للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

 


ان شقيقها لن يواجه مريم وحدها انما باقي أفراد العائله 
أنهت سماح مده إقامتها بالفندق فلم يعد لديها مهمه فقد أصبحت هي حديث الصحافه وزملائهاتعالا رنين هاتفها الذي لم يعد يصمت من الرنين فالكل لديه فضول بما صرح به سهيل 
فلا احد يصدق كيف
يترك فتيات لندن بلد إقامته وفتيات موطنه ويقع في حبها وتخفي عنهم قصه حبهم التي نشئت منذ عام 

جزت على أسنانها بقوه وهي تتذكر كل خبر قرأته متمته 
الوقح اه ياناري انا قربت اموت بغيظي 
صدح رنين هاتفها ثانيه لتنظر لرقم السيد فهيم رئيس الجريده التي تعمل بها ثم تعلقت عيناها بمن يدلف الفندق ولم يكن الا زميل لها بالجريده فتقدمت منه 
انت بتعمل ايه هنا يامعاذ
طالعها معاذ بأبتسامه واسعه 
جاي اعمل معاكي لقاء صحفي انتي وكابتن سهيل
كان الحماس ظاهر على ملامح معاذ رغبت ان تصرخ بوجهه وتخبره ان كل هذا ماهو إلا مكيده لا تعرف لها معنى الا انها وقاحة وانه مريضا نفسيا
تركها معاذ متجها نحو سهيل الذي دلف الفندق بعد تمرين ركضه الصباحي 
صافح سهيل معاذ بعدما أبلغه بهويته ونظر نحو سماح التي وقفت ترمقهم بأعين يتدفق منها اللهيب 
وتقدمت نحوهم لتسمع ما يصرح به 
لقد أتيت لهنا لاستعيدها لي وسنتزوج ونرحل معا ل لندن 
نظرت ياقوت صباحا الي وجهها في المرآه تسأل نفسها ماذا رأي بها لا ترى نفسها الا فتاه عاديه لا بها شئ يجذب دلفت زوجه ابيها لغرفتها متمتمه 
هتعملنا فيها عروسه قومي نضفي البيت خلي يلمع هما جاين يخطبوا مين مش انتي 
ألتفت نحو زوجه ابيها صامته لتجد ياسمين شقيقتها تدلف الغرفه تحمل أدوات التنظيف 
سيبي ياقوت ياماما ترتاح انا اللي هنضف ديه عروسه 
وحركت حاجبيها بتراقص واتجهت نحو ياقوت تعانقها لتضغط سناء على كفوفها حانقه وداخلها تسب ابنتها 
حاضر يامرات ابويا هنضف البيت 
كادت ان تعترض ياسمين 
هنساعد بعض يا ياسمين عشان نخلص بسرعه
ولم تتلقى من زوجه ابيها الا صفع باب الغرفه خلفها 
نظر حمزة نحو مريم القابعه فوق فراشها بعدما اخبره شريف قد افهم شقيقته انه لديه حياه مثلهم تعلقت عيناه بصغيرته واحمرار عيناها 
انا موافقه بس متجبهاش تعيش معانا هنا ارجوك 
هتفت بها مريم وهي تتحشا النظر اليه فجلس جانبها يدير وجهها نحوه 
بصيلي يامريم 
نظرت اليه وهي تترجاه بعيناها ان لا ينساها ويحرمها من حبه 
عايزك تتأكدي ان مافيش حاجه هتنسيني انك بنتي اللي ربتها هفضل ابوكي وصديقك وكل حاجه 
وقف شريف مصډوما وهو يتلقي الخبر من حارس المدرسه 
انسه مها سابت الشغل هنا يابيه 
وتعلقت عين الحارس بباقة الازهار فأبتعد عنه شريف ونظر حوله وقد انتابه القلق عليها 
