قلوب ارهقتها الحياة بقلم هناء النمر

موقع أيام نيوز

جاية 
دا انا همشى ده الطريق لوحده بياخد اكتر من ساعتين هو انتوا معندكوش هنا أى حاجة للصداع 
ياحبيبتى ابدا والله 
مبنمش كويس ياماما حتى فى السكن هناك تلاقى كل شوية واحدة داخلة وواحدة خارجة ساعتين الراحة اللى باخدهم مبعرفش انام فيهم 
اتصلت بهايدى
إيه يابنتى أمشى ولا ايه يلا بسرعة حودى على الصيدلية وهاتى حاجة قوية للصداع كويس معاكى قوية طيب بسرعة بقى 
دخلت هايدى بعد حوالى عشر دقائق
تصدقى انا كنت خلاص همشى يادوب هسلم عليكى وخلاص فين الأقراص 
قولى كدة همك مصلحتك 
بطلى رغى وقبى باللى معاكى 
اعطتها هايدى شريط حبوب ليس له هوية
هو ايه ده عامل كدة ليه اسمه ايه اصلا 
مش لازم تعرفى هو أكل وبحلقة خديلك قرص وهاتى الباقى 
كمان دا انتوا بقيتوا بخلا اوى دا حتى شريط معليهوش اسم متأكدة انه كويس وهيشيل اللى فى دماغى ده 
جبار والله جبار يابنتى 
طيب ياجبارة انا هاخد قرصين مش واحد عشان دماغى هتتفرتك يلا سلام بقى 
إيه ده بجد هو انا اتأخرت اوى كدة 
أه ياستى يادوب 
سلمت عليهم وحملت حقيبتها واتجهت للخارج للرحلة المعهودة حتى الوصول للمستشفى 
فى الطريق لاحظت منى أن هدى ليست طبيعية فهى تضحك بإستمرار بسبب وبدون سبب 
اهدى ياهدى شوية الناس بدأوا يبصولنا انتى ضاربة حاجة على الصبح 
ضاربة فول وبيض وبسترمة ههههههههه والحاجة هدية بعتالك منهم 
لا ياستى شكرا هدى اللعبة بقى عشان قربنا نوصل واربطى صواميل دماغك اللى انتى فكاها على الصبح دى 
هاتى مفك ههههههههه 
يووووه 
خرجت الاثنتان من المترو وصعدا السلم وفى ملف السلم اصطدمت بأحدهم فى لحظة التفاتة لمنى ثم اعتدلت لتواجه من اصطدمت به
كان شاب وسيم جدا لديه عيون ساحرة شعر ناعم طويل ومصفف للخلف 
تسمرت مكانها فور التقاء العيون وهى تقول
يخربيت عنيك ايه القمر ده 
أصابه الزهول من كلامها ولم ينطق
استمرت متعلقة بعينيه مع ابتسامة غريبة منها
فقال هو عجباكى 
قالت بتنهيده عجبانى وبس هو فى كدة اصلا انت متأكد انك راجل 
ايه والله هو المفروض كدة 
اكيد لأ
مفيش رجالة كدة 
تدخلت منى لتحركها هدى انتى اتجننتى ايه اللى بتقوليه ده 
شوفى يامنى انتى شوفتى كدة قبل كدة 
اعتدلت منى له بوجهها وهى تقول بصراحة لأ 
ثم التفتت لهدى مرة أخرى بس يلا احنا كدة اتأخرنا اوى 
هذا كله والشاب مازال مكانه معجب بكلامها وردود أفعالها 
صعد أحدهم من خلفه وهو يقول يلا ياخالد جبت التذاكر خلاص 
قالت هدى اسمك خالد 
أيوة 
اسم حلو اوى وأنا هدى 
شدتها منى من يدها وهى تقول مش بقولك انتى ضاربة حاجة على الصبح يلا 
أكملت هدى السلم بسبب شد منى لها لكن عينيها مازالت معلقة به وهى مبتسمة وتلوح بيدها بباى باى وهو اتبعها بعينيه حتى اختفت من أمامه 
الټفت الشاب لمرافقه وهو يقول شوفت البت بتقول ايه 
وايه يعنى هى دى اول مرة انت تتعاكس فيها 
ماشى بس مش كدة 
طب يلا عشان نلحق وكمان العربية مركونة صف تانى 
لا تصدق منى ما تفعله هدى هى بالتأكيد غير طبيعية وبالطبع غير مؤتمنة على استلام حالة وهى فى هذه الحالة 
وجدت أنه مازال أمامهم نصف ساعة على ميعاد الإمضاء فقررت عرض هدى على طبيب لتجد مبررا لما يحدث لها وبالفعل شك الطبيب فى شئ معين بخصوص الأقراص التى تناولتها هدى هذا الصباح وتأكد من ظنه عندما أعطاها حقنة معينة استطاعت عكس مفعول الأقراص وأعادت هدى لأرض الواقع 
ثم قال الطبيب بابتسامة 
كنها بالتأكيد لا تعلم فإن كانت تعلم لأخفته عن هدى تماما لا أن تعطيها منه بصفو نية
يجب أن تنهى العاجل من عملها أولا حتى تستطيع التفكير فى كيفية التعامل مع الموضوع 
صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها فوجدت سجدة موجودة على كونتر الدور
صباح الخير ياساسو 
صباح الخير ياهدى 
إيه التكشيرة دى مالك على الصبح 
ولا حاجة سهرانة مع حالة مقرفة الله يسامحك ويسامح مدام سامية 
بس بس ايه اللى حصل 
لا حصل ولا وصل استلمى حالتك ياستى ومش هتتكرر تانى لو هسيب المستشفى حتى 
استلمت الحالة من سجدة واخبرتها أن الأمير فى غرفة
الأشعة بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير وتجهيز أدوية اليوم ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب الأدوية الناقصة 
هى تتذكر كل ما حدث بل كانت واعية تماما له لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به كأنها آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها 
أثناء ذلك دخل الأمير على كرسيه المتحرك يدفعه عامل الدور ومعه ممرضة الأشعة 
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة 
عندما رأاها الأمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول
ياهلا ياهلا بملاك الرحمة خاصتى وين كنتى للحين 
أفندم 
إيش طرشتى 
لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه فهو ليس من خرج من غيبوبته على يدها أمس 
وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام 
لكنه تعثر بشكل بسيط رفع عينه لهدى وهو يقول
ليش واقفة هيك مش مفروض تساعدينى 
جيت أساعدك مرة رفضت استنيتك تطلب لوحدك 
من غير طلب تعملى اللى ابغيه 
وهعرفه منين إلا إذا قلت 
نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من الإرهاق فاشفقت عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه فتح عينه ونظر لها
اتركيه أبى انام شوى 
أبتعدت هدى وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله تدرجا من الأمس لليوم وقالت فى نفسها وهى تبتسم صحيح
البنى آدم
بق فى الفاضى 
فى نفس اللحظة فتح عينيه فجأة على ابتسامتها وهى تقف أمامه
بتضحكى على إيش أبيكى معجبة يمة 
ههههه ياريت بس انا مرتبطة 
قالت كلماتها الأخيرة وهى تأتيه بطاولة الحقن باتجاهه 
إيش هاد 
ميعاد الحقن وبعديه الفطار وبعديه مساج الضهر وبعديه 
بيكفى إيش كل هاد قلتلك ابغى انام 
خلاص الحقن وبعدين تفطر وبعديها نام والباقى نكمله لما تصحى 
يبدوا أنه أعجب بطريقة تعاملها معه فهى ثلثة التعامل مع المړيض حتى وإن كان غاضبا 
خرجت من غرفته بعد أن تأكدت انه قد نام وجلست فى الصالون تراقبه من خلف الشباك الزجاجى 
أمسكت بتيليفونها واتصلت بهايدى وبمنتهى الهدوء أجرت معها هذا الحوار حتى تصل منها للحقيقة
ايوة يادودى روحتى ولا لسة عند ماما 
كويس بصى والنبى ياهايدى عايزاكى تصوريلى الشريط اللى اديتينى منه الصبح وتبعتيلى الصور على الواتس 
اشمعنى يعنى 
بصراحة عجبني الصداع راح على طول وكنت عايزة اوريه للصيدلى هنا يجيبلى زييه 
مش هتلاقيهه مبيبقاش موجود فى الصيدليات 
وانتى عرفتى منين سألتى عليه قبل كدة
لا ابدا بس لما اداهولى قاللى كدة 
مين ده المعدول جوزك 
أه تانى يوم فرحك كان
عندى صداع جامد ادانى قرص عجبني بقى زى ما عجبك كدة فسألته عليه قام ادانى الشريط ده 
يعنى انتى لسة بتاخدى منه من قريب اوى كدة 
أه من اليوم المنيل بنيلة يوم فرحك ده 
يعنى حوالى كام قرص كدة 
باين تلاتة بس ليه كل الاسئلة دى قلقتينى 
قوليلى الأول أمك جمبك 
لا دا انا فى الشقة إللى فوق بلم الغسيل 
كويس اوى عندى سؤال ليكى وعايزاكى تجاوبى بصراحة 
متقولى ياهدى قلقتينى 
معرفش بس ليه 
لا ياستى
أه والله مش اكتر من كدة 
خلاص يبقى مش مدمنة انا عايزاكى بس تهدى وتسمعينى كويس 
