تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان

موقع أيام نيوز


ايه! موافقة تتجوزينى!
صمتت ولم ترد فهى الآن فى حيرة شديدة من أمرها كانت تتمناه زوجا لها و قد كان و لكن سيكون زوجا لأخرى أيضا تشاركها فيه
طال صمتها فأصابه الاحباط و ركن سيارته على جانب الطريق و اعتدل فى جلسته حتى تكون فى مواجهته و قال لها بخيبة أمل ماشى كدا وصلنى ردك بس اعرفى ان انا هفضل احبك و مش هسيبك ترجعى تعيشى فى الارف دا تانى هتصل باخويا يحيى يلغى كل حاجة و هنروح دلوقتى ع الفندق هتقعدى ف الجناح اللى حجزته لحد ما اشتريلك شقة تعيشى فيها  

أدار سيارته مرة أخرى و كاد أن يتحرك بالسيارة حتى باغتته قائلة انا موافقة يا يوسف انا ماصدقت رجعتلى تانى كفاية عليا اوى ان قلبك ملكى انا لوحدى
ابتسم و سألها بتأكيد عايزك تكونى مقتنعة و راضية بالوضع دا!
ردت عليه بابتسامة صادقة راضية طالما انت معايا راضية بأقل حاجة منك
رد بسعادة
بالغة ان شاء الله هنكون أسعد زوجين
و أكمل طريقه الى حيث الفندق لاتمام عقد قرانه على زينة
الفصل الثلاثون
وصل يوسف و زينة الى الفندق فاصطحبها الى الجناح الخاص به دخلوا سويا فوجد شقيقه و المأذون و أحد رجال الحراسة فى انتظاره  
تم عقد القران فنهض يوسف من مقعده و أمسك يديها و أوقفها أمامه ثم قبل جبهتها و نظر فى عينيها وقال بعشق بالغ ألف مبروك يا حبيبتى
نظرت له بخجل و ردت بصوت خاڤت الله يبارك فيك
إستأذن من الحضور و أخذها ليدخلها لغرفة النوم الملحقة بالجناح تجلس بها حتى يتمم اجراءات عقد القران و ينصرف المأذون و الشهود و يساوى الموضوع مع عمه حتى يطمئنه و لا يثير ريبته
أغلق باب الغرفة و تركها جالسة على التخت لا تعلم أتفرح لأنها أخيرا قد نالت لقب حرم يوسف سليمان أم تحزن من نفسها لأنها حتى الآن لم تخبره بأمر المؤامرة التى اشتركت فيها مع على الرفاعى ضده هل تخبره ام تنسى الأمر و كأن شيئا لم يكن لكن على لن يتركها و بالتأكيد سيحاول أن يفسد الامور بينهما ان علم بزواجهما فحسمت إمرها بعد تفكير طويل أن تخبره قبل إن يعرف من أى مصدر آخر فهذا سيكون أفضل لها بالتأكيد و ربما يصفخ عنها و يسامحها
على صعيد آخر كانت سهام تجلس بجانب ولدها الممدد على التخت لا حول له و لا قوة تضمد جراحه و تطهرها و هى تكاد تجن من هروب زينة مع يوسف فهى ظنت أنه كان يريد التحدث معها فقط و لم يخطر ببالها أنه سيأخذها معه  
جلال بتأوه اه براحة ياما خفى ايدك شويه  
سهام يقطعنى يا جلال منه لله البعيد الهى ما يلحق يتهنى بيها
جلال بتأوه اه انتى السبب ياما انتى اللى سبتيه يطلعلها
ردت بندم ما مكنتش اعرف انه هيخدها معاه
جلال مسيرى هجيبها و اربيها و اخليها تركع تحت رجلى بنت ستين دى فوضينا بقى ياما من السيرة الزفت دى و سيبينى انام شوية
سهام حاضر يا قلب امك دثرته جيدا بالغطاء و اغلقت باب الغرفة و توجهت لغرفتها و أمسكت الهاتف و قامت بالاتصال على زينة
أثناء انتظارها فى غرفة النوم رن هاتفها برقم سهام فتأففت و قالت لنفسهااوف بقى ارد عليها دى و لا أطنشها لا هرد هى كدا كدا متقدرش تعملى حاجة طول ما يوسف حبيبى معايا
فتحت المكالمة و أجابتها ايوة يا خالتى
