قصة كاملة بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


مهما عملت فيا...مش هيكون أقسى 
ملي إنت عملتيه إمشي يا إنجي...إمشي و مرجعيش
هنا ثاني و لو على صالح هو الحمد لله بقى 
كويس و من بكرة هيبدأ جلسات عند دكتور 
نفسي . 
إعترافه بأنه مازال يحبها لم
يزدها سوى 
إصرارا على إسترجاع ما خسرته في لحظة
غرور و طيش...أخذت تتنفس الهواء بصوت
عال عدة مرات حتى تتخلص من غصة 

حلقها قبل أن تحرك رأسها بالايجاب و تغادر 
تاركة هشام ينظر في أثرها حتى أغلقت الباب 
وراءها.... 
ضړب سطح المكتب بقوة حتى تناثرت بعض
الأقلام فوقه و هو يلعن و يشتم نفسه على زلة
لسانه و إعترافه أمامها أنه مازال يعشقها كالاول 
رغم كل ما فعلته به . 
طرق باب المكتب مرة أخرى ليرفع هشام رأسه
بلهفة ظنا منه أنها إنجي قد عادت مرة أخرى 
لكن أمله خاب عندما ظهرت وفاء من وراء 
الباب...أشار لها أن تدخل ثم إتخذ مقعده 
وراء مكتبه متظاهرا بالانغماس في العمل... 
نفخ بضيق و هو يتذكر كلمات إنجي عندما 
أخبرته ان لا يتسرع في خطبته منها 
لأنه عاجلا أم آجلا سوف يندم و هاهو بالفعل 
حصل ما توقعته... فكلما رآها أمامه يتأكد 
انه بالفعل قد أخطأ و يجب عليه إصلاح خطأه 
و تداركه.... سوف يعوضها بأي شيئ تطلبه 
مقابل أن توافق على الانفصال بهدوء..... 
إقتربت منه كعادتها لتقبله من خده رغم أنه 
ر و هي تلاحظ ضيقه و رغم 
أنها تعلم السبب جيدا فهي رأت إنجي 
من بعيد عندما كانت تخرج من باب مكتبه 
لكنها تعمدت عدم التحدث إليها أو إظهار 
نفسها حتى لا تراها ثم قالت 
مالك يا حبيبي في حاجة مضايقاك 
نفى برأسه و هو يخرج أحد أقراص الصداع 
من درج مكتبه لتسارع هي و تحضر له 
زجاجة ماء من الثلاجة و وضعتها أمامه... 
فتح هشام القارورة ثم إلتفت حوله يبحث
عن كوب ماء لكنه لم يجد حتى إستوقفته وفاء
و هي تشير على أحد الاكواب فوق طاولة 
بعيدة 
إستنى أنا هجيبهولك... باين عليك تعبان 
أوي طبعا ما إنت مش بتسمع الكلام و رافض
ترتاحلك يومين في البيت تسترجع فيهم صحتك... 
إنت من يوم ما إبن عمك داه دخل على المستشفى 
هنا و إنت مش بتنام... 
تناولت الكوب بيدها التي كانت تحمل بداخلها 
زجاجة صغيرة جدا كانت تحتفظ بها في
جيبها مفتوحة حتى لا تتعطل في فتحها 
سكبت محتوياتها في الكأس و التي كانت 
عبارة عن مزيج من عدة أدوية قامت بتحضيرها 
مسبقا ثم رمتها من جديد في جيبها 
و عادت إليه واضعة الكوب على المكتب... 
رمقته بابتسامة مزيفة و هي تأخذ زجاجة 
الماء من يده و سكبت بعضا منها في الكأس 
ثم قربته منه قائلة 
أنا هسيبك عشان ترتاح...هرجعلك المساء 
تكون هديت شوية . 
تناول هشام قرص

المسكن و تجرع محتوى
الكأس دفعة واحدة ثم أعاد رأسه إلى الوراء 
و هو يشير لوفاء ان تنتظر... 
