قلت كده كانت هتحصل مشاكل كتير لأبو حميدة.. اغلق جاسر الهاتف فأبتعدت سما بغيظ تعرفي يابت انا لو مكانك اتخطبله واوريه النجوم في عز العصر تساءلت حميدة قالك ايه! روت لها سما ما سمعته مع صمت جميلة الحزين فهتفت رضوى بضيق والله انا برضو لو مكانك هوافق بس هخليه مش عارف راسه من رجليه... جلست حميدة وقالت بتفكير هو عنده حق في حاجة على فكرة بعد اللي حصل ده الواد مصيلحي ده طايش ولسانه فالت وهيتكلم كتير وابويا مش هيسكت..الموضوع ده هيجر مشاكل كتير للكل.. نهضت جميلة وقالت بقرار آخير _ أنا هوافق يا حميدة بس مش عشان حاجة غير عمي سمعه الراجل اللي رباني بعد ما خالتي بهية ماټت كتر خيره في كل اللي عمله عشاني مايبقاش جزائه أني كل شوية اجيبله مشاكل..اما بقى جاسر فأنا عارفة هو بيفكر أزاي وعارفة هتعامل معاه أزاي.. وقفت حميدة وقالت بلطف بخلاف ده كله يا جميلة مش يمكن يحصل نصيب مع جاسر ! دفاعه عنك النهاردة بيقول أن في شيء جواه..حتى لو حاجة بسيطة لكن موجودة جميلة بدهشة مستحيل يا حميدة تقولي كده!! ده بتاع بنات !! أنا معرفش حتى هو ووصل لأي درجة من قلة الأدب لكن احساسي بيقولي أنه منيل الدنيا.. هتفت سما ياستي جربي فترة خطوبة هو انتي هتخسري ايه ! هو حد بيقولك امشي معاه
دي خطوبة! وهو اللي قال بنفسه وحكم على نفسه ومصمم كمان..والله تبقي غبية لو رفضتي رضوى تعرفي بقى يا جميلة لو خليتيه يحبك بجد هتبقي الكسبانة اللي زي ده لو قرر يستقر وحب بجد بيبقى يالهوووي بقى.. لا حول ولا قوة الا بالله قال آسر بتعجب أنت دبست نفسك ولا أنت قاصد ولا ايه حكايتك! رمقه جاسر بابتسامة خبيثة لأ قاصد كام شهر خطوبة اعدلها مخها وتبطل تعاملني ند بالند البت دي استفزتني من أول مرة شوفتها ومش هسيبها غير لما أعرفها مقامها.. قال يوسف بضيق كده غلط يا جاسر محدش كان بيوقفلك قبل كده لأن اللي كنت بتعرفهم اصلا كانوا شمال لكن دي بنت محترمة ما تستاهلش منك كده! جلس جاسر على الاريكة القديمة بالمنزل البسيط وضع ساقا على ساق بغرور وقال كده كده لازم اخطبها يعني الموضوع خرج من ايدي.. نهض آسر من مقعده وقال بيأس مافيش فايدة فيك بس لو حسيت أنك بتتمادى يا جاسر أنا اللي هقفلك ده غير أنها ما تستاهلش كده فلازم تاخد بالك أننا عايشين في بيت الراجل اللي مربيهم ووقف جانبنا يعني قلة اصل أنك تعمل كده.. تركه آسر ودلف لغرفته وتبعه يوسف بسيماه الضائقة حتى رمقه رعد بنظرة ماكرة وقال بابتسامة وصوت خاڤت أنا سيبتهم يتكلموا وسكت لكن أنا عارفك يا جو أنت ماتركزش مع واحدة الا وكانت داخلة دماغك وأوي اتحداك لو كنت ناوي تسيبها.. رفع جاسر حاجبيه بدهشة وبعض الحدة..كأن رعد وضعه أمام مرآة ثلاثية الأبعاد..قال بثبات داخلة دماغي آه..لكن مش زي ما أنت فاهم..دي لعبة اشتدت نظرة المكر بعين رعد وقال بكرة نشوف مبرووك ياعريس نهض رعد هو الآخر وذهب للغرفة التي يتشاركها مع جاسر تسللت ابتسامة الى شفتي جاسر نظرة المكر اشتعلت بعيناه واتضحت وقال كل حاجة مهدتلي الطريق للي عايزه..مش قولتي أني قليل الأدب انا بقى هخليكي ټموتي في.. سبحان الله العظيم بعد منتصف الليل..بتمام الساعة الواحدة ليلا.. استيقظت حميدة على صوت هاتفها..اعتدلت بالفراش وأرتدت نظارتها دون أن تلقي اهتمام على شعرها المشعث بفوضى..اجابت ايوة تلقت صوت أبيها الحاد ايوة يا حميدة الواد مصليحي استناني لحد
