وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
المحتويات
ولكنها الليلة قررت أن تجاهد حتى تخرج ما في قلبه وتعود الحياة دافئة بينهم كما كانت ففي الفترة الماضية التي أصبح فيها قريبا منها ويشاركها أعباءها وهمومها ويخفف عنها ذلك شعرت وأنها أمتلك سعادة الدنيا أخيرا ومجرد احتضانه لها آخر الليل ينسيها تعب يومها الطويل الذي لا يفرغ من الهموم والمشاكل لذا هي تصر في نفسها ألا تتركه حتى يعود معها كما كانت.
أقل من عمرها بعشر سنوات ثم وضعت بعض الزينة الخفيفة وتعطرت بعطرها المفضل له ثم انتظرته على فراشها تتفحص هاتفها حتى عاد ودخل عليها الغرفة.
نهضت بإبتسامة تساعده في خلع سترته وهي تقول مساء الخير يا حبيبي حمد الله على سلامتك
اتجه ناحية الخزانة وهو يقول ببرود الله يسلمك
سبقته وفتحت الخزانة تخرج منامته واقتربت منه بإبتسامة وقالت خد ياحبيبي ودقايق وهجهزلك العشا
أخذ منها المنامة وبدأ في تبديل ثيابه وهو يقول ملوش لزوم يا ياسمين أنا اتعشيت
رد عليها قائلا كان عندي شغل كتير وتعبت وحسيت بالجوع فبعت جبت أكل.. وبصراحة هلكان وعايز انام
وبعد أن انهي تبديل ملابسه تركها وذهب إلى فراشه يتمدد فشعرت بالغيظ فاقتربت منه تقول بإنفعال طول اليوم شغل وبقيت تتغدى بره وترجع تنام من غير كلامأسبوعين ع الحال ده فيه إيه يا مراد فهمني
انحنت تنزع الغطاء عنه وهي تسأله بحدة وأنا فين من مشغولياتك يا مراد حقي فيك فين
جلس ينظر لعينيها التي احمرت من الانفعال ويجيبها وأنا مقصر ف إيه لو البيت ناقصه حاجة عرفيني
لم ترد وظلت تنظر له بحزن وهو يبادلها النظر بجمود ثم قال لها بغمزة آه لو قصدك حقك الشرعي وانك لابسة ومستنياني فأنا بجد مرهق وتعبان بس معنديش مانع أعملك اللي عايزاه
لم تلفت له وقالت بصوت أخنقه العبرات لو سمحت سيبني يامراد
رفعت بصرها له وقالت بحدة أظن أي كلام دلوقتي هيزعلنا من بعض أكتر فالأحسن بلاش
أمسك كف يدها بيده وسحبها تجلس على الفراش وجلس بجوارها وقال زعلانة مني يا ياسمين ووجعك إهمالي لكي صح
ردت عليه بتعجب وقالت طب ما أنت واخد بالك من كل حاجة أهوه أمال عامل فيها مشغول ليه
رد عليها بحدة أيوة أنا اللي متعمد لكل ده عشان تحسي نفس إحساسي وأنا آخر إهتماماتك وبشحت منك الوقت اللي اقضيه معاكي من يوم فرح آسر وانا مبشوفكيش غير اما بعافر عشان اكون قريب منك ولو دقايق
قاطعته تقول بتبرير ما أنت عارف يا مراد إن
قاطعها يقول أسمعيني وبعدين برري أنا راجل وليا عليكي حقوق ومحتاجك ومحتاج وجودك زي ولادك واخواتك واكتر كمان بس أنتي اتعودتي
إني بعدي كل حاجة وبتحمل رغم اني كنت فاكر بعد آخر مشكلة بينا كل واحد فينا فهم التاني محتاج إيه وخلاص هينتهي سوء الفهم مابينا لكن أنا كنت غلطان
أخفضت بصرها وردت عليه مين قال انك آخر إهتماماتي يامراد دا أنت الصدر الحنين اللي برمي همومي عليه كل آخر اليوم دا ليا البلسم اللي بيرطب على قلبي بعد مشاكل وهموم طول اليوم بس أنت عارف ان من يوم فرح آسر والدنيا لخبطت شوية ظروف حاډثة يوسف وتعب يمني واحتياجها ليا وشوية مشاكل في شغلي إنما متعمدتش ابعد ولا اتجاهلك
