براثن اليزيد بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز


مرة تيجوا الخميس وتمشوا السبت
هتفت مروة بهدوء وابتسامة رسمتها على محياها بحب
إن شاء الله في الإجازة هنيجي نقعد معاكم شهر
وقف إياد على قدميه سريعا يهتف بذهول وهو لا يصدق ما الذي هتفت به والدته
بجد
ابتسمت باتساع هي ووالده عندما رأته ذهل بهذه الطريقة والسعادة تبدو على ملامحه أومأت إليه بجدية فرفع يده للأعلى وهو يصيح قائلا

يحي العدل.. طول الشهر ده هبات مع تيته وهقعد عند ليل براحتي من غير اعتراض
نظر إليه والده مبتسما ثم هتف بجدية وهو يشير إلى الطعام
طيب ممكن نهدى دلوقتي لأننا بناكل
جلس مرة أخرى بعدما أعتذر عن تصرفه الغير صحيح على طاولة الطعام أقتربت منه جدته وقبلت أعلى رأسه وهي تبتسم بسعادة وترى مدى فرحة حفيدها بالمكوث معها لقد أحبته أكثر من أي شيء
وبادلها هو ذلك الحب دون مجهود يذكر وكأن القلوب علقت ببعضها ليكونوا هكذا..
أخذت كوب العصير الذي أمامها على الطاولة ورفعته إلى فم حفيدتها الصغيرة ورد ارتشفت منه القليل ثم وضعته مرة أخرى وأكمل الجميع تناوله للطعام بينما نظرت إيمان إليها وقد لاحت ابتسامة ماكرة على محياها الآن أكملت طعامها بهدوء مثل الجميع وهي تنظر من الحين إلى الآخر إلى والدة زوجها وابنه شقيقه..
نظرت إلى شقيقها وزوجته الذي كلما نظرت إليهم تراهم يبتسمون لبعضهم البعض رأت أن حياتهم سعيدة للغاية في وجودهم مع بعض وابتعادهم عن هنا لقد أخذت مروة شقيقة زوجها إليها ومن ثم أخذت يسرى شقيقها هي لتبعده عنها لقد كان في مخيلتها أنها ستأتي إليه بعروس تليق به كما كانت تريد وتجعلهم لا يخرجون من هذه البلدة أبدا..
مرة أخرى نظرت إلى والدة زوجها ابتسمت بمكر وخبث ثم أخفت تلك الابتسامة وهتفت قائلة بلهفة
ايه ده أنت شربتي ورد العصير ده أنا حطيت فيه دوا الضغط بتاعك علشان تاخديه
صړخت مروة تاركه الملعقة من يدها وهي تتوجه إلى ابنتها بلهفة وخوف أوقع قلبها من مكانه
ايه..
أجابتها والدة زوجها پخوف هي الأخرى وهي تصرخ يفزع وخوف وقد ارتاب الجميع من حديثها
وأنت من امتى بتحطي الدوا في العصير أنا باخده بعد الطفح
أخذت مروة ابنتها تحتضن إياها وهي تنظر إليها پخوف ولا تدري ما الذي تفعله نظرت إلى زوجها الواقف جوارها يتفقد ابنته بقلق أعمى عينيه تحدثت إليه بتخبط وكلمات غير مترابطة
يزيد.. دوا ايه هنعمل ايه أنا... أنا مش عارفه ورد
تقدمت يسرى سريعا من إيمان تسألها پخوف كبير وقد كانت نبرتها حادة للغاية
اسمه ايه الدوا ده
جلست على مقعدها كما كانت واجابتها بلامبالاة حقيقية
معرفش
أردف سامر سريعا وهو يتوجه إلى يزيد جاعله يحمل الطفلة عن والدتها
يزيد محتاجه يتعملها غسيل معدة بسرعة يلا بينا نروح مستشفى
ذهب خلف سامر سريعا وهو يحمل طفلته وقد كان القلق ينهش قلبه من الداخل وبهذا الموقف لم يستطيع التفكير ووقف مكتف الأيدي وكأن عقله وقف عن العمل وقلبه وقف عن النبض من أفكار دارت برأسه ذهبت مروة خلفه لتذهب معهم ونظرت إلى يسرى قائلة والدموع تنهمر من عينيها
خلي بالك من إياد يا يسرى
أومأت إليها وذهب فاروق هو الآخر خلفهم ليكون معهم وقبل أن يخرجوا من باب المنزل استمعوا إلى صوت إيمان تهتف بسرعة ونبرة تحمل التشفي والسخرية
رايحين فين يا جماعة أنا بهزر معاكم ايه مبتهزروش.