ما رجعت من الشغل وحكالي على اللي حصل الكلام اللي حصل ده ماينفعش الناس كلها هتتكلم كده!! قالت حميدة بهدوء ما تقلقش يابا جاسر عايز يتكلم معاك في موضوع الخطوبة وجميلة موافقة مصيلحي بقى من ساعة ما عرف وانا متأكدة انه مش هيعديها بالساهل بس اللي هيكتم بوقه خطوبة جميلة.. قال سمعه بإرتياح طالما كده على البركة بس بكرة مش هكون فاضي خالص خلي المقابلة الجمعة الجاية بعد الصلاة واهو نتكلم في كل حاجة براحتنا وماكونش مستعجل. حميدة خلاص ماشي هقولهم بكرة بس في حاجة يابا خلي بالك
منها..انا حكيتلك موضوع عمهم يعني ما تتحكمش يحضر لأنه مش هيوافق يحضر اصلا وهما مالهمش حد غيره.. صمت سمعه لبعض الوقت ثم قال هعديها في قراية الفاتحة والخطوبة لكن عند كتب الكتاب لازم احط ..يلا ربنا يتمملها بخير هي بنت حلال وتستاهل عقبالك يا حميدة وأشوفك في الكوشة مع اللي يستاهلك يابنتي. ابتسمت حميدة بخجل حتى تابع أبيها وفهم صمتها خلاص ارجعي نامي تصبحي على خير قالت وأنت من أهله. عادت حميدة ممددة على الفراش حتى انتبهت لتمتمة سما وهي نائمة آسر..لا لا ما تمسكش ايدي هههه نظرت لها حميدة بدهشة وتأكدت انها تتحدث وهي نائمة فكتمت ضحكتها وقالت حتى وأنتي نايمة ! يابت الهبلة!! سبحان الله وبحمده صباحا...تعمدت حميدة أن تنهض باكرا قبل موعد استيقاظ الشباب وقالت للفتيات يلا اصحوا وحضروا نفسكم بسرررعة النهاردة لازم نمشي قبلهم انا معايا نسخة من مفاتيح المكتب.. نهضت جميلة وقالت انا صاحية هقوم اجهز بسرعة ركقتها رضوى وقالت بخبث انتي ما نمتيش اصلا يا ست البنات ضحكت سما بصوت عالي وقالت سيبوها يا عيال ده اللي جرالها ما جراش لحد عقبالنا يارب مطت حميدة شفتيها بسخرية وقالت وهي تأخذ المنشفة من على ظهر المقعد لا وأنتي بصراحة جاهزة ده أنتي طول الليل بتنادي على ابن الجيران..آآآآسر..لا لا ما تمسكش ايدي هههه اعتدلت سما من فراشها وحدجتها بعصبية هاتفة أنتي أزاي تدخلي في احلامي انا وآسر! يا حشرية يا بقدونس! همست رضوى بمكر ما تحكيلي الحلم يا سمكة وكزتها سما بغيظ بس يابت دي خصوصيات بيني وبين زوجي المستقبلي احكيلك ليه يا خنفسة ! وبعدين يعني هو كان عايز يمسك ايدي وأنا اعترضت..قمت ماسكة ايده انا ههههههههه رضوى بضحكة يالهوي عليكي !! هتجبيلنا العاړ سما بثقة لا مټخافيش ده في الحلم بس انما الحقيقة هلوعه هدوخه هسهره الليل مش هيلمس طرف طرحتي غير بعد كتب الكتاب انا مش سهلة برضو. حميدة بضحكة قومي يا تحفة منك ليها
واجهزوا بسرعة مش هنقضيها كلام. صل على النبي الحبيب بالمكتب.. دلفت كل فتاة الى مكتب بإنتظار وصول مدرائهم الشباب بإستثناء رعد الذي ذهب لمهمة عمل أخرى..مر من الوقت ما يقارب الساعة حتى دلف يوسف وخلفه الشباب...رمق حميدة بغيظ وقال سبقتونا ليه النهاردة! اجابت حميدة وهي تنظر لجاسر معلش بس مش هنتقابل في مواصلات تاني عشان كلام الناس وكده وعلى فكرة الميعاد مع ابويا اتأجل ليوم الجمعة الجاية.. صر جاسر على اسنانه بغيظ فقد ظن أن الأنر سينتهي اليوم ويبدأ خطته بداية من الغد..دلف للمكتب بعصبية..فتبعه آسر إلى مكتبه.. جلس يوسف أمام مكتب حميدة وقال _ امبارح لو ماكنش جاسر عمل كده كنت هعمل انا كده...