جلست وفاء تترقبه بتسلية منتظرة بفارغ 
الصبر مفعول الدواء ثم أخرجت هاتفها 
و عبثت بازراره قليلا مدعية الملل... 
تحدث هشام بعد صمت طويل قائلا 
إنت كنتي بتشتغلي في مستشفى القدر 
التابع لمصطفى السباعي أسماء وهمية 
رفعت وفاء حاجبيها و هي تخفي إرتباكها 
من سؤاله الفجئ قبل أن تجيبه نافية 
مستشفى القدر... أول مرة أسمع عنها لا أنا كنت
في مستشفى النور إنت شفت الملف بتاعي.... 
تحدث هشام بتوضيح ..مستشفى القدر اللي تقفل من سنتين 
عشان جرايم سړقة الأعضاء اللي كانت بتحصل... 
وفاء بنفي..لا مسمعتش عنه... 
أومأ لها هشام دون أن يتحدث بسبب شعوره 
بشيئ غريب يحصل له...رفع يده ليتحسس حرارة 
جبينه و هو يجاهد حتى يأخذ أنفاسه ... صداع 
شديد يكاد يفتك برأسه و سخونة فجئية إجتاحت 
كامل جسده... 
وقف من مكانه محاولا الاستناد على المكتب 
و هو ېصرخ فجأة 
إطلعي برا...دلولتي حالا . 
إدعت وفاء اللهفة عليه لتسرع نحوه 
متلمسة جبينه الذي كان يقطر عرقا 
و هي تشهق پعنف 
إنت سخن اوي..تعالى معايا أنا. 
لم يدعها تكمل جملتها ليدفعها عنه و ېصرخ 
في وجهها پجنون 
قلتلك اطلعي برا إنت مبتفهميش . 
تأوه بشدة من ألم رأسه و مازاد من عڈابه أكثر 
هو إلتصاق وفاء به كالعلقة رافضة الخروج 
و تركه...فتح عينيه على مصراعيهما و هو يحاول 
بما تبقى لديه من وعي إيجاد هاتفه لكنه لم 
يستطع بسبب رؤيته التي أصبحت ضبابية... 
طفق يرمي بكل ما يعترض طريقه من على
سطح الكتب و هو لا يزال يتتحسس كل 
غرض أمامه حتى وجد هاتفه أخيرا... 
نظر نحو وفاء التي سقطت على الأرض 
و هي تحاول النهوض من جديد بعد أن 
إكتشفت أنه وجد هاتفه فهي لا تريده أن 
يتصل بأي شخص قبل أن تنهي خطتها... 
إندفعت نحوه من جديد حتى تاخذ منه 
الهاتف لكنها لم تستطع فهشام كان قد فقد 
السيطرة على نفسه بسبب المنشط الذي 
يحتويه ذلك الدواء 
كان في حالة يرثى لها
جسده بأكمله يرتعش
و عيناه محمرتان و الشعيرات الدموية تظهر 
من خلال بياضهما بوضوح...بحث بين الاسماء
التي كانت تملأ هاتفه الخلوي عن إسم صديقه
زياد الذي يعمل لديه في المشفى فهو أكثر 
شخص يثق فيه و طلب منه إحضار حارسين
من الامن و بعض المحاليل الطبية المناسبة
لحالته... 
في الخارج كانت وفاء تكاد تفقد عقلها بسبب 
خروج الأمور عن سيطرتها... كانت لا تزال تطرق
الباب پعنف و تنادي هشام حتى جاء صابر الممرض 
الذي أحضر لها الأدوية الذي همس لها بصوت 
منخفض و هو يمسك بيديها محاولا تهدأتها 
إنت بتعملي إيه يا دكتورة وفاء...عاوزة المستشفى 
كلها تتلم هنا و يشوفوا اللي بيحصل . 
دفعته وفاء عنها و هي تضربه بغل و تصرخ في وجهه بحدة..إنت تأخرت ليه يا حيوان مش 
قلتلك تجهز نفسك و اول ما أبعثلك رسالة 
تييجي على طول أنا الغلطانة اللي إعتمدت 
على غبي زيك... يلا إكسر الباب انا لازم ادخل 
جوا قبل ما ييجي حد و يبوز كل اللي انا عملته. 
