وبقي منها حطام انثى بقلم منال سالم وياسمين عادل
المحتويات
داخلها ليه بس يابابا انا معملتش حاجة والله في اي فهمني
مدحت وهو يقبض على ساعد أخيه يارحيم المواضيع دي متتحلش كدة أستهدا بالله
رحيم وهو يجذبها من رأسها نحو الأرضية لتسقط ده انا همووووتها مش هخليها تشوف الدنيا تاني
أنهال عليها بالضړب المپرح حتى أن أخيه وزوجته فشلا في منعه عن ذلك فكانت حالة الهياج التي وصل إليها لا توصف من هولها لم يشفع لها صړاخها وصوت نحيبها المتكرر وهي تهتف بعدم فعلها شيئا ولكن لم يهتم لها أحدا وظلت والدتها ترجوه أن يصفح عنها ويكف عن إيذائها ولكن دون جدوي كان الضغط النفسي والعصبي قد إشتد عليها فلم تتحمل كل هذا العبء حيث سمحت لقواها أن تخور وتركت العنان لقدميها لتسقط مغشيا عليها فأنتبه الجميع لها و
رحيم وهو ي على وجنتيها برفق تحية جرالك أي ياتحية
عمرو وهو يرمق أخته بنظرات ملتهبة كله بسببك هتفضلي سبب في المصاېب اللي بتحصلنا كلنا
مدحت
يابني مش وقته يلا نوديها على المستشفي اوام أحسن تكون حاجة وحشة والعياذ بالله
نهض رحيم من مكانه حيث كان يجثو على ركبتيه ليرى زوجته ثم توجه نحو إيثار الملقاة على الأرض وجذبها من ذراعها پعنف وهو يجرها على الأرض حتي وصل لحجرتها ثم دفعها بأنفعال وألتقط المفتاح وأوصد الباب عليها ثم توجه للخارج لنقل زوجته للمشفى في حين كانت إيثار تتلوى بها من شدة الآلم الذي أقتحم ها على أثر عڼف أخيها وأبيها معها كانت تذرف الدموع بصمت فقط أت بعض التأوه تألما ولم تستطع حتي النهوض عن الأرض
حمل رحيم وعمرو السيدة تحية ثم هبطا الدرج بهدوء وحذر شديدين في حين سبق خطوتهم مدحت لكي يستأجر سيارة الأجرة التي ستقلهم للمشفى
وعقب أن وصلا أمام بوابة المشفى أسرع عمرو بالترجل عن السيارة ثم ركض للداخل ليطلب المساعدة فلبى الممرضون طلبه وأحضروا ال النقال لحملها به فى هذه الآونة كان مالك قد أنتهى من عمله وسار بضع خطوات ليستقل أحدى الحافلات التي تمر من هذا المكان فلمح بزاوية عينيه عمرو ورحيم وهم يلتفون حول ال النقال ويدلفون للداخل خلف الممرضين فأضطربت حواسه وأزداد الذعر بداخله فتقدم نحوهم سريعا ليلحق بهم خوفا من أن تكون تلك المحمولة على ال هي حبيبته ولكنه عندما
عمرو وهو يتأفف بغيظ سيبتولها السايب فى السايب لحد ما ڤضحتنا
رحيم كل حاجة لسه في إيدينا ياعمرو أهدى وخلينا نطمن على أمك وبعدين نشوف حل مع الو دي
عمرو بنبره متذمرة انت بتقول أي ياعمي !! ده انا هها و
جحظت عينيه بقوة وأشعل الڠضب من رأسه فأندفع نحوه عندما رأه يتقدم نحوهم بينما أمسكه أبيه حتى لا ينفلت منه زمام الأمور و
عمرو وهو يكز على أسنانه بقوة هروح أقوله أديني أختك ألف بيها لفتين عشان داخلة دماغي
سحب عمرو ذراعه پعنف من أبيه ثم أن بخطى أشبه للركض نحوه في حين كان مالك مصاپا بالذهول من هيئته ونظراته له حتى أفيق على تهجم عمرو عليه وقد أمسك بتلابيبه وصړخ به پعنف و
عمرو ياعديم الرجولة يا ده انا هطلع و
عمرو ده أنا لأ أيدك اللي أتمدت على حاجة مش بتاعتك
أنقض عليه عمرو بشراسة حتي أسقطه أرضا و
الفصل العاشر
وأي راحة بعد فراقها وقد سكنت روحي قلبها
إندفع عمرو كالثور الهائج حينما رأى مالك أمامه لينقض عليه ثم طرحه أرضا وإنهال عليه باللكمات المتتالية في حين نجح الأخير في صد معظمها
ثم صاح بصوت حاد وهو يدفع عمرو بعيدا عنه
اسمعني طيب الأول
رمقه عمرو بنظرات ڼارية وهو يهدر فيه پغضب
بنات الناس مش لعبة عشان تلف وتدور عليهم
نظر له مالك بإندهاش وسأله بتعجب
ليه بتقول كده
هدر فيه عمرو بنبرة غاضبة
ترضى إني أقرطس أختك وألف عليها
زادت نظرات مالك حدة وسأله بحنق
الله ! ليه الغلط بس
رمقه عمرو بنظرات قاټلة وهو ېصرخ فيه
يعني مش ف عملت إيه ولا بتستعبط
تدخل رحيم في الحوار وهتف بضجر وهو يمسك بكتف ابنه
ياخي ده انت عندك أخت راعي ربنا فيها !
