بقلم اية محمد
المحتويات
أم حزنا لأنها بنظرها لا تستحق فستان ولا زفاف هكذا ولا تستحقه هو ولكنها تحاول تصديق حبه المخلص لها أفاقت من شرودها على صوت تسنيم التي قالت بإبتسامتها الساحرة
_قمورة يا رؤى الميكب رقيق وتحفة.
منحتها إبتسامة مشرقة ثم قالت
_وإنتي كمان جميلة أوي يا حبيبتي.
إكتفت برسم ابتسامة صغيرة فإنتبهوا سويا لدقات باب الغرفة المزعجة ففتحت حور الباب نصف فتحة حرصا على عدم رؤية العروس في تلك اللحظة فوجدت ماسة تقف من أمامها ففتحت الباب وهي تشير لها بضحكة مشرقة
ولجت للداخل سريعا فوزعت نظراتها بينهما بتفحص ثم قالت بحزن
_أنا عايزة ألبس وأحط مكياج زيهم.
تعالت ضحكاتهن سويا فإقتربت منهاتالين لتضمها إليها ثم قالت في حنان
_بس كده أنا هلبسك أحلى فستان وهعملك مكيب محصلش.
وبالفعل أسرعت لحقائبها ثم إختارت لها فستان من اللون الأبيض ضيق من الصدر ويتسع من الأسفل بسيط لا يحمل الكثير من التفاصيل فعاونتها على ارتدائه ثم جعلتها تجلس على المقعد القريب منها لتزينها بحرفية ثم تركت خصلات شعرها البني تنسدل من خلفها في حرية تعلقت نظراتهن بها بإعجاب شديد فماسة تمتلك جمالا مميزا من يرأها يتعلق بها من شدة جمالها وخاصة بالحالة التي زادتها براءة وطفولية تركت مقعدها وأسرعت لتقف أمام المرآة فصفقت بيدها وهي تردد بفرحة
ردت عليها تسنيم بحب
_وأحلى عروسة في الدنيا كلها ما تنزلي تقعدي مكانا وتبقي كسبتي فينا ثواب يا ماستي.
ضحكت وهي تشير إليها بمرح
_لا أنا هقعد جنب يحيى هروح أوريله الفستان الجميل ده.
وركضت لتخرج من الغرفة فأسرعت حور خلفها ثم جذبت يدها برفق لتشدد عليها
أومأت برأسها وهي تردد بتذكر
_ماشي مش هجري تاني..
مسدت على ظهرها بإبتسامة هادئة
_برافو يا ماسة..
غادرت من أمام أعينهم فقالت رؤى بحزن
_طب ولحد أمته هتفضلوا مخبين عليها حكاية الحمل دي بكره بطنها هتكبر وهتبتدي تسأل!
_مش عارفة والله يا رؤى بس يحيى أكيد هيتصرف ومش هيسكت.
إنتهت تالين من إرتداء ملابسها ثم قالت
_ها
يا بنات أيه رأيكم
قالت رؤى بمرح
_نص نص... مش بطال يعني بالمصري.
جحظت عينيها وهي تتطلع لنفسها بالمرآة پصدمة
_كل ده ونص نص انتي هبلة صح...
واستدارت تجاه تسنيم ثم سألتها بإهتمام
قالت من وسط ضحكاتها
_قمر اللهم بارك.. سيبك من البت دي.
ابتسمت حور ثم قالت بخبث
_بلاش تحبطيها يا بنتي خطيبها لازم يشوفها في أحسن حال ولا ايه!
أحمرت وجنتها خجلا فرددت بإرتباك
_لسه مبقاش خطيبي على فكرة وبعدين أنا بهتم بنفسي مش عشانه عشاني..
_لا مصدقين..
حاولت تالين التهرب منهن فقالت بإستغراب
_أمال فين روجينا مختفية من الصبح
بغرفة روجينا..
خرجت من حمام غرفتها تحاول الإستناد على أي شيء يقابلها فالدوار بهاجمها بعدما انتهت من التقيؤ للمرة الثالثة فجلست على الفراش تجفف فمها ثم جذبت هاتفها لتطلبه للمرة الرابعة فما أن أجابها حتى قالت بلهفة
_ أيان أنت فين بحاول اوصلك من الصبح مش بترد عليا ليه!
أتاها رده الغير مهتم بمعرفة ما بها
_قولتلك أنا مشغول اليومين دول ومش كل شوية هبررلك!
أسرعت بالحديث قبل أن يغلق الهاتف مثلما يفعل دوما
_ أيان أنا حامل وانت لازم تتصرف قبل ما أبويا أو حد من أهلي يعرفوا بالکاړثة دي.
لم يأتيها ردا منه ولكنها مازالت تستمع لصوت نفسه الذي يوضح لها سماعه لها فعادت لتخبره پبكاء
_أرجوك متتخلاش عني أنت عارف كويس أنا مين وبنت مين مركز بابا حساس يا أيان لازم نتصرف بسرعة وآآ..