انا لما لقيته بيقربلك لقتني بجري عليكي. حاولت ان تخفي ابتسامتها تساءلت بمكر ليه! تذمرت عيناه وهتف عشان أنت صاحبي !! زمت ا بغيظ منه وقالت روح افطر يا يوسف شكلك جعان.. قال مبتسما بعفوية هبعت عم مرزوق يجبلنا فطار كلنا ترقبت وصوله بتوتر تارة تستجمع قبوتها وثباتها وتارة أخرى ترتجف توترا وقلق حتى فتح باب المكتب! اغلق جاسر الباب ببطء متعمد ونظرته عليها لا تحيد ابتسم عندما لاحظ ارتباكها تنفس بصوت مسموع بقصد يعرف كيف يربكها جيدا وكيف يتعامل مع الاناث اقترب اليها بخطوات تبدو بطيئة ولكنه تعمد أن يشعل حيائها أكثر..وقفت جميلة من فرط التوتر الناجم حولها کرهت ذلك الاحمرار الذي شعرت به بدفء بشرتها بالتأكيد يتضح عليها الخجل والارتباك..اللعڼة! قال بصوت صدر كالهمس اكيد ما نمتيش طول الليل من تفكيرك فيا أنا برضو ما نمتش كل ماتخيلتك أنك... قطع حديثه عمدا راقب توتر ملامحها واحمرار خديها بابتسامة ماكرة تلعثمت في القول أن كنت هوافق فعشان ما تحصلش مشاكل هستحمل فترة فترة وتعدي وكل شيء ينتهي تطلع اليها بصمت درس توتر عيناها وملامحها جيدا لاحظ رجفة يدها المضمومة بلعضها أدرك انها خائڤة خائڤة منه أذن هناك شيء شيء يمهد له الطريق حتى يصبح بداخلها..ايكن هذا الشيء..الحب!! نعم يريدها أن تعشقه ويبدو أنه اخذ القرار في ذلك لا محال.. قال بنبرة عذبة
اهون عليكي تسبيني وتعذبيني ! اشتد توترها أكثر ثم نظرت له بحيرة اتلك اللعبة شغفته لهذه الدرجة! هل لمجرد أنها فتاة ملتزمة اعلن الحړب عليها! نطقت بحيرة أنا مش فاهمة أنت عايز توصل لإيه بالضبط! اعطاها اجمل ابتساماته وأجاب عايز أوصلك اوصلك أنتي اوصل لقلبك بالتحديد في حاجات كتير هتعرفيها مع الوقت..بس لعلمك..أنا أول مرة افكر ارتبط في حياتي..واخد القرار وانا مش ندمان ولو بنسبة بسيطة فكري فيها كويس وفكري ايه اللي ممكن يوصلني لكده..أنتي ذكية وهتعرفي قصدي.. أطرفت عين جميلة وتهربت منه لجهة أخرى قال وهو يعود امام
المكتب من هنا ورايح هنروح الموقع مع بعض وهنرجع مع بعض اكيد مش هسيب خطيبتي وسط العمال لوحدها.. جلست جميلة على المقعد مرة أخرى وتحاشت النظر اليه كل ما فعلته أنها رددت ادعية بصمت حتى ينكشف ما يخفيه هذا الجاسر وما يضمره لها. لا حول ولا قوة الا بالله بمكتب آسر ظلت سما تنتظر آسر حتى يتحدث بما حدث بالأمس ولكنه انشغل بالعمل بشكل تام ربما قصد ذلك !! ترددت أن تفتح الحديث معه بهذا الشأن فستبدو ثرثارة كادت أن تتحدث حتى باغتها ورفع سماعة الهاتف بإتصال على فريق المهندسين وقال _ الو..صباح الخير يا مازن ساعة وتكون عندي أنت وباقي التيم يبدو أن الطرف الآخر وافق سريعا ليضع آسر سماعة الهاتف بمكانها وعاد منشغلا بالعمل...تساءلت سما بحيرة _ هو مش اجتماع المهندسين بعد بكرة! رفع عيناه عليها بحدة وأجاب ضرورة شغل في مانع ! هزت سما رأسها وقالت بضيق لأ طبعا. لماذا يعاملها هكذا ! فظنت أن معاملتها ستتغير للافضل بعد ما حدث بالأمس تنهدت بعبوس وجلست على المقعد صامته تنظر للأوراق وهي لا تراها ربما كان هو أشد منها حيرة وضيق وتشتت بالفكر!! بين التقاء النظرات وبين شعور دقات القلب وبين التعمد في الصمت والتجاهل والقرب والبعد...يكن الحب متخفيا!! الله أكبر ظهرا...أتى رعد بعدما انهى عمله بالتصوير بأحد الاستديوهات الشهيرة..توجه