استمعت مروة إلى هذه الكلمات منها ولم تدري بنفسها إلا وهي تجلس في مكانها على الأرضية أمام باب المنزل وضعت يدها على قلبها الذي كان يخفق بسرعة البرق وقد تفاعلت عينيها مع هذه الفزعة وأخذت تبكي وتنتحب أمام أعين الجميع..
لم يستوعب يزيد ما الذي حدث أحقا كانت تمزح أم أنها تقول
هذا الحديث لتجعلهم يهملون ابنتهم إلى أن... أغمض عينيه محتضن ابنته وهو يستمع إلى سامر الذي هتف بعصبية وهو يتقدم من شقيقته
أنت بتقولي ايه
ابتسمت بسخرية متحدثة وهي تعتدل لتنظر إلى الجميع ببرود
ورحمة أمي بهزر معرفش أنكم هتصدقوا بسرعة كده
تقدم يزيد من مروة بعدما لفت ابنه انتباهه إليها نظر إليها ليرى إياد يحتضنها ويربت على ظهرها وخصلاتها وهو يراها تبكي هكذا تقدم منها ثم جلس على الأرضية جوارها ليضع طفلته في أحضانها وحاوطهم بذراعيه قائلا في أذنها بخفوت
عدت.. عدت يا مروة اهدي
الجميع لم يستطيعوا الحديث أمام ما حدث فقط ينظرون إلى قلب والدة خفق خوفا على ابنتها ويقدرون حالتها تلك جلست نجية على مقعدها تضع يدها على قلبها الذي خفق بسرعة كما الجميع وجلست هند تحتضن طفلها يزيد خوفا من بطش هذه الأفعى..
أما فاروق قد حضرت بعد أن أزالت تلك الدموع الخارجة من عينيها بكثرة لأنها لا تود أن تخرج أحد من بيته
لأ إحنا اللي هنمشي
لا.. انتوا لا هي اللي هتمشي هيقعدها في بيت لوحدها إحنا كل يوم في مشاكل من غيركم يابتي.. خليكم خليكم يا يزيد
لم تلقى ردا منهم على حديثها فنظرت إلى سامر والذي قد سكب عليه دلو من الماء البارد قالت بلهفة
سامر.. خليكم يا سامر علشان خاطري
لم تلقى منه ردا هو الأخر فقد كان يشعر بالخجل من الجميع أمام ما تفعله شقيقته ولكن لحسن حظه أن الجميع متفهم ما الذي يحدث وأنه ليس بيده شيء
يفعله معها..
أشارت مروة إلى زوجها لكي يساعدها في الوقوف على قدميها فبعد ما حدث لن تستطيع أن تحملها قدميها حقا وقفت مروة ومعها زوجها ووالدته أشارت إلى ابنها قائلة بجدية لا تتحمل النقاش
يلا علشان تلم حاجاتك معايا
لم يكن يريد الذهاب لم يجلس مع ابن عمه على راحته ولم يأخذ راحته في جلوسه مع جدته الذي يأتي لرؤيتها هي أول شخص لقد كان يود الجلوس أكثر من ذلك تحدثت بخفوت إلى والدته
ماما ورد بخير خلينا نمشي بكره
نظرت إليه بحدة وعصبية وقد كانت تود أن تجيبه بكلمات لا يتحدث من بعدها ولكن عندما رأى يزيد حالتها تحدث هو قائلا إليه بحزم
إياد أطلع أعمل اللي مامتك قالت عليه
ذهب من أمامهم دون أن يتحدث مرة أخرى وذهبت شقيقته الصغرى خلفه بعد أن أشار لها والدها ثم أسند زوجته ليصعد معها إلى الأعلى ليجمعوا أغراضهم ويعودا إلى منزلهم..
نظر يزيد إلى سامر وأردف قائلا بجدية شديدة
لو هتمشي أنت ومراتك حضروا نفسكم يلا
أومأ إليه ثم أخذ زوجته وابنه وصعد خلفهم للأعلى حيث غرفتهم وقد كان يود أن تنشق الأرض إلى نصفين وتبتلعه من أفعال شقيقته الغبية..
ذهبت نجية إلى إيمان وقفت أمامها ثم تحدثت بحدة وعصبية شديدة وهي تشير إليها بحركات هوجاء تعبر عن مدى ڠضبها
ارتاحتي كده.. حتى لو ارتاحتي دلوقتي هيجوا تاني وتالت وعاشر وأنت اللي هتبقي مش هنا لو فاروق رجع عن كلامه أنا اللي هقف قصاده.. ولونه مش هيرجع هو سايبك على ذمته بس علشان أنت لوحدك.. هيوديكي تقعدي لوحدك طول العمر أن جالك يوم ولا اتنين في الأسبوع يبقى كرامة.. هيروحلك ليه ومعاه هنا مراته وابنه وأمه
هتفضلي لوحدك لحد ما ټموتي من عمايلك السودة دي مفكرة ليه ربنا مرادش ليكي الخلفه.. فكري فيها كويس يا إيمان ولون الاسم خسارة فيكي
خرجت من الغرفة وتركتها مذهولة من حديثها هل تعايرها لأنها لم تنجب.. أم تتحدث بالحقيقة وما سيحدث قادما..