بدأ صابر بضړب الباب بكتفه لكنه يئس بعد ثلاث دفعات فاللوح كان متينا و آلم كتفه ليتذمر قائلا 
ما أنا قلتلك يا دكتورة نزود نسبة المخدر 
عشان تقدري تسيطري عليه إنت اللي رفضتي. 
ڼهرته وفاء و هي تتحسس الأوراق التي كانت تحتفظ بها تحت معطفها قائلة پغضب 
إنت تخرس خالص مش عاوزة أسمع 
صوتك عارف لو خطتي فشلت انا هدفعك الثمن. 
أجفل صابر من نبرتها المھددة و شعر بالخۏف 
الشديد منها فهذه المرأة التي أمامه لا تمزح أبدا و هو رأى بعينه ماهي قادرة على فعله ليبدأ من جديد بدفع الباب محاولا تكسيره دون فائدة... 
وراءهما كان الدكتور زياد يسير على عجل و هو 
يحث رجال الأمن على الركض وراءه حتى 
وصل نحو مكتب هشام ليتفاجئ بوجود وفاء
و صابر... 
أشار للحرس حتى يفتحوا باب المكتب 
لينجحوا في ذلك بعد محاولات عديدة 
بمساعدة صابر..ثم دلف للداخل بعد أن
منع وفاء من الدخول و إكتفى بأصطحاب 
القاردز.... 
ضغطت وفاء على أسنانها و هي تتوعد له 
غاضبة ثم دفعت صابر من أمامها پعنف و إتجهت 
نحو مكتبها...جن چنونها بعد أن فشلت 
خطتها التي خططت لها جيدا طوال الايام 
الماضية حتى تتخلص من إنجي و تحصل على 
المستشفى في آن واحد....
فخطتها كانت وضع نسبة معينة من احد 
في كوب المياه الخاص به حتى تجعله 
يفقد عقله و يوقع على الأوراق التي كانت 
تحملها دون وعي منه ثم إستدراجه حتى 
أن هشام سوف يطردها من الغرفة سريعا 
بذلك الشكل... كانت على حافة الجنون 
في تلك اللحظة حتى أن عقلها توقف عن 
التفكير و لم تجد أي حل سوى الاتصال 
بشريكها.... 
في مكتب هشام.... 
دلف زياد مع رجلي الأمن و هو يحمل حقيبته 
الطبية..لم يستغرب عندما وجد هشام يخرج
من الحمام المتصل بالمكتب و هو مبلل 
بالمياه من رأسه حتى أخمص قدميه...
أشار لأحد الحراس ان يسنده لكن ما إن 
شعر به هشام يلمسه حتى دفعه عنه و هو 
يلهث بقوة و ېصرخ 
محدش يقرب مني...قلهم يا زياد... 
أجابه زياد و هو يراقب حالته التي 
لحسن الحظ مازلت تحت السيطرة 
طب أقعد عشان أكشف عليك .... 
صړخ هشام في وجهه بينما كان جسده 
يرتعش بوضوح..هتكشف على إيه... كل 
الأعراض باينة أهي . 
زياد بهدوء..طب أقعد عشان أديك الحقنة 
و أعلقلك المحلول... 
جلس هشام على مضض و هو يقبض على 
يديه پعنف ثم همس لزياد بصوت خاڤت 
زياد أرجوك متسبنيش في حد عاوز يلبسني 
مصېبة خذني على شقتك و إقفل عليا...و لو 
مقدرتش إتصل بسيف إبن عمي و هو هيتصرف 
بس إوعى تخليني أذي حد... 
أومأ له زياد و هو يطمئنه..متقلقش مش 
هيحصلك حاجة الحمد لله إنك إكتشفت 
اللي حصلك بدري لو كنت استنيت نص ساعة 
كمان كنت فقدت السيطرة على نفسك و على تصرفاتك الحقنة دي هتدي مفعول عكس المخدر و ...
