وبقي منها حطام انثى بقلم منال سالم وياسمين عادل
المحتويات
التي عزفت على أوتار قلبها لتؤكد لها أنه مازال معها وإن كان يفصل بينهما عشرات الجدران
فقط ذكرى تلك الزهرة وما ها من لحظات غالية هي أثمن ما بقي معها وامتزجت بشوق مع ألحانه
الشجية
مسحت بأناملها العبرات العالقة بأهدابها وتنهدت قائلة بيأس
أكيد هنشوف بعض قريب !
دفعها عمرو من كتفها للخلف وهو ينهرها بصوت جاف
رمقته بنظرات معترضة وهتفت بإحتجاج
مش وحشاني عاوزة أفضل جمبها !
أردف رحيم قائلا بصوت هاديء
بعدين يا إيثار روحي جهزي لأمك لقمة تاكلها
ردت عليه تحية بصوت مرهق وهي تشير بكفها
مش وقته يا حاج أنا هريح شوية
هتفت إيثار بنبرة متحمسة
نورتي البيت يا ست الكل والله مكنش ليه حس من غيرك وآآآ
لازم أشخط فيكي عشان تسمعي الكلام وسعي وسيبي أمك ترتاح !
نظرت له بغيظ وهتفت معاتبة
يا عمرو دي ماما مش كفاية مشوفتهاش الأيام اللي فاتت ومخرجتش خالص من البيت ومرضتش أتكلم
رد عليها بصوت منفعل
وانتي عاوزة تخرجي تعملي ايه بعد اللي هببتيه
هتفت بإستغراب وهي مضيقة لعينيها
قاطعها بنبرة جادة للغاية وهو متجهم الوجه
انتي مش هاتروحي إلا ورجلي على رجلك وأنا جبت جدولك خلاص وهاوصلك وأوديكي !
إتسعت حدقتيها في إندهاش عجيب وإنفرجت يها لتردد پصدمة
هاه انت إنت بتقول ايه
رد عليها بإقتضاب صارم
ده اللي عندي !
إلتفتت إيثار برأسها نحو أبيها وأشارت بذراعها وهي تقول بنفس النبرة المصډومة
أجابها ببرود وهو يحدجها بنظرات قاسېة
ده الصح ولو هو مش فاضي أنا موجود يا إما تفضلي هنا في البيت لحد الامتحانات !
أدركت إيثار أن كلا من أبيها وأخيها حسما أمرها والنقاش معهما بات مستحيلا لذا هتفت بصوت يائس وتعابير وجهها مليئة بالإحباط
خلاص اللي تشوفوه !
لازم مالك غرفته وظل قابعا بها لفترات طويلة وشاردا وسط ألحانه الحزينة
عليه هو معرفتها لسبب ذلك الضيق الذي يعتريه
فقد انت لحظات التواصل المميزة مع ابنة الجيران وأيضا مراقبته إياه جالسا بالشرفة لساعات ومحدقا بالأعلى فتأكدت ظنونها بوجود خطب ما بينهما
لذا هداها تفكيرها أن ترسل إليه زوجها ليتحدث معه لعله يفيض إليه بما يحبسه في ه خاصة وأنه يرفض الحديث معها فتوسلت إليه قائلة
أجابها ابراهيم بصوت رخيم
يمكن تعب المذاكرة وآآ
قاطعته لنبرة متوجسة وهي تهز رأسها معترضة
لأ الموضوع مش مذاكرة دي حاجة تانية أنا قلبي مايكدبش عليا
تنهد مطولا وتابع بإستسلام
طيب أنا هاقوم
أشوفه
ابتسمت له إبتسامة باهتة وهي تردد
ربنا يباركلك يا رب ويهديك يا مالك ويريح بالك !
طرق ابراهيم الباب على مالك ليستأذنه أن يلج للداخل فترك الأخير آلة الكمان ورمق زوج عمته بنظرات حزينة وهو يترك الشرفة
جلس ابراهيم على طرف ال وانضم إليه مالك
ظل الصمت سائدا لعدة دقائق أن يه زوج عمته متسائلا بحنو أبوي
ايه اللي تاعبك يا بني
رد عليه مالك بفتور
مافيش
سأله ابراهيم مستفهما
إزاي مافيش ده الكل هنا حاسس بيك وآآ
اقتضب مالك في حديثه قائلا بإرهاق
صدقني مافيش !
