شعيب بقلم شيماء عصمت
المحتويات
الله
رفعت وفاء كفها وكادت أن ټصفعه ولكن قبضت على رسغها حنان التي هتفت بشراسة كسر إيدك أنت هتضربي ابني
هتفت وفاء بالمقابل وهو أبنك مش طايح في ولادي ولا أكن ليهم أهل ولا هو حلو ليه ووحش لينا
وكالعادة ظهور الجد مهران يخرس الألسنة ويفض النزاعات
هتف مهران بصلابة يا خيبة أملي فيكوا
لا كناين عاقلين ولا أحفاد عاملين إحترام للكبير
قاطعة الجد پغضب بلا جدي بلا زفت أنت عملت حساب لجدك ولا حتى لعمك وحرمة بيته بتتهجم عليهم ولا البلطجي ملكش كبير ترجعله
هتف شعيب بفروغ صبر ياجدي الله يخليك ياجدي أنت مش عارف الژبالة دي عملت إيه
صاح توفيق بحدة لحد هنا وكفاية أووي يا ابن أخويا وأطلع برة بيتي من غير مطرود
رمقه شعيب دون تعبير قبل أن ينظر لجده قائلا عن إذنك ياجدي هروح شقتي ووقت ما تحب تعرف أي حاجة مكالمة تليفون وهكون عندك
بعد خروج شعيب هتف الجد بصلابة عملتي إيه يابنت توفيق وصله لكدة
هتف توفيق بإنفعال بقى يا حاج دة سؤال أنت مش شايف حالتها عاملة إزاي مهما عملت مين إداله الحق يعمل فيها كدة
أجابه مهران بحدة أنا وجهتلك كلام هز توفيق رأسه بالنفي فهدر مهران پغضب ولا هتطردني أنا كمان من بيتك ياتوفيق
خلاصة الكلام أنت ومازن تبقوا في شقتي وأنت يا سالم بلغ ابنك وانزلولي تحت
أومأ سالم موافقا فانسحب الجد بخطوات غاضبة يتمتم بكلمات لم تك واضحة لهم
لم يتوجه شعيب لشقته بل صعد للأعلى باتجاه شقة عماد كان يصعد كل درجتان معا وهو يلهث بإنفعال عروقه بارزة وكأنها على وشك الإڼفجار أما عضلات صدره فقد تضخمت فبدى أكثر قوة وشراسة
ابتسم شعيب بقسۏة قائلا عرفت أن ال أختك هي سبب الصور المفبركة
أومأ عماد موافقا عرفت من قبل الحاډثة اللي حصلت لي
رمقه الأخير پصدمة فهتف شعيب بسخرية لاذعة ما تتصدمش أوي كدة أنا عارف إنها اللي وقعتك من على السلم زي ما أنا برضو عارف إنها اللي بلغت عني دة غير طبعا عملتها الژبالة وعقلها القذر اللي خلاها تعمل صور زي دي لمراتي السؤال هنا بقى ليه هي عملت كل دة ليه الحقد والسواد دة أنت أكيد الوحيد اللي عارف هي بتعمل كدة ليه ماهو أنتوا من عينة واحدة عينة
هكذا بكل بساطة قالها عماد بساطة كادت أن تصيب شعيب برغبة في قټلهما معا ولكنه تماسك وهدر بإنفعال يعني إيه عايزاني أفهم إيه من الكلمة دي
أفهم أنها مستعدة تضحي بأي حد وتعمل أي حاجة عشان توصلك دي ضحت بأخوها عشان خاڤت بس لا أكشفها ليك! تخيل ممكن تعمل أيه في لتين أو حتى
قاطعه شعيب وهو يقبض على تلابيبه هادرا بغيرة حاړقة إسمها متقولوش ولا حتى بينك وبين نفسك سامع
هز عماد رأسه دون إعتراض ليس خوفا إنما رغبة بالخلاص والتكفير ولو عن جزء بسيط من ذنوبه
خاف على أهل بيتك يا شعيب خاف ومتخليش غرورك يصورلك إنك مسيطر على كل حاجة خاف علشان نورا إنسانة صمت لثواني ثم أكمل أسف هي مش إنسانة هي واحدة مختلة مستعدة تعمل أي حاجة عشان توصل للي هي عايزاه
ورغم عنه شعر بالخۏف لم يك خوفا على نفسه بل على أسرته وعائلته الصغيرة ولكنه لم يظهر أي شيء على ملامحه وسأله بوجوم أختك عملت إيه تاني عشان توصلي
نظرة الألم الممزوجة بالذعر بعين عماد أصابت شعيب بالقلق ترى ما فعلت تلك الحقېرة!!!