سهام بلوم بقى كدا يا زوزة تهون عليكى العشرة تسيبينا و تهربى مع البيه بتاعك
زينة بحدة اسمعى يا خالتى انسينى خالص عشان انا و يوسف اتجوزنا من نص ساعة بس
رد باستنكار اتجوزتوا! انتى مش كنتى قايلة انه خطب بنت عمه
زينة الشرع محلله ٤ وانا راضية انه يتجوزنا احنا الاتنين
ضړبت سهام بكفها الأيمن على صدرها من هول ماسمعت و المصېبة التى أحلت بها قائلة يا لهوي!!
زينة ايه يا خالتى يا ستى انا موافقة محدش له حاجة عندى
صمت آذانها عن كل شيئ فيما عدا كلمات زينة يتجوزنا احنا الاتنين
سقط الهاتف من يدها عندما فقدت السيطرة على إعصابها فسمعت زينة صوت ارتطام الهاتف بالارض وقالت ألو الو خالتى
تعجبت زينة و لكنها لم تبالى بالأمر و اغلقت الهاتف و وضعته فى الحقيبة مرة أخرى
على الجهة الأخرى أخذت سهام تلطم خديها فإن سكتت عن هذه المصېبة الكبرى فسوف تقترف اثما عظيما و هى لا ينقصها مزيدا من الآثام فيكفيها ما لديها و أى إثم هذا فسكوتها يعنى جمع بين أختين 
فكيف ستتصرف الآن فلا أحد يعلم أن زينة إبنة راشد سليمان سواها أخذت تجوب غرفتها ذهابا و إيابا الى إن اهتدت لأن تمنع زواج يوسف من ابنة عمه بأى طريقة كانت فقد تزوج أختها زينة و قضى الأمر فما من سبيل أمامها الآن إلا ان تمنع اتمام هذه الزيجة
فى الفندق عند يوسف
انصرف الجميع فدخل يوسف الى الغرفة فنهضت من التخت
عندما رأته راح و وقف قبالتها ينظران لبعضهما بعشق و اشتياق
أحاط وجهها بين كفيه و نظر لعينيها بعمق و قال لها بصوت يحمل بين طياته عشق جارف مبروك يا
أحلى عروسة ف الدنيا
ابتسمت و هى تنظر لعينيه مباشرة مبروك عليا انت
قام باحتضانها بكل اشتياق العالم فكم انتظر هذه اللحظة ظلا على هذا الوضع كل منهما متشبثا بالآخر و كأن أحدهما سيهرب من الثانى حتى تململت زينة بارتباك و خوف فأبعدها قليلا عن حضنه و تأملها مليا فلاحظ ارتباكها و وجلها فضيق ما بين حاجبيه متعجبا من الحالة الغريبة التى انتابتها حاسس ان انتى عايزة تقولى حاجة
أصابها هذا السؤال بحيرة أشد و حاولت أن تتكلم و لكن أبت الكلمات ان تخرج من فمها قلق يوسف من رد فعلها و حثها على الكلام فى ايه يا زينة قولى اللى عندك مټخافيش
أجابته بترقب و هى تفرك يديها بتوتر طيب ممكن نقعد
أمسك كفها و سار بها الى التخت و جلسا على حافته و حثها على التحدث ها يا حبيبة قلبى عايزة تقولى ايه
أحست أن حلقها قد جف تماما من الخۏف فازدرت لعابها بصعوبة و قالت و هى تتحاشى النظر فى عينيه احمم انا انا معرفتى بيك مكانتش صدفة
أجابها باستغراب قصدك ايه!
أجابته بشجاعة زائفة قصدى ان فى واحد بيكرهك هو اللى وژنى عليك عشان أخليك تحبنى و أجيب رجلك للكباريه عشان يصورك هناك و يسوء سمعتك
كان يستمع لها بعقل تائه لا يصدق ان التى تقول هذا الكلام هى زينة حبيبته و زوجته فرد عليها بوجه جامد الملامح من أثر الصدمة كملى
اكملت بقلق من ردة فعله و هى تبتلع ريقها بصعوبة هو ضحك عليا قالى ان انت بتاع ستات بس مدارى و را قناع القيم و الاخلاق و انا صدقته لانى عمرى ما شوفت راجل نضيف و بېخاف من ربنا هشوفهم فين و انا كل حياتى ف الكباريه شحنى من ناحيتك خلانى عايزة ادخل تحدى مع نفسى عشان أكشفك على
 

تم نسخ الرابط