خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


ببساطة وثقة متناهية عززت ثقتها بذاتها
بصراحة أنا ميشغلنيش كل ده ومش لازم تشركيني في التفاصيل أنا واثق في ذوقك وقولتلك اعملي الأنسب أنا معنديش أي مشكلة...
قالها تزامنا مع دخول عامل البوفيه إليهم واضعا الصينية به على المكتب بأدب لتشكره رهف ببسمة هادئة ممتنة له غافلة عن الأخر التي جمدت عليها
شكرا يا عم راضي

أومأ لها ال قائلا
تحت أمرك يا ست الكل تأمريني بحاجة تانية
نفت برأسها وشكرته ليستأذن هو وما أن خرج وئدت بسمتها وعادت لتحفظها حين ادركت كونه كان يتابعها ليخفض هو اه بحرج ويمد ه يتناول كوب الشاي بالحليب خاصته قائلا تحسان ما رشف منه
عم راضي ده فنان انا مدمن شاي بحليب بس بصراحة اول مرة يعجبني كده
لم تعطي اطراءه أو سير حديثه أهمية بل هدرت بإقتضاب وهي تمد عدة اوراق له ملتزمة بعمليتها ورسمية الوضع
تمام يا دكتور ممكن حضرتك توقع هنا
اعتلى حاجبيه من تلك الرسميات القاټلة التي لا تكف عنها وقال وهو يضع الكوب من ه ببسمة بشوشة للغاية
بغض النظر عن حضرتك الرخمة دي اللي مبتنزليش من زور بس تمام همضي
تنهدت هي بضيق وظلت محافظة على تحفظها حين هدرت دون تفكير
متعودتش اشيل التكليف بيني وبين أي حد...ومش من حق حد يطفل على حياتي ويفرض عليا اقول ايه ومقولش ايه ولو سمحت وقع الورق ومضيعش وقتي اكتر من كده
قالتها بعجرفة ة دون أن تكلف ذاتها عناء المجاملة وهي تظن بذلك ستجعله يلتزم حدوده معها ولا يتعداها بينما هو
تجهمت معالم ه وغابت بشاشة ه وتحمحم بحرج وهو ينصاع لرغبتها واضعا توقيعه تحت نظراتها الثابتة
تمام ... 
بس ممكن اعرف هتبدأو شغل امتى
اجابته برسمية وبنبرة استشف هو بها حدة غير مبررة وهي ترتب الأوراق فور انتهائه منها
اسبوع بالكتير انا ملتزمة بتنفيذ اماكن تانية و مضغوطة انا لولآ سارة أصرت مكنتش ألتزمت بحاجة في التوقيت ده
هز رأسه
بتفهم وقال بجدية قلما ما يتحدث بها
تمام بس لازم تحطي اولوية لعيادتي انا فضلت منتظر تلت شهور وبتأجلوا فيا...
بررت م اكتراث
التأجيل مكنش مني كان بسبب رفض المهندسين اللي ي واظن حضرتك عارف السبب كويس
عقد حاجبيه غير راضي عن تهكمها ورد وهو محتفظ بهدوء اعصابه
ايه السبب علشان المكان في حتة شعبية مش كده و البيت قديم شوية...ايه المشكلة!
اجابته مندفعة دون تفكير وبهجوم شرس غير مبرر غافلة كون صوتها وصل لكل من بالشركة
المشكلة أن أي مهندس بور على مكان يظهر شغله بصورة أفضل بحيث يبقى دعاية ليه ويتنسب لأسمه في المجال ومتهيألي عيادة حضرتك مفهاش أي حاجة من اللي ذكرتها واصلا اختيار موقعها مش موفق ابدا فياريت تحمد ربنا إن شركة زي شركتنا وافقت في تنفيذها
لم يذ بتاتا الصوت العالي يثير اعصابه لذلك هدر بثبات وهو يتحكم ببراعة في ردود افعاله
منفعلة ليه كده! وين شركتك اللي أنت عايزاني احمد ربنا انها ت تجهز عيادتي مش هتنفذها ببلاش
هنا هرولت سارة إليهم كي تلاحق الأمر ما لفت صراخهم انتباه الجميع
في ايهكده يا رهف ده اللي وصيتك عليه
وصتيني ايه يا سارة ده حد غريب جدا
انا اللي غريب
ولا انت اللي منخيرك في السما ومش طايقة حد يكلمك... ليمرر ه بخصلاته الشقراء ويسترسل يوضح بنبرة ثابتة رغم ضيقه من استخفافها
ايه المشكلة يا بشمهندسة في مكان العيادة أنا أقدر أخد عيادة في احسن مكان في البلد زي ما كل زمايلي بيعملوا بس انا ليا ة نظر عيادتي هتبقى خيرية هقدم فيها مساعدات للناس اللي فعلا تستحقها انا مدرستش الطب علشان يكون منفعة ولا علشان استغل بيه المرضى أنا درست طب علشان رسالة سامية ومهنة إنسانية وميثاق شرف مسؤول عنه ضميري في المقام الأول ...ولو في حاجة مش موفقة في اختياري فهو اختياري لشركتكم
تلجم لسانها وزاغت نظراتها فور حديثه المنطقي والانساني لحد كبير وكم لعنت ذاتها وتسرعها بالحكم عليه في حين صاحت سارة تلاحق الأمر
دكتور نضال ارجوك اهدى هي اك متقصدش
رد هو بجدية ملتزم بضبط ردود أفعاله
انا هادي بس للأسف يا مدام سارة يظهر إني غلطت لما وكلت شركتك و وثقت في اخيارك
لينظر ل رهف نظرة اخيرة اربكتها ويضيف أن يغادر مكتبها
عن اذنك يا بشمهندسة...ومن غير حضرتك
وضعت سارة ها على فمها غير مستوعبة ما حدث للتو ونظرت لها معاتبة
طيرتي ال Client ...ده اللي اتفقنا عليه...
زفرت هي بقوة وبررت مرتبكة
سارة هو...
قاطعتها سارة بضيق
لأول مرة تخذليني يا رهف...كنت فاكرة عندك تقدير للأمور اكتر من كده...لكن للأسف
ذلك اخر ما قالته سارة تاركة اياها ترتمي على مقعدها وتنحني تسند رأسها على حافة المكتب وهي ټلعن تسرعها
فلا تعلم ما أصابها فكلما ارادت ضبط انفعالاتها لا تستطيع وتصدر منها بمنتهى العجرفة وحقا ذلك الأمر يرهقها فيبدو أن حديث سارة السابق ينطبق عليها و يبدو أيضا أن نكبتها وما مرت به جعلها مندفعة متأهبة بل ومتسرعة ايضا تحكم على ظواهر الأمور دون أن تكلف
 

تم نسخ الرابط