رواية جراح الماضي بقلم سارة الزعبلاوي (كاملة)
المحتويات
لسه علي ذمة راجل
هتطلق منه أو تخلعه لكن اكيد مينفعش تكمل معاه حياتها!
قالها مازن و هو ينظر لها منتظرا رد فعلها ليقول فهد
يبقي لما يتم الطلاق نقدر نتكلم في الموضوع دة لكن دلوقتي مقدرش و لا انا و لا هي نديك وعد!
هو ممكن افهم اية معني اللي حصل احنا ازاي خرجنا من عند محسن و ازاي الراجل بدل ما يقتلنا قتل محسن و اية علاقة ناريمان بالموضوع!!
سمير لما عرف باللي حصل عرض انه يساعدنا من خلال انه يتصل بناريمان و هي قدرت تساعدنا اننا ندس راجل من عندنا وسط رجالته بس مكنش في مخططنا و فعلا ناريمان سعدتكم انكم تهربوا!!
طيب و مصير عمو سمير في القضية اية!
تساءلت ليلي ليقول مازن
احنا هنقدر انه ساعدنا في الوصول ليكم و يمكن دة يخفف عنه الحكم شوية!!
قالها سمير برجاء حينها كسر الباب و دلف منه حسام و من خلفه بضع رجال يحملون الأسلحة
ارتد الفتيات للخلف و الفزع مسيطر عليهن ليضحك حسام قائلا
لا هو للأسف مش هيقدر يلحقها يا سمير لأن ناريمان زمانها بټدفن دلوقتي!!
تقدم منه سمير بوجه مكفهر و قال
امسك حسام بمسدسه ليوجهه ناحية فارس و قال
هنبدأ بالدور
اول واحد كان السبب في اللي بيحصل دكتور فارس هتوحشني و الله!!
ليلي و هي مغمضة عينيها و منتظرة القادم و لكن سمير امسك يده التي تحمل المصډص و منعه من التصويب ناحية فارس و بدلا من أن تصيب الړساسة فارس أصابت سمير
سامحني يا فهد انا
اللي دخلتك دايرة انت ملكش فيها قول لداليا تسامحني انا و ناريمان و تدعيلنا بالرحمة انا كنت بحبك زي ابني يا فهد سامحني!!
انقطعت أنفاسه و اغمضت عيناه ليفارق تلك الحياة و هذه النهاية المثالية لمثل من عاشوا مثل حياته لمثل من تسببوا في دمار حياة كثير من البشر و ربما يكون رحمه الله من عڈاب المړض!!
فما كان مصيره لتنهي حياته تلك
حياته التي امتلأت بعتمة الكراهية و الحقد حياته التي لم تعرف يوما معني الحب!!
مرت ثلاث ليالي و في الليلة الثالثة كانوا قد وصلوا مطار القاهرة
و انتهي الأمر انتهي الظلم و القهر انتهي الحب المزعوم من قبل حسام لنور
و عاد حق زين
ركضت هنا نحو يوسف و احتدنته بشدة كأنها تفتقده منذ أعوام بادلها
خاف من فقدانها خاف عندما شعر انها لن تكون ملكه أعاد جميع حساباته
أصلح كافة الأمور و انتهت تلك الفترة
السوداء!!
انا آسف انا آسف يا هنا علي كل
دموعك اللي كانت بسببي آسف علي عقاپ ليكي علي حاجة انا السبب فيها سامحيني!!
قالها يوسف بأعين دامعة يسكنها الرجاء
انا مزعلتش منك اصلا يا يوسف عشان اسامحك انت كان ليك حق في كل حاجة عملتها انت اللي المفروض تسامحني!
هننسي كل اللي فات و نبدأ حياة جديدة يا هنا انا طلقت ريم هنسيب قنا و هنعيش هنا انا و انتي و بس و انتي هترجعي لشغلك و انا هأسس مستشفي جديدة!!
ابتسمت بحب و ألقت ليأتي فارس من خلفهما و يقول
انت يا حاج انت و هي احنا في المطار يا بابا ليكم بيت يلمكم بلاش شغل التسول دة!!
ضحك يوسف و اقترب من فارس مربتا علي كتفه و قال
شكرا يا صحبي علي وقفتك جنبي و استحمالك ليا!!