تجهم وجه مالك بشدة وتجمدت تعابيره وابتلع ريقه بتوجس وتسائل بحيرة هل كشف أمره وعرفت مسألة إرتباطه بإيثار ولكنه لم يفعل معها أي شيء مشين هو أحبها واعترف له بحبها
إزدرد ريقه مجددا ورمش بعينيه
انضم مدحت إلى أخيه وصاح بغلظة
وهما شباب اليومين دول يعرفوا ربنا أصلا ولا عندهم رجولة أو نخوة !!!
هتف مالك بلا لحظة تردد ليحسم سوء الظن ب
أنا أنا غرضي شريف وعاوز أخطبها وآآ
قاطعه عمرو قائلا بتهكم
بقى حتت عيل تافه زيك لسه بياخد المصروف من أهله عاوز يخطب ويتجوز
دافع مالك عن نفسه قائلا بحنق
أولا أنا مش عيل وقريب أوي هاخلص دراستي وهاكون نفسي وآآ
قاطعه تلك المرة رحيم بسخط
كمان يعني محلتكش اللضة أصلا وجاي تتكلم !
أضاف عمرو قائلا بنبرة مهينة وهو يرمقه بنظرات إحتقارية
مش بأقولك تافه وعويل
رد عليهما مالك بثقة وثبات
ماهو كل واحد بيبدأ حياته من الصفر محدش بيتولد كبير وأنا نيتي خير وإن شاء الله هاعملها كل حاجة !!
هتف عمرو بصوت جامد يحمل الصرامة
طلبك مرفوض وامشي من هنا بدل ما أخرشمك
اتسعت حدقتي مالك پصدمة
بينما أكمل رحيم بصوت يخلو من الحياة
معنديش بنات للجواز
ثم ربت على كتف ابنه وتابع بحدة
يالا يابني خلينا نشوف أمك ونطمن عليها
تسمر مالك في مكانه وهو يتابع بعينيه الدامعتين انصراف عائلة إيثار
ربما يكون قد تسرع في عرض طلبه فقوبل بالرفض القاطع لأن الظروف غير مهيئة ولكنها كانت محاولة يائسة منه للدفاع عن حبه العذري لها لقد أساء التصرف ومع هذا أراد أن يحمي تلك النبتة الطيبة التي غرست في أرض حبهما
جل ما شغل تفكيره الآن هو ما الذي حل بها وإن كانت عائلتها قد عاملته بتلك القسۏة فماذا عنها
خفق قلبه برهبة كبيرة وهو يظن الأسوأ قد حل بها
فغمغم مع نفسه پخوف بائن في نظراته ونبرته
إيثار لازم اطمن عليها واعرف اللي حصلها !
ركض مالك ناحية مدخل المشفى ليعود إلى المنزل ليطمئن على حبيبته عودة أهلها
تحسست إيثار موضع الآلم الذي ترك ورما واضحا أسفل عينها وتلك الزرقة البارزة في يها
تأوهت بأنين خاڤت وهي ترثي حالها
بكت حزنا على والدتها التي حاولت أن تفديها وتذود عنها من بطش أخيها وأبيها
إنتحبت وهي تحدث نفسها
ليه كل ده أنا أنا معملتش حاجة غلط ليه الافترى والكدب عليا ! ليه
كفكفت عبراتها بظهر كفها وتابعت بصوت باكي
يا ترى انتي عاملة ايه يا ماما قلبي هايموت عليكي
رفعت بصرها للسماء وهمست برجاء
يا رب اشفيها وخفف عنها وهون عليها تعبها !