وكيف يخبره بذلك الحزن الدفين الذي بات رفيقه بعد أن حرم من رؤية من أضاءت حياته
فلا يمر عليه يوما إلا وبحث عنها بقلبه عينيه بين جموع الطلبة في الحرم الجامعي ولا أثر لها فيزيد آلمه ويعود يائسا إلى غرفته ثم يمكث بالشرفة معلقا أنظاره بشرفتها لعلها تخرج إليه فتستها عينيه بحنين معاتب لتعذيبها إياه واشتياق جلي لحضورها الآسر
ربت ابراهيم على ظهره وشجعه قائلا
طيب انا عاوزك تركز الأيام الجاية في امتحاناتك وبعدها ربك هيعدلها وهينصلح الحال
ابتسم له مالك ابتسامة باهتة وأجابه بإيجاز
إن شاء الله !
أحضر محسن طعاما جاهزا وأسنده على مكتبه وهتف متحمسا وهو يفتح العلب المغلقة
قوم مد ايدك يا عمورة حاجة أخر حلاوة !
رد عليه عمرو بفتور وهو يرص الملفات بعضها البعض
ماليش نفس !
أصر محسن قائلا
لالالا مش هاسيبك النهاردة ده أنا عازمك يا سيدي
هز عمرو رأسه معترضا وهو يكمل بنبرة محبطة
متشكر يا محسن والله ما عاوز حاجة
ضيق محسن عينيه ونظر له متفحصا وجهه وسأله مستفهما
الله ! انت مالك بالظبط بقالك فترة أخد جمب ومش زي تملي !
رد عليه بإقتضاب
عادي
وقف محسن قبالته ورمقه بنظرات دقيقة وهو يستأنف حديثه
لا مش عادي خالص ده انا صاحبك ولا تكونش مكسوف مني
لوى عمرو ه وهو يجيبه بجمود
ماتقلقش كله بيعدي
انحنى محسن عليه وسأله هامسا
وهو ي مؤخرة رأسه
انت عاوز فلوس مزنوق في قرشين أنا رقبتي سدادة وآآآ
قاطعه عمرو بجدية
مستورة والحمدلله
سألها بفضول أشد وهو يحدجه بنظرات غامضة
اومال في ايه بس
زفر عمرو بصوت مسموع مرددا
الحاجة تعبانة شوية
اعتدل محسن في وقفته وضاقت عينيه بلؤم وهو يهتف بعتاب زائف
تعبانة !!! ألف سلامة عليها ومتقوليش ! عيب عليك يا راجل
التوى فمه مجيبا إياه بإمتعاض
يعني أهو الواحد كان ملبوخ معاها !
سأله محسن بإهتمام
طب هي عاملة ايه الوقتي وديتوها للدكتور أنا أعرف واحد شاطر أوي وآآ
قاطعه عمرو بجدية
اطمن هي بقت أحسن !
تابع محسن قائلا
أنا ليا عندك حق عرب بقى تخبي عليا حاجة زي دي ده الست الوالدة زي أمي بردك
معلش
أضاف محسن بخبث
طب اسمحلي هارزل عليك واجي بنفسي أشوف الحاجة وأطمن عليها
رد عليه عمرو مبتسما
تأنس وتشرف
إلتوى محسن بمكر وهو يضيف
الله يخليك يا رب وبعدين عيادة المړيض واجب ولا ايه !!!!!
الفصل الحادي عشر
كان ممتعضا عابس الوجه ومكفهر الملامح تلك التقاسيم التي كانت سابقا تنعم بالحيوية والنشاط والمرح أختفى كل ذلك الآن عقب هذه الأيام العصيبة التي مر بها حيث وقف أمام
مالك أيوة ياعبدالله لأ لسه منزلتش متقلقش مش هتأخر عليكوا يدوب أخلص اللي ورايا وهاجي على المكتب مفيش حاجة أنا كويس
في هذه اللحظة طرقت ميسرة باب حجرته ودلفت وعلى مبسمها بسمة عذبة فبادلها مالك بالأبتسامة المزيفة ثم نطق ب
مالك هقفل معاك وأكلمك تاني سلام
ميسرة وهي تتقدم حياله وبلهجة استفسارية انت نازل ياحبيبي
مالك وهو يهز رأسه إيجابا أيوة ياعمتو رايح البنك أصرف مرتبات الموظفين وهطلع بعد كدة على المكتب عشان أستاذ فايق عايزني
ميسرة بنبرة مترددة طب مش هتتغدي معانا النهاردة ولا أي
مالك وقد إستشف ما يختبئ خلف لسانها عايزة تقولي ايه ياعمتو وماسكة لسانك عنه
ميسرة وهي ت زفيرا محتقنا فيك ايه يامالك! ليه مش عايز تطمني وتقولي
أستدار مالك ليوليها ظهره ثم تصنع العبث في أشيائه ليتفادى مواجهة الوجه لهذه التي قامت بتربيته وتنشئته وهي أعلم الناس بحاله ثم هتف بإيجاز ملحوظ
مالك مفيش ياحبيبتي متقلقيش عليا لو في حاجة هقولك
أمسك بحقيبة قماشية سوداء اللون ثم وضع بها حاسوبه الشخصي الصغير وقام بوضعها محل كتفه ثم أن للخارج ليجد شقيقته المشاغبة الصغيرة فنظرت له بتلهف ممزوج بالحزن وأردفت ب
روان مالك هي إيثار كويسة!