وفي غرفه صغيره بدورة مياه خاصه كانت مها قابعه فوق سريرها تبكي فقد نقلتها شقيقتها لتلك الغرفه وبدأت في إعداد عش الزوجيه خاصتها 
نهضت من فوق فراشها تستكشف غرفتها الجديده فتعرقلت في البساط المفروش على ارضيه الغرفه فسقطت ارضا 
وعادت تنهض ثانيه تبحث عن زجاجه مياه حتى تروى حلقها الذي جف من العطش ظلت تدور في الغرفه دون أن تجد ضالتها 
لتسقط دموعها بقله حيله وتهتف بأسم شقيقتها 
ياماجده 
خرجت من غرفتها اخيرا فبعد ان كانت هي من لا تراه وتبحث عن وجوده انقلبت الأدوار وأصبح هو ينتظر خروجها من الغرفه ويشعر بالقلق عليها فمنذ ذلك اليوم وهي قابعه بحجرتها صامته يضع لها الطعام بجانب باب غرفتها ويمطرها بكلمات الاعتذار 
تعلقت عيناه بها فأصبحت شاحبه ذابله ولكنها كانت قويه 
هتف براحه وهو يجدها أمامه قبل أن يغادر للشركه التي يديرها 
كويس انك خرجتي بقيتي كويسه ياهناء
طالعته بجمود واشاحت عيناها بعيدا عنه
عايزه اتكلم معاك ياابن عمي 
رفع حاجبه متعجبا من لهجتها 
تمام تعالي نقعد ونتكلم 
اتجهت نحو احد المقاعد تجلس عليه فأتبعها ينتظر سماع ما
ستخبره به 
اتكلمي ياهناء سامعك 
حدقت به بكبرياء رغم ضعفها 
لازم نحط حدود لعيشتنا مع بعض 
وقبل ان يتكلم اوقفته متمتمه 
ياريت متقطعنيش هنعيش مع بعض ولاد عم وبس وبعد سنه كل واحد يشوف حياته
واردفت بعدما نظر إليها بتعمق 
للأسف كنت اتمنى اطلق منك من اللحظه ديه بس مجتمعنا عقيم ومش هيرحمني وخصوصا انك ابن عمي انفصالنا هيكون بسبب اننا مننفعش لبعض لأننا مش
هنعرف نخلف من بعض 
تعلقت عين مراد بها بقوه 
أنتي مخططه ومرتبه لكل حاجه 
ابتسمت وقد لمعت عيناها بالكره 
واعمل حسابك انا السنه ديه هشتغل فيها وهبني حياتي ومستقبلي كفايه غباء لحد كده 
تجمدت ملامحه عليها ليري امرأة اخري تطالعه بتحدي وليست هناء ابنه عمه الهائمه في حبه ونظره واحده منه ټخطفها 
صممت ناديه ان تنتقي معها فستان الزفاف وأخذتها لنفس المتجر الذي رأتها تطالع فيه الثوب كانت ناديه متحمسه لتلك الزيجه وتهتم بكل شئ يخصها بل هي من اقنعت والد ياقوت بتعجيل الزواج وأنهم لا يريدوا العروس الا بحقيبة ثيابها لا أكثر 
انتقت ياقوت نفس الثوب الذي تمنته ذلك اليوم الذي أتت فيه مع هناء تنتقي معها ثوب زفافها اشتاقت لصديقتها التي هاتفتها لمرات من رقم شقيقتها ولكن هاتفها لا يعطي الا رساله واحده انه مغلق
جلبوا كل ما يخص الثوب وخرجوا من المتجر 
لتنظر ناديه نحو سياره شقيقها مبتسمه ثم تعلقت عيناها ب ياسمين ويا ياقوت 
ياقوت حببتي
انا هاخد ياسمين نقعد في اي كافيه وانتي روحي لحمزه 
نظرت إليها ياقوت مستفهمه لتفهم عبارتها بعدما وجدت سيارته مصطفه على جانب الطريق وينتظرها
انا مقولتش لبابا مقدرش اعمل حاجه من غير اذنه 
تعلقت عين ناديه بها ثم ضحكت 