رد عليها بس أنا ليا الأولوية عن الجميع يا ياسمين وأنا قولتلك قبل كده إن أنا اناني فيكي حتى من ولادي
قالت بحزن ولادك!!.. أنا كل يوم عن اللي قبله بكتشف اني إنسانة فاشلة عكس ماكنت فاكرة اكتشفت إن أخت عاجزة اني اقدر ابعد أذى عن أخواتي او احل مشاكلهم اكتشفت اني أم مقصرة ف حق ولادي اللي كبروا وتفكيرهم اتغير وانا مبقتش قادرة أفهم دماغهم واكتشفت الأسوء إني زوجة فاشلة ومش قادرة أسعدك
تألم قلبه لكلامها فنهض وجلس على ركبتيه
أمامها وأمسك كفيها بكفيه وقال لها بحنان اوعي تقول على نفسك كده تاني انتي احسن اخت ف الدنيا دا انا بحسد اخواتك عليكي وكنت أتمنى اختي تكون قريبة مني زيك معاهم وبحسد جني وفادي على أحن ام لهم ف الدنيا والأهم انك لو زوجة فاشلة مكنش ده حالي وانا زعلان عشان حرمتيني منك شوية وده دليل انك طول العمر مغرقاني بحبك واهتمامك وأما بخلتي عليا بهم شوية اتخنقت من بعدك عني انتي أحسن زوجة في الدنيا ومتقوليش كده تاني
ثم قبل كفيها بحب فسقطت دموعها وقالت أنا اللي اما بحس ببعدك عني الدنيا بتسند ف عنيا عشان كده متزعلش وتعاقبني كده تاني
ابتسم لها برضا ونهض يجلس بجوارها ويقول آسف اني قسيت عليكي في كلامي أو معاملتي.. بس أنا بحبك يا ياسمين لدرجة متتخيلهاش انتي عيلتي كلها أنا مليش غيرك
ابتسمت
بادلته الإبتسامة وقالت صباح الفل يا قلبي قوم ياللا خد شاور واجهز على أما اجهز الفطار
سألها احنا الساعة كام.. التقطت هاتفها وقالت الساعة سبعة ونص
جلس ورد بهدوء تمام يا دوب الحق عند جلسة قضية الساعة ١٠
مازالت تمسك هاتفها وتقول پخوف ياخير دي ماما رنت عليا خمس مرات وياسر اكتر من عشرين مرة ياترى فيه إيه
رد عليها مراد يطمأنها خير ياحبيبتي اطمني اطلبي حد فيهم شوفي فيه إيه
هزت رأسها بموافقته وبالفعل ضغطت على رقم ياسر تطلبه فأجابها في الحال ياسمين فينك من امبارح
ردت عليه آسفة ياحبيبي كنت مرهقة شوية فحولت تلفوني خير طمني
قال لها بقلق كنت عايز اطمن على غصون
سألته بتعجب غصون!!!... هي مش غصون عندك
رد عليها بفزع غصون مش عندي هي مرجعتش عندك امبارح
أجابته بحيرة لا مش عندي هي سلمتني مفتاح الملحق اما ماما استقرت عندك وهي قالت إنها هتفضل عندك طول ما ماما موجودة هو إيه اللي حصل وغصون فين
رد عليها بخيبة غصون سابت البيت ومشت حصل مشادة بينها وبين ماما ومشت بعدها وانا كنت فاكر أنها رجعت عندك عشان عارف اد إيه
هي بتحبك وبتثق فيكي
مراد في خدها بهدوء ونهض من جوارها فارتبكت وردت علي ياسر قائلة متقلقش انت يا حبيبي انا هكلم آسر يمكن راحت عنده أو رجعت تاني البيت اللي اتربت فيه أنا مش هسكت وهدور عليها اهدي انت وانا ساعة وهجيلك
تنهد ياسر ورد عليها بهدوء تمام هستناكي أنا مش هنزل الشغل
أجابته بحب ماشي ياحبيبي...سلام