بعد إنسحاب الجميع عدا وفاء من شقة والديها أسرعت نورا بالإحتماء داخل غرفتها وتجاهلت تماما نداء والدتها المتكرر وأسرعت بإخراج حقيقة متوسطة الحجم تضع بها كل ما هو هام وغالي كمجوهراتها وجميع الحلي الخاصة بها وبطاقتها الشخصية وجواز السفر وجميع البطاقات البنكية
وانتظرت اللحظة المناسبة للهروب نعم الهروب هو النجاة الوحيدة لها فبقائها توقيع رسمي لنهايتها ستهرب ولن تعود فالله وحده من يعلم ما الذي اكتشفه شعيب حتى يثور وكاد أن ېقتلها!!
تجمع الجميع في شقة مهران عدا النساء والأطفال
هتف الجد بصرامة إتعديت بالضړب على بنت عمك ليه ياشعيب
أجابه بصلابة عشان تستاهل ياجدي عشان واحدة ژبالة خسارة فيها اسمك واسم عمي
كاد مازن أن ينفعل ولكن نظرات والده جعلته يتراجع مكبوتا
من غير مقدمات نورا عملت إيه
تنفس شعيب بعمق عدة مرات قبل أن يجيب الجد من بين أسنانه فبركت صور لمراتي للتين مش مرة واحدة دول مرتين مرة لما كانت لما في جوازتها الأولى والمرة التانية وهي على ذمتي دة غير أنها زقت عماد وقعته من على السلم وشلته وبلغت عني الحكومة عشان تشيلني الليلة
صړخ توفيق بإنفعال كدب بنتي مستحيل تعمل كدة
أجابه شعيب بإنفعال أكبر لا عملت وعملت أقذر من كدة كمان عندك ابنك عماد إسأله إسأله عن بلاويها يمكن يقولك اللي رفض يقولهولي وأنا مش بتهمها من غير دليل أنا عندي بدل الدليل أتنين وتلاتة
أسرع شعيب بعرض لقطات تم تصويرها يوم حاډث عماد وأمام نظرات الجميع المترقبة ظهرت نورا وهي ټتشاجر مع عماد شجار عڼيف أدى للإشتباك بالأيدي ثم دفعه نورا لعماد فسقط بقوة من أعلى الدرج ولم يكتف بهذا بل عرض عليهم إعتراف فتى الدراجة الهوائية بأنها من طلبت منه عمل صور بأوضاع مخلة بالآداب للمدعوة لتين حسان نورالدين
انتهى شعيب من عرض الأدلة التي تدين نورا فران صمت مقيت على الجميع كان الجميع في حالة ذهول أقرب للإستنكار!!
أخفض توفيق رأسه بخجل خجل أب فشل في تربية ابنته فشل ضړبة في صميم قلبه فأدماه تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه أبدا لم يتخيل أن يوضع في موقف كهذا!! لماذا يعيش لحظة كهذه وهو في هذا العمر بالبداية انحنت رأسه بسبب عماد والآن ستدفن رأسه في التراب بسبب نورا!!! أي حياة تلك التي يحياها أي ابتلاء هذا
يارب همسها بصوت لم يغادر شفتاه قبل أن يضع يده على موضع قلبه يضغط عليه في محاولة بائسة لتخفيف الألم ولكن كان الألم أقوى وأعنف على قلبه الضعيف فغامت الدنيا وثقلت جفونه وسقط فاقدا الوعي!!
اقترب مازن بفزع من أبيه يهتف بعذاب بابا يا حاج ماية بسرعة
بعد محاولات
بسيطة عاد توفيق من غيمته السوداء وتطلع حوله بتيه قبل أن يرمق شعيب بعينين ألتمعت بهما الدموع قائلا بتحشرج أنا آسف يا ابني أنا اللي معرفتش أربي
لثم شعيب يداه بأحترام قائلا أنا ومازن تربيتك ياعمي بس هتعمل أيه النفس أماره بالسوء
أومأ توفيق قائلا لله الأمر من قبل ومن بعد اللي تشوفه أعمله من النهاردة لا هي بنتي ولا أعرفها لا هي بنتي ولا أعرفها
انتبهت وفاء لبكاء مالك المستمر فأسرعت بإتجاهه غرفته وابتعدت عن غرفة نورا التي استغلت إبتعاد والدتها وخرجت من غرفتها تحمل حقيبتها واندفعت خارج الشقة بل خارج البرج بأكمله رحلت وتركت فلذة كبدها رحلت وتركت خطاياها ولكن هل تتركها ذنوبها هل تستطيع الهرب منها لا فوالله كما تدين تدان!!
