة في الحاجات دي.
هتفت بها صبا تخاطبها بحدة
ميرنا مين يا مودة ودي مين اللي جاب سيرتها اساسا انا اتفقت مع رحمة ومستر شادي هو اللي هيدخلنا نحضر.
قالتها مودة پصدمة أربكت صبا التي ردت بدفاعية
لأ طبعا أنا كنت هقولك انا بس سهي عليا عشان زي ما انتي شايفة مشغولة جدا بس طبعا مكنتش هتحرك من غيرك.
كلام .
تمتمت بها وهي تنهض عن مقعدها لتتابع قبل أن تخرج وتترك لها الغرفة
مجرد كلام بعد ما اتفقتي وعملتي حسابك مع المستر جارك واخته ع العموم انا برضوا لقيت اللي توقف جمبي وتفكر فيا من قبل حتى ما اطلب منها عن إذنك بقى.
في المساء
كان الحضور من مسؤلي الفندق والفروع ورجال الأعمال والفن المقربين من الأسرة صاحبة الحفل والمناسبة معظهم حاضرا في هذه اللحظة المميزة في القاعة الذهبية للتهنئة بمرور خمسين عاما لتأسيس الفندق
قالتها رحمة فور أن وصلتا إليه فرد بابتسامة يشاكسهن
لا دا العادي بتاعك يا ست رحمة ولا يهمك.
ردت صبا بلهفتها وهي تنظر نحو الجهة التي يجلس بها مطربها المفضل وسط مجموعة من الرجال والنساء
طب إيه بقى هتخليني اسلم عليه زي ما وعدت
ناظرها بابتسامة رائقة لا تصدر إلا لها فسبقته رحمة بالرد
وانا كمان ياجميل دا انا مقعدة الراجل بالعيال ومفهماه اني جاية احضر ندوة تثقفية لتكريمك.
رد بابتسامة واسعة متمتما
اقسم بالله انتي مصېبة يا رحمة ومش هتكبري أبدا استنوني بقى هنا هخليكم تسلموا وتتصورا كمان معاه.
قالها وتحرك في الجهة المعاكسة لتوقفه رحمه بقولها
طب انت رايح فين يا عسل عمر دياب هناك في الناحية دي.
ردد خلفها بعجالة
عارف يا عسل بس انا رايح لمدير اعماله ما انا مش هقحتم ع الراجل كدة.
تمام .
غمغمت بها رحمة قبل أن تعود إلى صبا التي كانت تلتمع أعينها بالشغف وتتمتم
أنا مش مصدقة نفسي معقول! هحضر الحفلة وكمان اسلم عليه!
وصل جاسر الريان بصحبة صديقه طارق ومعهم زوجاتهما زهرة وكاميليا التي التقت عينيها على الفور بشقيقتها التي تحفزت تناظرها بصمت ليدور حديث مختصر بنظرات اختلطت بلوم واشتياق مكبوت يأبى أن يظهر للعلن بالإضافة لتوجس وتردد في محاولة القرب أو التصالح كارم والذي كان متنبها لكل ذلك همس بجانب أذنيها يسألها بقصد
إيه عندك رغبة تسلمي عليها لو عايزة تمام انا ممكن اخدك من ايدك انا راجل قلبي أبيض ومتصالح جدا حتى مع اللي بيأذوني على فكرة.
سمعت رباب لتلف رأسها بحدة نحوه ترمقه بشراسة قائلة
وفر قلبك الأبيض لنفسك لا انا عايزة صلح ولا عايز اسلم على حد.
قالتها والټفت لتتناول مشروبها البارد ترتشف منه قبل أن تلتف نحو ميسون زوجة عدي لتلهي نفسها بالحديث معها وقد قررت صرف نفسها عن شقيقتها ولتكبت حنينا غبي بزغ داخلها على عكس رغبتها نقل كارم بأنظاره نحو كاميليا يبتسم لها بانتشاء وقد تمكن بخبثه من إدخال الحزن بقلبها لتبلتع غصتها وتعطي انتباهاها لطارق الذي شعر بها وكان يضغط بقبضته على كفها بدعم لتبادله بابتسامة ممتنة على كل ما يفعله معها.
وخلفها زهرة تبادلت أيضا النظر مع زوجها بغيظ وقد كانت متابعة كل ما قد سبق ثم انصرفا جميعهما للترحيب الحار من مصطفى وزوجته نور.
أما كارم وبعد أن تحقق غرضه التف نحو شريكه عدي كي يواصل استعراضه أمام خصومه ليتفاجأ بهذه النظرة العدائية منه نحو جهة مطرب الحفل الذي توسط بوقفته لالتقاط الصور مع مدير أحد اقسام الفندق هنا مع امرأة بجواره وفتاة جميلة تجذب الانظار نحوها بابتسامتها الرائعة وجمالها الفتان رغم بساطة زينتها وما ترتديه وعدي لا يرفع أنظاره عنها بشكل اثار ارتيابه مما جعله يقترب منه هامسا ليسأله بفضول
هي مين دي اللي انت مش شايل عينك من عليها
زفر عدي بدخان حارق قبل أن يجيبه بصوت خشن وغاضب
دي صبا صبا يا كارم اللي كنت كلمتك عنها قبل كدة .