ليلة أمس ظل ساعات طويلة يتقلب في فراشه حتى استطاع أن ينام فبعدما جاءته تطلب الطعام ونهرها حتى تخرج من غرفتهضميره لم يهدأ حتى اتصل على المطعم الذي يملكه هو وصديقه وطلب لها الطعام فهو لم يستطع أن ينام وهو يعلم أنها جائعة فهي مسئولة منه الآن وليس من خلقه أن يعاقبها بتجويعها ولكنه بعد أن جلب لها الطعام فارقه النوم تعجبا من نفسه فقد شعر بالإرتياح عندما أعطاها الطعام يتعجب كيف له أن يطمأن قلبه لمجرد أنها ستنام شابعة كيف بعد ما فعلته به أن يشعر بذلك ظل ساعات على هذا الحال حتى دخل في النوم ولكنها ساعات قليلة ينامها تطارده فيها الكوابيس التي تزوره كل ليلة منذ ليلة زفافه ولكن أنقذه اليوم منها رنين متواصل علي هاتفه فنهض بتثاقل يرد بصوت ناعس مين
جاءه صوت ياسمين علي الجانب الآخر صباح الخير ياآسر
شعر بالقلق فنهض جالسا يسألها خير ياياسمين فيه حاجة
ردت عليه تطمأنه خير يا حبيبي متقلقش بس كنت عايزة أسألك عن غصون لو كلمت سدرة او جت عندك
قال نافيا هي مجتش عندي بس مش عارف كلمت سدرة ولا لاء بس ليه فيه إيه
تنهدت وأجابته ماما زعلتها بكلامها إمبارح فسابت البيت عند ياسر ومشيت ومجتش عندي ومنعرفش مكانها وتلفونها مقفول ممكن تسأل سدرة لو تعرف عنها حاجة او تكلم أختها تسألها وترد عليا
أجاب آسر بحزن حاضر لو عرفت اي حاجة هعرفك ولو رجعت طمنيني عليها
ردت عليه بخفوت حاضر ياحبيبي سلام
أنهى آسر المكالمة ب مع السلامة
نهض بحزن واتجه ناحية غرفتها وطرق الباب لم يجد رد ففتح الباب ودلف إلى الداخل وأضاء الغرفة وجدها تنام بحرية ترتدي قميصا قطنيا قصيرا باللون الأزرق وعاري الكتفين تنام واضعة
يدها تحت خدها ولكن وجهها ممتعض اقترب منها يهزها ويناديها سدرة اصحى
فزعت ونهضت بإنزعاج تجلس وتنظر له بعيون مړتعبة تسأله پخوف إيه في إيه
انزعج من هيئتها فسألها إيه مالك شوفتي عفريت
رفعت يدها على صدرها لعلها تهديء نبضاتها التي تتسارع بشكل مبالغ فيهوقالت بصوت متهدج أصل أنا كنت بحلم حلم وحش وفجأة جيت صحتني فخۏفت بس خلاص مفيش حاجة
هدأ قليلا ثم سألها متعرفيش حاجة عن غصون
هزت رأسها نافية وقالت معرفش عنها أي حاجة من يوم الفرح بس هي على اتصال بسدن
قال لها طب ماتسألي سدن كده يمكن راحت عندها ولا تعرف هي فين
قالت بثقة سدن مكلماني قبل ماانام وكانت بتعرفي عن موضوع خطوبة لها وقالت إنها هتكلم غصون تحكيلها معنى كلامها أن غصون مش هناك بس كل ده ليه ولا إيه اللي حصل
لم يجب على سؤالها وقال لها طب اطلبي سدن أسأليها عنها يمكن تعرف عنها حاجة
رفعت يدها تجذب هاتفها من جوارها فانكشف ذراعها ومقدمة صدرها فتركته واحكمت الغطاء مرة أخرى ثم قالت بخجل ممكن تطلع بس اغير هدومي وانا هكلمها واعرفك
ابتسم بإستهزاء ثم تركها وخرج.
بعد ليلة طويلة مرت عليها وهي تبكي على حال يوسف الذي أصبح عليه كما تبكي على قلة حيلتها في التعامل معه كيف لها أن تتعامل معه الآن وهو لا يذكرها ولا يذكر شيئا من حياته في
متابعة القراءة