اهدا اهدا ايه ابن الكلب كان هيخلينى مدمنة بس أما اروحله وربنا لأفضحه والله لأجيب طين واحط على دماغه ودماغ اللى خلفوه 
الو الو هايدى ردى يابنت المچنونة قال اسمك هايدى قال حقهم يسموكى عطيات 
اتصلت هدى بهوايدا أختها الكبرى وشرحت لها باختصار ما حدث 
سيبك من اللى هتعمله هايدى انتى عاملة ايه 
ياستى انا كويسة حمدت ربنا أن منى كانت معايا والا كانت هتبقى مصېبة المهم الحقى البت بس وخليها متعرفوش أنها عرفت وكلمينى وانتى معاها 
لم يمر أكثر من 10 دقائق حتى اتصلت هوايدا بهدى وهى أمام هايدى ووالدتها أيضا حضرت الموقف وعلمت ما حدث 
ها ياهوايدا لحقتيها 
لحقتها على السلم كانت فعلا خارجة خلاص 
اديهالى اكلمها 
أعطت هوايدا لها التيليفون
إيه ياهدى 
إيه ياهايدى انا كنت فاكراكى أعقل من كدة 
فين بس العقل فى حاجة زى كدة 
العقل مايكونش إلا فى كدة 
يعنى إيه 
يعنى تهدى و تعملى اللى هقولك عليه بالظبط 
قولى ياهدى 
الشريط اللى معاكى مترموهوش يفضل معاكى وتفضى منه كل يوم قرص وترميه من غير ما هو يعرف كأنك بتاخدى منه زى ما قالك 
وبعدين 
ولا هو متعمد يعمل فيكى كدة 
أه وليه لأ ما انتى عارفة أخلاق جوزك اسمعينى انا مش هقدر أطول اكتر من كدة اقعدى مع أمك وهوايدا وحاولى تشوفى هتنفذى الموضوع ده ازاى ولو قدرتى تباتى عند ماما انهارضة يبقى احسن تكونى هديتى خالص احسن انا حاسة انك لو شوفتيه انهارضة هتولعى فيه بجاز 
هحاول ياهدى 
حاولى بجد ياهايدى لازم تمسكى اعصابك وهبقى اكلمك تانى ادينى ماما اكلمها بقى 
ايوة ياماما حاولى متخليش هدير تروح بيتها الليلادى انشالله حتى تقولى انك تعبانة و عايزاها جمبك ماشى هكلمكم تانى سلام 
أنهت هدى مكالمتها ووضعت رأسها بين يديها مما
يعتلى عقلها من أفكار دائما ما تسبب لها صداع مستمر رفعت وجهها فانتفضت فجأة فهناك من يجلس ليتابعها ولم تنتبه له اتجهت له وهى تقول
حضرتك صحيت امتى 
من حين ما كنتى بتسألى هايدى عن الشريط 
هو انا كان صوتى عالى اوى كدة 
ماانك حاسة 
مش اوى كنت مركزة فى الموضوع شوية 
بس ماشالله عليكى ذكية وترباية 
ذكية وفهمتها إنما ترباية دى يعنى ايه 
ضحك بصوت عالى نسبيا على طريقتها فى الكلام لكن قبل أن يجيب ظهر صوت آخر من عند الباب
هالله هالله الضحكة من الدان الدان 
رقيتك ياأبا خالد 
فقال الأمير
اي والله على أساس خالد ما ترك أبوه 
لا والله ياأبى أبى اخلص كل اللى عندى للحين حتى افوق لأبا خالد 
كل هذا وظهره لها لم ترى وجهه بعد وهو أيضا
عندما وقف واستدار لها والتقت الأعين تجمدت مكانها ولم تتحرك وهو أيضا على نفس الحالة 
إنه هو شاب المترو ذات العيون الساحرة
ليس من الممكن أن يكون الحظ أسوأ من ذلك ابدا 
يتبع
الحلقة الثانية 
انتى 
هذا كان سؤاله عندما رفع عينه ورااها لكن هى تجمدت على وضعها فقط متعلقة عينيها به لا تحيد عنه 
خالد تعرفها ايشى 
رد على والده ومازال ينظر لها
يسلموا ياأبى تقابلنا فى المترو صدت في ومو رضيت تعتزر 
تنفست الصعداء وكأن روحها ردت لها بعد شدة اختناق استأذنت وخرجت ومازالت عينيه تتبعها حتى غابت عن ناظريه فابتسم ابتسامة غريبة وكأنه صائد وجد غزالته الضالة 
وابتسم الأب تباعا بعد ابتسامة ولده فهو أعلم الناس به وبتعبيراته وردود أفعاله فخالد ابنه المدلل الذى امتلك مكان فى قلبه لا يشاركه فيه أحد 
أما هدى فقد خرجت تهرول فى طرقة الدور لا تصدق ما حدث فقد ظنت انه موقف عابر وانتهى وحمدالله لم يرها أحدا يعرفها وهى فى هذه الحالة 
فجأة يظهر لها من رأاها ولم يكن يعرفها والآن هو شخص ملازم لشخص آخر هى ملازمة له 
همست لنفسها بعدما توقفت أمام الشباك
ده ايه الحظ المنيل ده هو أنا ناقصة ياربى طب هتصرف مع البنى آدم
تم نسخ الرابط