انقطع حديثها في صدمة حينما أغلق الهاتف دق قلبها بصعوبة وكأنها تختنق رويدا رويدا فحاولت أن تهدأ من روعها وتصدق بالإجبار بأنه عيب في الشبكة لا أكثر من ذلك فعادت لطلبه من جديد ولكنها تفاجآت بهاتفه مغلق!
أغلق الهاتف ثم فككه ليخرج منه الشريحة ومن ثم كسرها بيديه ليلقيها بسلة المهملات ليرتخي بجسده على مقعده الأسود وهو يدور به بإبتسامة ارتسمت بها معاني الشړ جميعا لتجعله يهاب هذا العقل المخيف طاف بالمقعد وهو يشعر بسلام نفسي رهيب فقال بصوت هامس
_اللعب بدأ وعلى
تقيل يا فهد..
بغرفة يحيى
إنتهى أخيرا من إرتداء الجلباب الرمادي ثم وضع العمامة التي صنعها إليه والده خصيصا لعدم تمكنه من صنعها فوضعها على رأسه بحرص من أن لا تتفكك من جديد ثم نثر البرفنيوم الخاص به ليلقي نظرة متفحصة على نفسه قبل أن يتجه ليغادر غرفته فما أن فتح باب غرفته حتى وجد أميرة هاربة من رواية خيالية تسحره بما إمتلكته من شباك لتوقع به وهو لم يحتملربما لانه من الأساس يذوب عشقا بها تصنم يحيى محله وهو يرأها تقف من أمامه بفستان أبيض ساحر تلتف به من حوله بإبتسامة سلبت ما به من عقل ظلت تدور وتدور وهي شاردا محله حتى إصطدمت به فعاونه إرتداد جسده على العودة لواقعه فإستمع لسؤالها المتكرر
_أيه رأيك بالفستان يا يحيى
منحها إبتسامة عاشقة قبل أن يمدح بطالتها الساحرة
_جميل يا روح قلبيحيى.
ثم رفع ذقنها للاعلى ليستند بجيبنه على جبينها وهو يستطرد بهمس
_والأجمل الضحكة الجميلة اللي هتوقف قلبيحيى دي..
ضحكت بصوت مسموع ثم جذب يديه لتشير له بالخروج
_طب يلا ننزل الفرح بقا.
إتبعها للخارج وهو يحاول إمسكها حتى لا تتعثر لحقته للأسفل حتى مادت بالخروج من خلفه فأشار لها بهدوء
_لا يا حبيبتي مينفعش تيجي معايا.
ذمت شفتيها بضيق
_ليه
قال والابتسامة مازالت ترسم على محياه
_عشان أنتي بنوتة مينفعش تقعدي غير مع البنات وأنا هقعد في قعدة رجالة فهمتي
أومأت برأسها بعدة مرات فجذبها يحيى بعيدا عن الدرج الخارجي خوفا من أن يدفعها هذا الازدحام فتتأذى إشتعلت نظرات ڠضبا من نظرات النساء التي كادت بإلتهامه كلا منهن كانت تبرز مفاتنها للفوز بإعجابه فتظن كلا منهن بأنها لديها فرصة ذهبية بتعب زوجته الموصوف ببلدته بالجنون إحتدت نظراته تجاهن ثم أشار بيديه لوالدته التي أسرعت إليه فدفع ماسة برفق تجاهها وهو يشدد على كلماته
_خلي بالك منها يا ماما عشان خاطري متخلاهاش تروح كده ولا كده.
تفهمت نواره خوفه فربتت على كتفيه الصلب وهي تخبره
_ما تخافش يا ولدي أني مش هسبها لحد ما ترجع.
منحها ابتسامة صافية ثم خرج لينضم لصفوف الرجال بالخارج.
بغرفة روجينا.
مجرد التفكير بالأمر جعل رئتيها تتثاقل وكأنها لا تشعر بالهواء يصل إليها دموعها أفسدت مكياجها كحال قلبها المفطور فبات كل ما يشغلها في تلك اللحظة السفر للقاهرة في أسرع وقت حتى تواجهه لعل هناك سوء تفاهم من أعماقها تتمنى ذلك وما أن استمعت لطرقات باب الغرفة حتى أزاحت دمعاتها سريعا فحمدت الله حينما وجدت حور من تطرق بابها فقالت الاخيرة بإستغراب
_فينك يا بنتي الناس بتسأل عليكي!
نهضت روجينا عن الفراش ثم أسرعت إليها قائلة بلهفة
_حور كويس إنك طلعتي أنا عايزاكي ضروري..
انقبض قلبها وخاصة حينما لمحت الدموع في عينيها فقالت بقلق
_في ايه قلقتيني!
فركت يدها بإرتباك قبل ان تتحدث
_أنا لازم أسافر القاهرة بكره الصبح وإنتي هتساعديني في ده هتقوليلهم اني عليا امتحانات او اي حاجة.
ضيقت عينيها پصدمة
_إمتحان أيه ده اللي في السنة الدراسية
وانتي عايزة تسافري ليه وبكره صبحية أخوكي!