الټفت بفستانها الجديد أمام المراة وكأنها طفلة صغيرة في يوم عيدها نوع جديد عليها لطالما رأته على واجهات المحلات ولم تجرأ حتى في الحلم أن ترتديه نوع لا تعرف اسمه ولكنه قصير يظهر رشاقة جسدها بشكل محبب لونه الفوشيا ضاف على بياض بشرتها توردا ونضارة تشعر أنها واحدة أخرى ليست مودة التي تعرفها زينة وجهها المتقنة قصة الشعر القصير وقد فردته مكواة الشعر ليغدوا ويطير مع خطواتها فرحة تغمرها لتجعل احلاما وأماني تداعب خيالها شاعرة أنها على وشك القرب من تحقيقها.
عجبك الفستان يا مودة
قالتها ميرنا بجوارها وهي تقف أمام المرأة الأخرى في غرفة لتبديل الملابس الټفت إليها الأخرى ليفتر فاهها وتتوسع عينيها بإعجاب شديد لما ترتديه الأخرى من فستان أسود وض انساب على جسدها حتى اعلى الركبة البيضاء الامعة والناصعة بإغراء فقالت مودة بانبهار
يا لهوي بسم الله ما شاء الله يعني ايه الحلاوة دي
اطلقت الأخرى ضحكة رنانة وهي تعدل من شعرها الطويل وتقول بزهو
يا ختي انا بسألك عن فستانك انتي مش عني .
ما انتي حلوة وتعجبي الباشا معقول ولا حد من
الناس دي كلها يقدر الجمال ده ويتجوزك دا انتي حقك تبقي هانم.
ما انا برضوا هانم يا بت بس في نفسي
قالتها ميرنا بتهكم ساخر لتتابع بغمغمة خفيضة مع نفسها.
قال اتجوز قال.
خاطبتها مودة بامتنان
ميرنا انا مش عارفة اشكرك على ايه ولا ايه ع الفستان ولا ع المكياج ولا ع الشفت الإضافي اللي نفذت منه النهاردة بمعجزة من الست الولية الظالمة والبركة فيكي.
ردت ميرنا بطيبة مصطنعة
عيب عليكي يا بت احنا اخوات متشكرنيش بس برضوا متقوليش على ريستك ظالمة الست يا حبيبتي معذورة النهاردة يوم مش عادي واديكي شوفتي معظم الموظفين مطبقين غيرش بس صاحبتك دي اللي جاية تحضر النهاردة بحجز متأنتكة ولابسة ولا اكنها من الجمهور والبركة في سي شادي جارها اللي شايل كل حاجة فوق راسه.
عقبت مودة تمط شفتيها بتحسرة
صبا دي مدلعة وحظها ماشي في كله هتيجي يعني ع الشغل يالا بقى المهم يا ميرنا انا مش عايزاك تسيبني لوحدي النهاردة معلش يعني اصل انا زعلانة منها ومش عايزاها تفتكرني محتاجالها بعد ما طنشتني وسابتني.
ردت الأخرى تطالع صورتها عبر المراة
ولا تشيلي هم فيها دي انا هخليكي تقضي الحفلة وتنبسطي اخر انبساط.
تبسمت مودة بانشكاح لينعقد كفيها خلف ظهرها وتهتز بسعادة بحركة غريزة تفعلها كالأطفال ثم توقفت فجأة مستدركة
صحيح يا ميرنا انا شوفت النايت اللي بتشتغلي فيه من شوية بيشغي بالناس والضيوف ازاي مقرطوش عليكي انتي كمان عشان تاخدي اضافي.
ردت ميرنا بعدم اكتراث مع ابتسامة تميل إلى الغرور وهي تنثر عطرها الخاص
عشان انا مش أي حد يا روحي أنا مميزة عن الكل.
ازاي يعني مميزة عن الكل مديرك ملوش سلطة عليكي ولا انتي عندك واسطة
سألتها بعفويتها لتجعل الأخرى تنتبه لخطئها والتلفت إليها بجدية قائلة بإنكار
لا طبعا مفيش الكلام ده دا انا كنت بهزر معاكي وحكاية إني فلت النهاردة من الشغل الأضافي فدي عملتها بالتنسيق مع واحدة زميلتي.
أومات مودة بهز رأسها وقبل أن تخرج بسؤال آخر سبقتها الأخرى بقولها
احنا هنقضيها اسئلة وكلام طول الليل مش ياللا بينا بقى ناخد الليلة من أولها.
ردت مودة بلهفة وقد عاد إليها الحماس لتلقي بنظرة اخيرة على طلتها أمام المراة
أيوة بقى يالا بينا.
إحساس بالرهبة وفرحة صاخبة تجعلها تكبت رغبة مچنونة كي تصيح بصوتها العالي معبرة عن فرحها لقد صافحت نجمها المفضل والتقطت عدد لصور تذكارية معه على هاتفها لازالت تتأملها حتى الآن وعدد اخر بهاتف رحمة التي كانت تسحبها من مرفقها الان للابتعاد عن محيط النخبة المخملية ثم يقفن بجانب ما بالقرب من المدخل في انتظار شادي الذي كان يتحدث مع أحد الموظفين بالفندق يعطيه بعض التعليمات..
أنا مش مصدقة نفسي يا رحمة سلمت على عمر دياب وهزر وضحك معايا كمان
ردت رحمة تشاكسها
مش لوحدك يا اختي أنا كمان سلمت واتصورت وهزر معايا اه يعني مش انتي لوحدك اللي حلوة.
تبسمت صبا قائلة
مش حكاية حلاوة ولا وحاشة هو فنان جميل اساسا مع الكل انا بشوف أغانيه وحفلاته ع الفون وشاشة التليفزيون دايما فرفوش وبيضحك فنان جميل بجد.
تبسمت رحمة لسعادتها تقول
واديكي هتحضري حفلته ع الطبيعة يا ستي. هيصي بقى.
حاضر ههيص
متابعة القراءة