ياقوت ياحببتي حمزه بقي جوزك دلوقتي انتي ناسيه كتب الكتاب اللي اتكتب امبارح غير انكم لحد دلوقتي مقعدتوش مع بعض واتكلمتواانا عارفه كل حاجه جات بسرعه بس لازم تقربوا من بعض الشهر ده عشان تفهموا بعض اكتر وتشيلوا الخلافات اللي بينكم 
ألقت ناديه العبارات بمقصد فهى تعلم انها تتحاشا الاختلاط بشقيقها وكأنها غصبت على تلك الزيجه ولا تعلم السبب وشقيقها صامت يتقبل الامر بهدوء وكأنه يعلم السبب وراء ذلك 
عقد القران كانت فكرتها أيضا ومع دعم مهاب وسلوي وافق والدها 
واردفت وهي تدفعها برفق 
ومتقلقيش حمزه بلغ ولدك مع انه مش محتاج يعني يلا بقى ولا انتي ايه رأيك يا ياسمين 
تعلقت عين ياقوت بشقيقتها التي ابتسمت على حديث ناديه بل ووافقتها 
تمتمت داخلها حانقه 
ماشي يا ياسمين حسابك معايا في البيت 
وسارت بخطي مرتبكه نحو سيارته ليغادر السياره مقتربا منها وأماء برأسه لشقيقته وشقيقتها التي تراه كبطل من أبطال الروايات 
مال نحوها بخفه هامسا 
بتهربي مني يا ياقوت 
يتبع بأذن الله 
الفصل التاسع والعشرون
جالت عيناه نحو خلجات وجهها الخجل توترها قضم شفتاها وعيناها التي تدور هنا وهناك بعيدا عنه
أبتسم وهو يرى عيناها التي تهرب منه كلما تلاقت عيناهم خلسه
وبعدين يا ياقوت مش معقول هنفضل قاعدين كده 
طالعته بصمت ثم اشاحت وجهها بعيدا عنه ترك مقعده ثم جلس بالمقعد الذي يجاورها ووضع يده على خدها حتى يجذب انتباهها نحوه
بصيلي يا ياقوت
تنهدت بصوت مسموع وهي تتحاشا النظر اليه فأبتسم من عنادها
يابنت الناس احنا مش هنفضل كده
أراد استفزازها حتي يجعلها تخرج له كل ما يكن داخلها فترقرت الدموع في عينيها وهي تطالع نظراته التي تخترقها نفضت كفه الموضوع على خدها ونهضت تهرول من المطعم الذي اتي بها اليه وقد كان مطعما منعزلا لا يتوافد له إلا من أراد الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينه 
ياقوت استنى عندك ياقوت 
هتف بأسمها بعد أن هرول خلفها لم تلتف اليه ولم تجيب علي ندائه كانت ستخطو الطريق دون أن تنتبه للسياره القادمه ولكن يده قبضت على ذراعها ثم جذبها نحوه صارخا
أنتي مجنونه 
بكت بحرقه وآلم وۏجع كان مخزونه لسنوات بكت وهي تشعر بالبروده رغم حراره الشمس الدافئه جزء داخلها أراد الصړاخ ولكن صوتها كان يأبى الخروج اليه وهو يشعر بأرتجاف جسدها ليهمس لها
خلاص اهدي شكلك نكديه يا ياقوت وبتحبي العياط الكتير
ابتعدت عنه عندما أدركت وضعهما ورفعت كفوفها نحو وجنتاها تمسح دموعها بقوه ضحك وهو يرى فعلتها
أنتي بتعاقبي نفسك
ومد كفيه يمسح عنها دموعها فتعلقت عيناها به
انت اتجوزتني عشان ضميرك مش كده
تجمدت كفوفه على وجنتيها وهو يسمعهاعقله كان متفق معها ان زواجه منها كانت فعله الضمير
