حكاية نور وعابد
خلصت كلامك ! أسمعني بقي انت مستني مني ايه اقعد اترجاك متسيبهاش واهددك واعمل واسوي !! طيب انا بقي هقولك اني هخذلك ومش هعمل كده .. الي انت بتقول عليها وقال ايه بتحبها وعايز تتجوزها ماشي اتجوزها انت حر ...الي متعرفوش ان انا الي كنت ناوي أفسخ الخطوبة دي علي اعتبار اني في مقام أبوها ...انا عملت كل ده عشان كنت متوقع انك هتحبها وهتخاف عليها وانك احق الناس بيها بس الحقيقة اني كنت غلطان وانا مش هرمي بنتي الرمية دي انت متستحقش ضفرها حتي بالطريقة الي سمعتك بتكلمها بيها في التليفون دي ...انا عيني مغمضتش امبارح وانا بتخيل أبوها وهو بيقولي اني ضيعت أمانته ... انت حتي معملتش حساب لأمها الي بين الحيا والمۏت وكل أملها انها تفرح بيها وهي اصلا مش راضية عنك كزوج لبنتها لأنها شايفة معاملتك ليها ..ثم نظر لزوجته وقال بتهكم ومعاملة أمك المصون الي انا متأكد انها هي الي مكبرة في دماغك الموضوع والي خدت طبعك الزفت ده منها ...أعمل الي انت عايزه يا أدهم بس أفتكر ان هيجي اليوم الي هتندم فيه علي كل الي عملته ده وهتتمني الزمن يرجع بيك تاني بس ده مش هيحصل ...هيبقي فات الأوان يابني ..
أخذت كلمات والده تتردد في أذنه كالأجراس والدموع قد أحتجزت في مقلتيه ..لكم تذكر هذه الجملة واستشعر صدقها ...وبالأخص الأن ..
أخرجه من تفكيره صوت فتح الباب فنظر تجاهها وأستغفر الله في سره كي لا يقوم ويفتك بها الأن فهي حتي المۏت كثير عليها
قال بنبرة مخيفة جعلتها ترتجف
كنتي فين لحد الساعة 2 الفجر يا هانم وسايبة بنتك لوحدها ..لا وكمان قافلة تليفونك عشان القفص الي متجوزاه ميوصلكيش صح ...كانت نبرته قد أرتفعت بطريقة مرعبة وهو يجذبها من شعرها بقوة جعلتها تبكي من الألم ..
والله انا اسفة مكنتش اعرف اني هتأخر كده ...ثم مدت يدها كي تلعب في خصلات شعره القصيرة بنعومة تجعله يود ان يتقئ وأكملت حديثها
أنت عارف اني ببقي قاعدة مخڼوقة في البيت وروكا كانت نايمة فقولت أنزل أروح لشيري صاحبتي نقعد سوا شوية وكنت هرجع قبل م تيجي بس القعدة خدتني وانت رجعت بدري النهاردة ...أنا آسفة يا بيبي مش هتتكرر تاني ..
نظر لها بأشمئزاز وهو يقول بفحيح
يستحسن تكون أخر مرة عشان أقسم بالله المرة الجاية هتشوفي وش عمرك م شوفتيه ولو كنت سكت المرادي فده مش ضعف مني لا ده عشان بنتي مش عشانك وياريت تفهمي ده كويس ...وأخذ يطرق بأصبعه علي دماغها پعنف مكملا
كانت سترد عليه ولكنه لم يمهلها تلك الفرصة وتركها وذهب الي غرفة ابنته كي ينام ويزيل فكرة ان ېقتلها الان من رأسه
انتظرت حتي تأكدت من نومه ودخلت الي غرفتها أو تلك الغرفة التي كانت مخصصة لكليهما قبل أن يقرر هو أن يتركها ويذهب لينام في غرفة إبنته ...لا تتذكر منذ متي بدأت سلسلة المشاجرات المتتالية بينهما ..لنقل منذ أن بدأ يفهم ماهية مشاعره تجاهها وأنها لم تتخطي مرحلة الاعجاب فقط ! هي بالطبع لم تتأثر من ذلك فهي لم تطيقه يوما بل تزوجته كي تخرس عائلتها وبالأخص والدها عن الثرثرة حيال أمر الزواج ...زادت المشاكل والخلافات بينهما حتي انهما كانا قد اتفقا علي الطلاق قبل ان تعلم هي بأمر حملها منه ...أتفقا ان يأخذا فرصة أخري من أجل ذلك الطفل الذي ليس له أي ذنب في خلافاتهما ...حسنا لنقل ان هي من أقنعته بهذا وهو لم يكن يريد ان ينظر لوجهها حتي وإن جئنا للحق هي كانت تبغضه بدرجة أكبر بكثير من درجة بغضه لها ولكن لمصالحها الأولوية هنا ..
نفضت عن رأسها تلك الأفكار وأمسكت هاتفها وأجرت مكالمة ...جائها صوت الطرف الأخر قائلا