كانت في وضع لا تحسد عليه ولكن كان عليها أن تثق بها وخاصة بأنها تعلم بأمر زواجها فقالت بعد حيرة
_حور آآ... أنا... حامل.
لطمت على وجهها في صدمة
_أيه... يا نهارك أسود.. أنتي عارفة حجم المصېبة اللي إنتي فيه!!
أسرعت اليها لتشير بړعب
_وطي صوتك حد يسمعنا هتبقى کاړثة.
قالت پغضب
_الكوارث جاية كلها بعدين يا روجينا وأولها لما يتكشف جوازك العرفي والتانية لما يتعرف مين جوزك والتالتة اللي في بطنك ده!
إنهمر الدمع على وجنتها فتشبثت بيدها وهي
تردد بتوسل
_ساعديني عشان خاطري يا حور انا لازم انزل القاهرة الصبح قبل ما حد يأخد باله من حاجة لازم أقابل أيان واتكلم معاه بسرعة.
وضعت إصبعها في يدها بتوتر ثم قالت
_خلاص حاضر هقول لمامتك إن نور أخت صاحبتي كلمتني وقالتلي لازم تسافري بكره ضروري عشان في إختبار شهري وخلاص.
منحتها ابتسامة باهتة ثم قالت
_شكرا بجد يا حور على كل اللي بتعمليه عشاني..
طوفتها بيدها ثم قالت بحزن
_أنا خاېفة عليكي يا روجينا انتي ماشية في طريق كله ڼار وبتدعي انك متتحرقيش وده صعب يحصل..
ثم أشارت لها
_يلا ننزل لحد. ياخد باله من حاجة.
أومأت برأسها بخفة ثم وضعت الحجاب على رأسها وتبعتها للأسفل.
وقف كلا من بدر وآسرخارج الغرفة يترقب كلا منهما لحظة خروج الكبير بعروس كلا منهما وبالفعل ما هي الا دقائق مبسطة حتى خرج يمسك بكلا منهن.
استوقفه الزمن بتلك اللحظة وكأنه يسجل لحظات خالدة بين لقائهم كانت بالنسبة إليه كالفتنة التي يهاب أحدا الوقوع بها ود لو أصبحت القاعة فارغة من حوله ولم يبقى سواهما فإقترب آسر ليقف أمامها بجلبابه الأبيض وعمته البيضاء التي زادت من رجولته
ووسامته كانت تسنيم تختطف النظرات الخاطفة إليه من خلف طرحة فستانها الشفافة فسلمه أبيه يدها فما أن شعر بدفئها بين يديه حتى وضع أصابعه الخشنة عليها بتملك فإقترب ليضع قبلة خاطفة على جبينها وهو يهمس بصوت لفح بشرتها البيضاء
_خايف عليكي من نظراتي فمش عارف هستحمل نظرات الناس ليكي ازاي!
منحته إبتسامة مرتبكة ثم لحقت به للأسفل أما بدر ففور رؤياه لرؤى حتى أسرع إليها ليشير لعمه بمرح
_مراتي ومن حقي أشيلها ولا أيه يا كبير!
منحه فهد نظرة شملت معاني التحذير ثم اتبعها قوله الصارم
_في جناحك إعمل ما بدالك يا ابن سليم.
أشار له پخوف وسط ضحكات الفتيات فإستأذنه قائلا
_طب أسلم ولا دي فيها مشكلة.
ضحك حتى أطلت جزء من رجولته فأشار إليه
_سلم وخلصني.
فور سماعه إذنه الصريح حتى إحتضنها بقوة جعلت فهد يجذبه عنها بحافة عصاه التي شبكت بجلبابه ليجد نفسه يقابل نظراته الشرسة ليتبعها قوله المحذر
_خد عروستك نزلها تحت مع الحريم ودقايق وتحصلني برة سامع
أومأ برأسه عدة مرات ثم أسرع ليلحق بآسر المتزن عقليا بوجود الكبير..
حرص كلا منهما على معاونة العروس للصعود على المنصة التي صنعت بباحة الثرايا الداخلية الخاصة بالنساء ثم انسحبوا للخارج على الفور تطبيقا لأصولهم فإلتفت الفتيات حول العروس ليجذبهن ليتشاركن الرقصات النسائية فيما بينهما فتمسكتتالين يد أختها وروجينا يد تسنيم كانت ترقص بها بدلال وفرحة زائفة تخفي من وراءها حزنها لحرمانها من إرتداء فستان أبيض كحلم بسيط لأي فتاة والأصعب ما ستخوضه من هلاك قادم وخاصة بتأكيد حملها.
خرجأحمد من غرفته يبحث عن والدته أو حتى زوجة من زوجات أعمامه ولكنه على ما يبدو بأنه متأخرا للغاية فالجميع بالأسفل كاد بالعودة لغرفته ولكنه تفاجئ بحور تخرج من غرفتها وهي تعدل من ححابها فما أن رأته حتى دنت منه وهي تردد باستغراب
_أحمد أنت لسه هنا! دول كلهم تحت من بدري.
سحر بفستانها
متابعة القراءة