رد عليا هو انا لدرجادي الكل بيشفق عليا ياحمزه بيه
واردفت ساخره
طردتني من شركتك عشان مجرد ورق مكنش ليا ذنب صفقتك كسبتها اما انا الموظفه الغلبانه مش مهم تطرد ويجي بدالها عشره
مكسب صفقته وتجاوز الخساره لم تعلم بهم الا من ناديه اليوم حينا دار الحديث حول تلك الحاډثه
ناديه بحنكتها اخبرتها بلطافه امرأه ان تلك الحاډثه اثمرت بحبهم ولكن عن أي حب تتحدث فرغم ضعفها وقله حيلتها الا انها ابعد ان تكون ساذجه
طال تحدقه بها وابتعد عنها يزفر أنفاسه وعيناه تدور بالمكان
ومفسرتيش جوازي منك بسبب اللي عملته في مكتبي
تخضبت وجنتاها حرجا من ذكرى
ذلك اليوم وتعمق بالنظر إليها
ف ياقوت القطه الوديعه لا تعرف الي من قادها قدرها
تمتم داخله
هتتعبي معايا يا ياقوت انتي ابسط من انك تدخلي عالم واحد زي وهتف منهيا ذلك النقاش بجموده
مردتيش ليه عموما يا ياقوت جوازي منك ملهوش تفسير تقدري تقولي قدرنا كان واحد
وقفت أمامه حائره لا تفهم كلامه فبنظرها كان رجلا غامضا وفي قانونه هو رجلا أودعت عليه الحياه ظلامها
لطافته معها لم تكن الا انه أراد أن يفتح صفحه جديده معها ثم يعود إلى حصونه وقلبه الذي أغلق عليه منذ أعوام طويله
الحب في قانونه ضعفا والضعف لا مجال له في طريقه
وهو لن يجعل امرأه مالكه لقلبه تملكه بأبتسامه منها وتسقطه من لدغتها
انت ليه كده ليه محدش فاهمك انت طيب ولا شرير ظالم ولا رحيم قلبك طيب ولا معندكش قلب
ابتسامه حطت فوق شفتيه اخفاها سريعا
انا كل دول يا ياقوت واتمنى تكوني طلعتي كرهك كله عليا النهارده
ومال نحوها يلثم خدها برفق فأغمضت عيناها متمتمه
ابعد لو سامحت
ضحك وهو يبتعد الامر
انا بوستك خلاص فتحي عيونك
ومد كفه يمسح على خدها الاخر اما هي كانت لا تعلم حالها معه
توترت وارتبكت وادركت انها معه حمقاء غبيه حتى اعصارها كان اعصار هادئ ابتلعه هو بسهوله
وقف شريف يطرق علي باب الشقه متلهفا لرؤية من اشتاق اليها
تنهد وهو ينتظر ان يتلقى الاجابه ولكن لا أحد أجاب عليه
سمع خطوات على الدرج وطرقعت حذاءتعلقت عيناه بسيدة كبيره في السن تحمل بعض أكياس الخضار وتلتقط أنفاسها بصعوبه
انت عايز مين يابني 
تنحنح شريف حرجا وابتعد عن باب الشقه مقتربا منها يسألها 
مدام ماجده 
طالعته المرأه تفحصه ثم تمتمت تلوي شفتيها ممتعضه 
خرجت هي وجوزها 
تركته المرأه لتصعد نحو شقتها ليسرع خلفها 
ياحجه ممكن لحظه 
ابتسمت بعد أن دعاها بهذا الاسم 
يسمع منك
ربنا يابني 
ابتسم شريف وهو يرى مثالا لأمرأه بسيطه 
هتيجي امتى طيب 
تنهدت المرأة وهي تنظر نحو باب الشقه 
والله يابني انا ست في حالي ماليش دخل بالجيران ولا بسأل رايح فين ولا جاي منين الواحد برضوه بيفهم ولا ايه 
ضحك على لطافتها فتمتمت 
مش تشيل عني ولا
 

 

تم نسخ الرابط