أقترب منها فاروق يهتف بحدة وخشونة بعد أن خرجت زوجته الأخرى بولدها بعد والدته
حضري حاجتك علشان هتمشي من هنا
ومن ثم خرج هو الآخر ليتركها وحدها كما سيفعل بعد قليل هل ستكون وحدها حقا. لما فعلت ذلك لم ترتاح بعد لم تأخذ كل ما أرادت بعد!.. هل ټندم أم تستمر فيما تفعله ولكن إذا استمرت فمن ستكمل ذلك وهي وحدها!.. وبعد هذا الحديث لو تلوت على الأرضية لتبقى لن يجعلها أحد هنا تبقى معهم فهي لعبت على أكثر ما تحبه نجية وهم أولاد ابنها يزيد..
أفعالها أوت بها إلى التهلكة لم تفعل لها زوجة شقيق زوجها شيء منذ أن أتت إلى هنا ولكن هي الذي كانت 
عادوا إلى بيتهم بالقاهرة وعاد سامر وزوجته وابنه معهم وذهب إلى بيته بعد أن أعتذر من يزيد و
مروة على ما فعلته بهم شقيقته والذي لم يشعر بالشفقة تجاهها وقد تفهم يزيد وزوجته الأمر وهم على دراية تامة أن سامر لا تعجبه تصرفات شقيقته..
طوال الطريق وهو صامت لم يتحدث وهي لم تفعل أيضا الصدمة كانت شديدة على الجميع وإلى الآن لم يتخطوا ما حدث..
في تلك اللحظات شعرت مروة بأن روحها تسلب منها عبر ابنتها شعرت وكأن قلبها توقف أعز ما تملكه بحياتها هم طفليها وعندما شعرت بأنها ربما تفقد أحدا منهم توقفت الحياة من حولها ولم تعد تشعر بأحد غير تلك الصدمة
التي تلقتها من إيمان أتمزح.. تمزح في حياة أطفالها!.. لقد فعلت ذلك حتى يرحلوا عن المنزل ولأنها إلى الآن لا تريدها ولا تريد وجودها لا هي ولا زوجها ولا أطفالها..
لم تفعل لها شيء سيء إلى اليوم وهي تقابلها بذلك.. الجلوس في ذلك المنزل بوجودها يصعب الأمر عليها كان عليهم الرحيل حتى تضمن سلامة أطفالها..
شعور يزيد ازداد عن مروة أضعاف من الخۏف والعجز هو الرجل وفي تلك المواقف عليه التصرف بسرعة ليحمي عائلته ولكنه عندما استمع كلماتها وقف عاجز لا يستطيع أن يفعل شيء كل خلية به وقفت عن العمل إلا المشاهدة خوفه على ابنته وروحه الذي كانت معها خوفه من فقدانها شعور بالقهر وهو يرى نفسه لا يستطيع فعل شيء حتى المكوث مع عائلته التي يراها كل شهر إن حدث!..
وقهره من هذه إيمان كم كان يود الفتك بها في هذه اللحظات!.. ولكن لم يكن به عقل ليفعل ذلك وعلى أي حال هي قد أتت بأخر شيء مع الجميع لها.. لتتحمل ما سيحدث وسيدعي الله كثيرا بأن يكون عقابها أسوأ من ذلك لأنها كانت السبب الأول في مرات كثيرة يعيش بها التعاسة..
دلف إياد قبل الجميع إلى داخل المنزل ومن خلفه والدته كان يحمل حقيبته على ظهره وملامحه عابسه متوجه إلى غرفته حاولت والدته التحدث معه في السيارة أثناء طريق العودة ولكنه تصنع النوم حتى لا يتحدث مع أحد..
ولج يزيد و ورد أمامه ثم وضع
حقيبتهم جوار باب المنزل من الداخل وأغلقه ذهب إلى غرفة الصالون ومن ثم إلى الشرفة وأخرج سېجارة من علبة سجائره وأشعلها أخذ يدخنها بشراهة وهو ينظر إلى الخارج..
ذهبت مروة إلى غرفة الصالون خلفه لتراه وجدته هكذا يقف أمامها في الشرفة جلست على الأريكة ثم نادت بصوت عال على ابنها الصغير ليأتي من الداخل
إياد..

تعالى هنا عايزاك
رأته يدلف إلى الغرفة بضيق وحنق شديد مرتسم على ملامحه وكان سببه هو العودة بأمر من
 

تم نسخ الرابط