بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز


لدقائق حتى تستعيد قدرتها على المشي مرة أخرى فوجدت يدا تهزها بخفة.
فزعت غصون والټفت متسائلة مين.. ولكن هدأت عندما وجدت فتحي ذلك الأب الوهمي الذي تخلي عنها في أشد أوقاتها إحتياجا له.
أجابها متسائلا إيه ياغصون اللي موقفك كده ورايحة فين
ذلك الذي لم تحسب له بالا وهو عودة فتحي من صلاة الفجر في ذلك الوقت ولكنها رفعت عينيها فيه مجيبة ماشية ياأبا

ابتلع ريقه ببعض الحرج ورد عليها طب يابنتي النهار له عنين إيه اللي يمشيكي ف وقت زي ده
ردت عليه بلسان يرتعش وعيون تمتلئ بالدموع دلوقتي أو بعدين كده كده همشي فدلوقتي أحسن عشان سدن محستش بيا 
تنحنح بقدر من الحرج وقال مش عايزك تزعلي ياغصون يابنتي أنتي عارفة إنك عندي زي بنت من البنات بس الدنيا مبتفضلش على حال وأنتي ربنا يصلح حالك ارجعي لجوزك وعيشي.. الواحدة ملهاش غير بيتها
تجلس في السيارة بإرهاق تسند رأسها على مقود السيارة لعلها تهدئها من تلك الأفكار المضاربة التي تعصف بها بعد تلك المشاداة التي حدثت بينها وبين ابنتها ابنتها التي ظنت أنها لا تبالي

ردت جني بإقتضاب مش عايزة افطر
ياقلب مامي.. قومي نروح لل 
قاطعتها جني بصرامة حياتنا يامامي حياتنا اللي تعباني
ذهلت ياسمين في البداية وبعد أدركت
ما تقصده ابنتها فجلست على طرف فراشها وسألتها بهدوء وإيه اللي تاعبك في حياتنا ياجني
نهضت جني من الفراش ووقفت مواجهة لأمها تسألها بتعجب ليه هو حضرتك متعرفيش!!
أجابتها ياسمين بحزم إيه اللي ناقصك في حياتك ياجني أظن أنا مقصرتش ف حاجة
ردت جني پقهر بابي اللي ناقصني
تنهدت ياسمين بذلك الۏجع الذي لا يفارقها وقالت بقوة مزيفة أظن أنا ممنعتش بابي عنكم بيكلمكم كل يوم وبيجي يقضي معاكم نهاية الأسبوع 
ردت عليها جني بإستنكار آه اليوم اللي حضرتك بتتعمدي مترجعيش فيه غير لما تتأكدي إن بابي مشي
نهضت ياسمين وقالت بصرامة أنا حرة اتصرف زي ماأحب وأظن اللي بيني وبين بابي المفروض إن محدش يتدخل فيه 
ردت عليها جني پقهر اللي بينكم ده يبقى إحنا يامامي أنا وفادي اللي من أبسط حقوقنا إن نعيش وسطكم أنا اللي من حقي إن بابا يكون جمبي في فترة عصيبة زي دي ف حياتي ولا فادي اللي بقى طول الوقت ساكت وحزين وحضرتك عاملة نفسك مش واخدة بالك وأنت عارفة هو أد إيه متعلق ببابي
صمتت ياسمين وهي تشعر أن المكان يضيق بها وأنفاسها تتقطع فنظرت لابنتها بحيرة وخرجت دون أن ترد عليها.
قادت السيارة وهي في حيرة من أمرها أهي حقا مخطئة في إبعاد مراد عن حياتها وحياة أبنائها أم أنها إمرأة كأي إمرأة لها كافة الحقوق كما أدت واجباتها دائما لا تعلم ماذا عليها أن تفعل إن كانت اليوم تمردت ابنتها على ذاك الوضع فماذا سيفعل غدا أخوها ذو الخامسة عشر عاما هل ستستطيع أن تصمد على قرارها في الطلاق وتحتفظ بمكانتها العملية التي سعت من أجل تنميتها سنوات طوال أم ستجعل سعادة أبنائها واستقرارهم نفسيا في المرتبة الأولى وبعدها ستفكر في نفسها.
وصلت لمقر عملها وهي في حالة مزاجية سيئة ولكنها حاولت التماسك والمود كعادتها فترجلت من السيارة ودخلت بإبتسامة مزيفة لجميع العاملين وتلقى عليهم تحية الصباح حتى وصلت إلى مكتبها فاستقبلتها نوران مساعدتها الخاصة صباح الخير مدام ياسمين
ابتسمت لها ياسمين وردت عليها صباح الخير يا نوران.. إيه الأخبار 
أجابتها نوران كله تمام يافندم بس البنت اللي اسمها غصون اللي جت لحضرتك قبل كده جيت لقيتها بتسأل على حضرتك والعمال قالوا أنهم لقوها قاعدة أدام السنتر قبل مايفتحوا 
شعرت بالقلق وقالت طب هي فين دلوقتي ناديها
ردت نوران هي كان شكلها تعبان فطلبت مكان ترتاح فيه على أما حضرتك توصلي وأنا دخلتها أوضة التظبيط
قالت ياسمين تمام خليها وأنا هروح لها أنا وبالفعل ذهبت ياسمين إلى هذه الغرفة وفتحتها وجدت غصون تفترش الأرض نائمة وتحت رأسها بعض الأكياس البلاستيكية التي تحوي فوائض القماش.
اقتربت منها ياسمين وجلست على ركبتيها وهزتها غصون غصون
استيقظت غصون بفزع ثم أدركت مكانها فنهضت جالسة بتثاقل وهي تسند بطنها بيدها وتقول ست ياسمين
نظرت لها ياسمين بحيرة وسألتها إيه اللي منيمك كده على الأرض ومال بطنك
ردت عليها غصون بدموع أنا جاية واقعة في عرضك ياست ياسمين شغليني عندك هنا إن شاء الله أمسحلك المكان ولا أعمل أي حاجة أنا معرفش حد غيرك وضاقت بيا الدنيا خلاص
مسدت ياسمين علي كتفها تطمئنها وقالت طب اهدي بس وأنا هعملك اللي يريحك.. بس قومي معايا على مكتبي وفهميني كل اللي حصل 
بعد دقائق

كانت تجلس ياسمين مصډومة مما سمعته من غصون عما فعله بها زوجها عديم القلب الذي حرمها من أعظم نعمة من الله على إمرأة لها أن تكون أما فردت عليها بعتاب بس أنتي غلطانة ياغصون إزاي تسكتي ع اللي عمله الحيوان ده لازم يتعاقب وبترمي في السچن عشان يعرف جرم اللي عمله
ردت عليها غصون
 

تم نسخ الرابط