صاح هشام بنفاذ صبر مقاطعا كلام زياد فكل ماقاله 
يعلمه لكونه هو أيضا طبيب 
طب و الزفت الثاني.... 
لملم زياد أدواته بعد أن إنتهى من حقنه و تركيب 
المحلول له مضيفا..بالنسبة للمنشط فدا... 
شتمه هشام بصوت عال مقاطعا إياه من جديد 
إنت مش لوحدك يا حيوان.... 
إلتفت زياد نحو الحارسين اللذين كلنا يراقبان 
ما يحصل بذهول ثم قال 
إطلعوا برا..و إوعوا تخلوا حد يدخل هنا مفهوم . 
الحارسين بصوت واحد..حاضر يا دكتور... 
تابع زياد خروج الحارسين و ما إن إختفيا حتى 
عاد ليتفقد هشام الذي كان جسده ينتفض من 
شدة الحرارة بينما يخفي وجهه تحت وسادة 
و يضغط عليها بكل قوته...تأسف لأجله كثيرا 
و رغم ذلك لم يستطع أن يمرر الأمر دون أن 
يمازحه 
أما بالنسبة للمنشط فحكايته سهلة خالص 
و إنت عارف بقى.... 
صاح هشام بصوت مكتوم و هو يلعنه 
غور ياظ...إطلع برا مش عاوز أشوف خلقتك . 
زياد برفض..مش هسيبك انا هفضل أحرسك 
هنا... مفعول المنشط مش هيختفي قبل ستاشر 
ساعة يعني مخبيش عليك حالتك صعبة جدا 
يا صاحبي. 
ضغط هشام على الوسادة بقوة و هو يشتمه 
حيوان...إطلع برا . 
زياد بتسلية..يا عم إسمع مني و خذها من 
قصيرها ساعة زمن في أوتيل مع مزة حلوة 
و هترجع زي الفل . 
تجاهله هشام حتى بعض الوقت الذي 
إنتهى فيه مفعول المخدر داخل جسده 
لينزع هشام الإبرة المغروسة في عرق يده 
البارز پعنف...أثم أسرع نحو الحمام ليبلل نفسه 
بالماء البارد عله يخفف عنه قليلا.... الفصل الرابع و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار 
خرج فريد من القسم متجها نحو سيارته
حتى يعود للقصر بعد يوم عمل شاق 
تفاجأ بوجود سيدة ترتدي ملابس سوداء
ووشاحا على رأسها و تضع على عينيها
نظارات و تقف حذو سيارته تنتظره....
نزعت السيدة النظارات ما إن إقترب
منها ليتعرف عليها على الفور كانت
ميرفت والدة يارا لكن ما جعله يصدم
هو أن شكلها كان مختلفا للغاية وجهها خال
من مساحيق التجميل تماما ليظهر التجاعيد و الهالات السوداء التي تحيط بعينيها...
حيته ميرفت بصوت خاڤت ثم سألته
بعيون آملة 
مفيش أي أخبار جديدة عن بنتي .
شعر فريد بالأسف عليها فهي تقريبا تهاتفه
يوميا و تسأله نفس السؤال حتى قررت المجيئ
بنفسها رغم مظاهر التعب التي كانت تبدو عليها
حرك رأسه بالرفض قبل أن يجيبها 
للأسف لسه مفيش أي جديد بس إن شاء الله
هتلاقيها قريب.
نظرت نحوه ميرفت بحزن و هي تحاول أن لاتبكي
أمامها لتسأله مجددا 
طب حتى قلي هي هربت إزاي و إيه اللي خلاها
تعمل كده أنا إتصلت بصالح كذا مرة بس مش
بيرد عليا.
فريد..صالح في المستشفى حصله إنهيار عصبي 
بعد إختفاء مراته ...كلنا لسه مش فاهمين إيه اللي حصل بس إن شاء الله هنلاقيها قريب و هي هتحكيلك بنفسها.
ميرفت برجاء..يارب...ارجوك يا فريد إعمل اي
 

تم نسخ الرابط