مالك
نظر لحدقتيها وقد ظهر بعينيه العجز ثم هز وأسه بالسلب لتفهم هي الإجابة ثم تركها دون أن يتفوه حرفا وخرج ليهبط الدرج فأصطدم برؤية عمرو وهو يدلف عبر بوابة العقار ومعه شخصا غريب الأطوار لم يره من في حين بدى له إهتمام عمرو الشديد بذلك الضيف وإبتسامته الواسعة التي غزت وجهه حتي رأه الأخير فتبدلت تقاسيمه ورمقه بنظرات مهينة وهو يردد وكأنه يلثن بالكلام
عمرو نورت يامحسن أتفضل بيتك ومطرحك وكفاية أنك راجل واجب وابن أصول
محسن بعدم أهتمام دي أقل حاجة ياعمرو المهم الست أم عمرو تقوملنا بالسلامة
نظر
مالك للطريق أمامه في محاولة منه لعدم الأكتراث ثم عبر البهو الخاص بالبناية بسرعة ليكون خارجها بلمح البصر
كانت إيثار بداخل حجرتها تجلس منكبة على مكتبها الصغير وتجاهد لكي تتحصل على قدر كبير من المعرفة والمعلومات والدراسة حتي تتمكن من خوض الأمتحانات بتحد سافر لنفسها وللآخرين من حولها ولكن من الحين والآخر كانت تشرد وتذهب لعالما آخر غير عالمها وواقعها الذي لا يروق لها تبتسم حينا ويختنق ها حينا آخر حتي تفاجئت بأخيها يقتحم عليها حجرتها دون أستئذان فرمقته بحنق ثم صبت بصرها في المراجع المتكدسة أمامها بينما بادر هو قائلا بحزم
عمرو قومي أعملي اي حاجة بدل القعدة اللي ملهاش لزوم دي
إيثار بلهجة مضجرة أنا بذاكر مش بدلع انت ف ان عندي امتحانات الأسبوع ده
عمرو ساخرا منها وانتي ماشاءالله مركزة اوي قومي اعملي شاي ولا اي حاجة لمحسن صاحبي عشان جه يطمن على ماما
إيثار وهي تلقي بالقلم الحبري على سطح المكتب بإنفعال والله مش مسؤليتي صاحبك تضايفه بنفسك انا ماليش علاقة بالموضوع ده
أطل عمرو برأسه للخارج ليرى ما أن كان صديقه مازال بنفس المكان أم لا ثم أقترب منها ليردد بخفوت غاضب
عمرو ماشي يا إيثار خليكي فاكراها
إيثار بنبره أشبه للهمس مبنساش ويا ريتني بنسي
قام عمرو بنفسه بإعداد أكواب العصير الطازج للضيف كما حضرت تحية لكي تشكر محسن على مجيئه إليها لمح محسن ظل الأم من بعيد فظن أنها إيثار تأهب لرؤيتها وإرتسم شبح البسمة علي ه إلا أنه أختفى فجأة عندما علم بأنها الأم وليست الأبنة لاحظ عمرو إمتعاض وجه صديقه فجأة فتسائل عن سبب ذلك و
عمرو مالك يامحسن! في حاجة ضايقتك ولا
إي
محسن وهو يكبح غيظه لا ياعمرو سلامتك عايز شوية ميا بس أبل بيهم ريقي
تقدمت تحية حياله بخطى بطيئة ثم هتفت بنبرة رخيمة
تحية اهلا وسهلا يابني شرفتنا
محسن وهو ينهض عن مكانه الشرف ليا ياحجة الف سلامةعليكي
تحية بلهجة راضية الله يسلمك من كل سوء أتفضل أستريح
محسن مشيرا لها للمقعد المقابل لها ميصحش ياحجة أتفضلي أنتي الأول
تحية تسلم
جلست تحية قبالته في حين جلس هو يفرك أصابعه بتوتر جلي وظل ينظر من الحين للآخر للرواق المؤدي لحجرات المنزل ولكن دون جدوى فلم تظهر له أبدأ
قام مالك بتنفيذ المهام التي وكلت إليه على الوجه الأكمل حيث أنه لم يترك الفرصة لحزنه وهمومه أن تكون هي المنتصرة وتصرفه عن تحقيق الذات التي يحلم بها وبناء الكيان المنفرد الذي عاهد نفسه على بناءه وعقب أن أنتهى من عمله بأحد
متابعة القراءة