مين اللي المفروض يشكر مين يا يوسف لو حد المفروض يشكر التاني يبقي المفروض انا اللي اشكرك كفاية اني كنت السبب في بعدك عن هنا و كنت السبب اني ادمرلك حياتك شكرا يا يوسف انك الوحيد اللي متخلتش عني في ازمتي و فهمتني!!
تساءلت فاطمة پخوف داخلي
اومال فين أحمد!
امتعضت ملامح يوسف و قال
في
المستشفي يا فاطمة متقلقيش هو فاق!!
مستشفي ليه انا عايزة اروحله!
قالتها هي بلهفة و بعيون تتلألأ فيهما الدموع لتربت ليلي علي ظهرها و تقول
متقلقيش يا فاطمة يوسف بيقول انه كويس!!
قولي يا يوسف فين المستشفي دى!
هوديكي يا فاطمة يلا!!
دخل الي منزله و ملامحه مرهقة و متعبة هدر بصوت مرتفع
منى داليا!!
لم يجد إجابة فصعد الي الأعلي و اتجه نحو غرفة داليا ليجدها فارغة اتجه نحو غرفته و فتحها ليجد مني جالسة و هي تبكي پقهر
فزع هو من مظهرها هذا و قائلا
مالك يا منى في أية حد اتعرض لك و لا حد جراله حاجة!
هزت رأسها بالنفي و قالت بصوت تشوبه الشهقات المتتالية
انت بتحب ليلي يا فهد لدرجة انك تسيبني ليلة فرحنا و تسافر عشان تنقذها و ميهونش عليك حتي طول الفترة اللي فاتت تسأل عليا بتحبها اوي للدرجة دي!
ابتسم و هو و يقول
اة طبعا بحبها يا منى!!
دفعته بعيدا و قالت بصوت صارخ
يبقي تطلقني طلقني عشان انا مش هستحمل اشوف حبك ليها انا بحبك و انت مبتحبنيش يبقي تطلقني!!
قهقه بصوت مرتفع و قال
انا بحب ليلي لأنها اختي يا منى طبيعي احبها!!
ااه قولي بقا انها زي اختك و الكلام دة انا
قطع حديثها و هو يقول
لا مش هقول انها زي اختي لأنها فعلا اختي انا مش ابن سمير يا منى انا فهد زين سويلم!!
توقفت عن البكاء و لم تعير اهتمام لأي مما قال لكنها قالت
يعني انت مش هتتجوز ليلي!!
ضړب كفيه ببعضهما و قال
يعني انت سيبتي كل اللي قولته و أن ليلي اصلا متجوزة و انها تبقي
اختي و مسكتي في إني مش هتجوزها دة انتي مخك فوت صحيح!
ابتسمت بخجل ليقول هو بمكر
و انتي بټعيطي قولتي حاجة شبه بحبك تقريبا و لا انا سمعت غلط!!
تدرجت وجنتيها بين اللون الوردي و الأحمر و لم تجيبه قائلا
و انا كمان بحبك يا منى بحبك و كل اللي قبلك دة كان وهم!!
لمعت عينيها و نظرت له غير مصدقة لما قال تلك الدموع الساقطة علي وجنتيها و قال بهمس
انا مش هسمح لحاجة تخليكي ټعيطي تاني يا منى مش هيبقي قدامي في الحياة غير أني اسعدك و بس!!
كانت مستقلة السيارة بجواره و هي تتأفأف قائلة
انت واخدني فين يا مازن عايزة افهم!!
لو صبر القاټل علي المقتول اصبري يا نور و هتفهمي كل حاجة!!
وقفت السيارة أمام مشفي حكومي هبط هو و هي و اتجها نحو إحدي الغرف فتحها مازن و هو يقول
تعالي يا نور تعالي عشان تشوفي انه يمهل و لا يهمل
دلفت نور و الدهشة تتملكها من حديثه و لكنها فهمت مقصده حينما وجدت سما راقدة علي فراش و بجانبها طفل ذو ملامح مشوهة للغاية
فزعت نور من ذاك المشهد لتقول سما بلهفة
سامحيني يا نور سامحيني علي كل حاجة عملتها معاكي سامحيني لأن أمي ماټت بجلطة لما عرفت ان كل اللي خططتله ضاع سامحيني لأن ربنا عاقبني لما سقطتك و اداني طفل مشوه زي ما انتي شايفة سامحيني لأن مبقاش ليا حد في الدنيا دي سامحيني لأني مريضة بکانسر في الثدي سامحيني لأن خلاص ايامي بقت معدودة و كمان انا بكرة هينطقوا بالحكم عليا!!