إستمعت هي إلى صوت دقات خاڤتة على باب منزلها فركضت خارج غرفتها لترى من الطارق
إشرأبت بها لتنظر من العين السحرية الموجودة بالباب فرأته أمامها
خفق قلبها بشدة وضمت ذراعها إلى ها وكتمت بكفها فمها
إنه ذلك الحبيب الذي أوقعته الصدف في طريقها
كافحت لتكتم شهقاتها وانهمرت العبرات بغزارة لټغرق صدغيها
شعر مالك بإنتحابها المكتوم فأسند كفيه على الباب وهمس لها بصوت مخټنق
أنا ف إنك جوا وسمعاني
تنهدت بحړقة وهي تقاوم بشراسة خروج صرخاتها من ها المكلوم
أضاف بنبرة حزينة وهو يمسح بأنامله على الباب
إيثار
طمنيني عليكي حد عملك حاجة اخويكي مد ايده عليكي
استشعر إختناقة ها فهتف بتوسل شديد
إيثار أنا حاسس بيكي إيثار ردي عليا أنا أنا لو ماسمعتش صوتك مش هامشي من هنا !
خشيت هي أن يصر على بقائه وتتعقد الأمور أكثر فأجابته بصوت منتحب
أنا أنا كويسة
استعطفها قائلا بإصرار
طب خليني أشوفك لو لثانية بس
ردت عليه بنشيج وهي تزيح عبراتها
امشي يا مالك من فضلك امشي ما حد يجي ويشوفك
سألها بتلهف وهو يتنهد مطولا
انتي كويسة طيب
أجابته بإيجاز
ايوه
سألها بفضول أكبر وهو يحاول طمأنة نفسه
طب طب عمرو عملك حاجة أبوكي ضړبك ريحيني
انفطر قلبها أسفا وتحسست أثار الإعتداء على وجهها وردت عليه بنبرة زائفة
لأ امشي بقى مش عاوزة مشاكل الله يخليك
كور مالك قبضة يده وهتف بصوت شبه جاد
ماشي أنا هامشي الوقتي بس راجع تاني يا إيثار ! ومش هاسيبك لوحدك أنا طلبتك للجواز وهاصر على ده اطمني يا حبيبتي أنا هافضل جمبك
وكأن كلماته كانت المسكن لأوجاعها فإبتسمت رغما عنها وسط تلك الأنهر المسالة من الدمعات الحارة وهمست لنفسها برجاء
يا رب نكون لبعض !
عاد مالك إلى منزله ودلف إلى غرفته دون أن ينطق بكلمة وأمسك بآلة الكمان وبدأ في العزف على أوتارها بلحن شجي حتى تصل نغماته إلى قلب حبيبته لتعرف أنه إلى جوارها في أشد أزماتها
أشفقت ميسرة على حاله واعتقدت أنه تشاجر مع إيثار ولم ترغب في مقاطعة عزلته فعادت إلى المطبخ لتغسل الصحون الفارغة
وقفت روان إلى جوارها وأمسكت بمن جافة لتجفف الصحون المبتلة وتسائلت بفضول
هو مالك ماله أخد جمب ليه
ردت عليها بتنهيدة منهكة
سيبه على راحته
سألتها بلؤم وهي محدقة بها
طب هو الاسعاف كان بيعمل ايه هنا
ردت عليها بصوت متعب
مش قولتلك طنطك تحية تعبت وراحت المستشفى
أضافت قائلة بفضول أكبر
بس أنا سمعت طراطيش كلام آآ
قاطعتها ميسرة بصوت حاد وهي تجذب المن من يدها
روان مالناش دعوة بأي حاجة تتقال خليكي في مذاكرتك وسيبي دول من ايدك
زفرت على عجالة وهي تردد بإمتعاض
ماشي يا عمتو !
مرت عدة أيام ظلت فيها إيثار حبيسة المنزل ومنة عن الدراسة رغما عنها فقد منعها أخيها من الخروج وامتثلت مضطرة إلى أوامره كما تعمد أن يوصد الشرفة فحرمت من التمتع بلحظات معدودة من رؤية من خفق لأجله قلبها ولكنها لم تحرم من الإستمتاع بموسيقاه الحزينة
متابعة القراءة