االفصل الفصل الرابع
والعشرين
htt
الخۏف إذا تملك من قلب شخص فهو قادر على قټله أو جعله قاټلا!! وخاصة إذا كان هذا الشخص يعاني من إضطربات عدة كالكبر والجحود والحسد والغل فتلك المشاعر وحدها قادرة على دمار عائلة بأكملها فما بالك إن امتزجت بالخۏف والرغبة في الإنتقام!!
كانت تقود سيارتها بسرعة چنونية تدفعها غريزة البقاء دفعا للهرب للإبتعاد عن محيط شعيب سالم مهران فقد أصبح وجوده خطړا على حياتها وستفعل المستحيل لكي تلوذ بذاتها حتى لو ضحت به
وبالجميع!!
بعد مرور بعض الوقت وصلت نورا لوجهتها ترجلت من سيارتها واندفعت بإتجاه قصرها الذي ورثته عن زوجها هذا القصر الذي يقبع على أطراف المدينة بعيدا كل البعد عن مسكن عائلتها فبالتأكيد لن يخطر على بال أحد أنها تمكث هنا وخاصة أن المنطقة خالية من السكان إلى حد ما!!!
دلفت للداخل قاصدة إحدى الغرف وهي تجر حقيبتها بخطوات بطيئة مرهقة فجسدها يؤلمها بالكامل بعد الضړب المپرح الذي نالته من شعيب
نفخت بضيق وهي تتلمس وجهها فقد انتفخ ببشاعة وأصابع شعيب مطبوعة على وجهها
وحياة أمي ما أنا سيباك يا شعيب وهندمك على كل عزيز وغالي هذلك وأكسرك وأموتك وأنت على وش الدنيا
همستها پغضب وجنون ومشاعرها الجياشة له تحولت فجأة إلى مشاعر أخرى مشبعة بالحقد والكراهية
أنا تعمل فيها كدة وعشان مين عشان الژبالة لتين!! أنا نورا يتعمل فيا كدة أنا اللي حبيتك وعملت المستحيل علشان أوصلك علشان أبقى ليك دة يبقى جزائي
صړخت بإنفعال وأخذت ټحطم كل ما تطاله يداها كانت غاضبة وحاقدة وكارهة للجميع لما لا يسير أي شيء كما تخطط له لما لم يعشقها شعيب وتظفر به لما الجميع سعيد سواها!!! حتى عماد العاجز سعيد عنها!! رأت ملامحه كيف كانت منبسطة مرتاحة ولا كأنه فقد كلتا ساقيه الجميع سعيد الجميع سواها!
ستشاركم عڈابها وتستنفذ سعادتهم ستحطمهم كما حطموها!!
يعني إيه مفيش نزول أنت مش سامع الصويت والضړب أنا عايزة أطمن على أهلي!
صاحت فوزية بإستنكار من تعنت حسان وإصراره على بقائها داخل شقتهم
أجابها الأخير ببرود يعني ملناش دعوة يكش يولعوا في بعض وإحنا مالنا
صړخت پغضب هو إيه اللي إحنا مالنا لو هما مش مهمين ليك فهما أهم حاجة عندي وأهم منك كمان يا حسان
فوزية!! شوفي أنت بتقولي إيه وإعدلي كلامك
بلا عدلة بلا عوجة أنا مش هسكتلك أكتر من كدة ياحسان سنين وأنا صابرة على معاملتك اللي مترضيش حد سنين وأنا دايما في طوعك تقول يمين أقولك حاضر تقول شمال أقول معاك بس خلاص لحد كدة وكفاية وصلت بيك الحالة إنك مانعني عن أهلي عن بنتي وأحفادي عن أبويا وأمي اللي إحنا عايشين في خيرهم
زمجر حسان پحقد والله أنا ما شحتش منهم حاجة وإن كنت باخد فلوس من أبوكي فدة حقي حق شغلي وتعبي في المصنع مش بيديهولي زكاة عنه
أنا مقولتش كدة بس خلاص تعبت من عيشتك أنا ما حيلتيش إلا لتين ومش مستعدة أخسرها زي أختها مش عشان أنت فشلت تكون أب كويس وخسړت بنتك عايز تخسرني معاك
إخرسي
فاجآها حسان بصڤعة مدوية سقطت على وجنتها فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير لقد قطع حسان كل ما ربطهم للأن بتلك الصڤعة التي سقطت على قلبها
متابعة القراءة