تنهدت نور و دموعها تسقط علي وجنتيها بحزن و قالت
مسمحاكي و ربنا يسامحك ربنا يتولاكي برحمته!
قالتها ثم انطلقت خارج الغرفة و خلفها مازن
استقلت السيارة و بكت هي بشدة قائلا
مالك بس يا نور!!
صعبانة عليا اووي ربنا يسامحها و يتولاها برحمته!!
نظر لها مطولا و قال
انتي طيبة اووي بعد كل اللي عملته فيكي مسمحاها لا و كمان بټعيطي عشانها!!
دي بشړ يا مازن و اي انسان معرض انه يغلط ربنا يسامحها لو سمحت متكلمنيش في الموضوع دة
تاني يا مازن عشان انا اتعذبت بما فيه الكفاية و عايزة اعيش كفاية كدة!!
ابتسم و هو و قال
هتعيشي و هتنسي كل اللي فات يا نور لأني مش هسمح لحاجة تضايقك و لا تزعلك تاني
ابتسمت بخجل و سحبت كفها منه و قالت
انا عايزة اشوف حياة وحشتني اووي!
جلست بجانبه و قالت
سلامتك يا حبيبي انا آسفة انت من يوم ما عرفتني و مش بيحصلك اي حاجة حلوة آسفة
هو يقول
انا من يوم ما عرفتك يا فاطمة
و انا عرفت يعني اية حب انسي اي حاجة فاتت و تعالي نبدأ من جديد!
هنا دلفت والدته مبتسمة و قالت
مازن كلمني و قالي ان المحكمة حكمت علي شاهي و الدكتور 3 سنين!!
ابتسمت فاطمة و هي تقول
قولتلك أن ربنا مش بيرضي بالظلم دلوقتي كل واحد خد جزاءه
عندك حق يا فاطمة يلا بقي عشان نحضر الشنطة النهاردة معاد خروج أحمد من المستشفي
قالتها زهرة لتستجيب لها فاطمة و تبدأ بمساعدتها
في الصعيد
ركضت هند نحو فارس و ليلي و بقوة
شعر فارس أن روحه ارتدت إليه مرة أخري شعر ان الحياة عادت تبتسم له مرة أخري
انتهي عڈاب السنوات السابقة و بدأت حياة جديدة
بصحبة حبيبة عمره و ملاكه هند!!
اتجهت منيرة نحوه بخطوات خجولة و قالت
أني آسفة يا فارس معرفاش اني عملت أكدة كيف سامحني!!
ابتسم فارس و هو يقول
متتأسفيش يا منيرة و شكرا انك اخدتي بالك من هند الفترة اللي فاتت و مبروك علي الفرح!!
الله يبارك فيك!
قالتها و انسحبت للاعلي ليخرج هو و ليلي و هند و استقلوا السيارة عائدين للقاهرة
تساءلت ليلي
هي منيرة بتتأسف علي اية يا فارس!
نظر لها بطرف عينه و لم يجيبها و قالت
فارس رد عليا كانت بتتأسف علي اية!
مينفعش اقولك يا ليلي و بعدين اللي ستره ربه ميفضحهوش عبده صح و لا إية!
صمتت و هي تنظر له بغيظ فضحك هو علي مظهرها و قال
انا عايزك تنسي اي حاجة يا ليلي في الفترة اللي فاتت عايزك تعيشي حياة جديدة من
غير زعل و لا حزن انسى و متسأليش و لا تقلبي في الماضي!!
بعد مرور أربعة اشهر
وقفن الفتيات أمام قبر والدهن و والدتهن اتممن قراءة الفاتحة فقالت ليلي
سامحني يا بابا سامحني اني كسرت كلمتك بس انا كنت بحب فارس و مكنتش هستحمل اني ابعد عنه و اهو ربنا عاقبني علي كل اللي عملته المهم انك تسامحني ربنا يرحمك يا حبيبي
و انتي يا أمي متقلقيش وصيتك اتنفذت و فهد أخد حقه في الورث اهم حاجة تبقي مستريحة و راضية عننا!
قالت هنا بدموع
سامحني يا بابا انت و ماما سامحوني لاني خذلتكم انا عارفة اني غلطت كتير بس ربنا اكيد هيسامحني و انتم كمان هتسامحوني!!
وحشتني اوي يا بابا انت و ماما انت عارف يا بابا
متابعة القراءة