ليتني لم احبك للكاتبة شهد الشوري
المحتويات
معدش بشرب خالص و بعدت عن صحابي دول
نظرت له بشك ليقول سريعا لا بابتسامة
اه والله العظيم زي ما بقولك توبة خلاص
البناية المتهالكة بمنزل صغير ذو اثاث متهالك يصدح صوت القرآن عبر التلفاز بينما تجلس سيدة على الاريكة في منتصف الثلاثون من عمرها تمتلك جمال هادئ مثل شخصيتها تماما تمكث بذلك المنزل بمفردها منذ سنوات
عاش من شافك يا حامد و لا نقول حامد باشا بقى
تنهد ثم قال دخل للداخل دون أن يستأذن بالدخول حتى تركت الباب مفتوح و اقتربت منه ليقول هو
عايزة ايه يا نعمة و جيتي سألتي عليا ليه
كنت جاية انصحك و اوعيك و اقولك ان الطريق اللي انت ماشي فيه ده آخرته وحشة ده انت حتى في يوم من الايام كنت جوزي و ابو ابني الله يرحمه !!!!
كز على أسنانه و قال پغضب
طريق ايه و كلام فارغ ايه اللي بتتكلمي عنه انا شغلي كله سليم و مليش في الشغل الشمال ده
ابتسمت ثم قال
الكلام ده تضحك بيه على الناس مش على نعمة...نعمة اللي عرفاك و حفظاك اكتر من نفسك
نظر لها ثم هدر پعنف
اخرسي و متفتحيش بوقك بكلمة و إياكي ثم إياكي تهوبي
ناحية القصر او الشركة تاني
نظرت له مطولا بصمت ليقول هو پغضب
بتبصيلي كده ليه
ابتسمت بسخرية ثم قالت بحزن
مستغربة من اللي شيفاه و بسأل نفسي فين حامد اللي مكنش يقدر يأذي نملة فين حامد الطيب اللي كان عمره ما يقبل يصرف قرش حرام على
اشارت عليه بيدها ثم قالت
انا شايفة قدامي دلوقتي واحد اتعود ع الحړام و بقى أسهل حاجة عنده الأذية شايفة واحد غريب عني....مش انت حامد و مستحيل تكون حامد اللي انا عرفته و حبيته في يوم من الايام و استأمنته على نفسي
ابتسم بسخرية ثم هدر پغضب
فوقي بقى....الطيبة و الأخلاق ما بتأكلش عيش ما انا كنت ماشي في حالي و جنب الحيط و كانت ايه النتيجة ابني....ابني اللي ماټ قدام عيني و بيتي اتهد الزمن ده مينفعش فيه غير كده من أربع سنين و انا أقسمت اني لازم اجيب فلوس بأي طريقة كانت معاك قرش تسوى معكش يبقى متسواش
امشي يا حامد امشي و مش هقولك غير اتقي ربنا ربنا بلاش تخسر اخرتك توب و ارجع لربنا عشان خاطر يوم ما تقابل ابنك يوم الحساب تعرف تحط عينك في عينه
نظر لها ثم غادر المنزل پغضب شديد و اخذت هي تدعو له باكية
ربنا يهديك يا حامد....ربنا يهديك
بشركة الزيني للحديد و الصلب
يجلس فريد خلف مكتبه يباشر عمله بتركيز شديد يحاول الهاء نفسه عن التفكير بها لكن دون جدوى تذكر امر الحاډث الذي قال جده انها تعرضت له غادر مكتبه متوجها لمكتب ابن عمه ايهم و ما ذهب لهناك لم يجد السكرتيرة بمكتبها فدخل للداخل دون أن يطرق الباب و ما ان دخل قلب عينيه بملل ما ان رآى ايهم بجلس على مقعده خلف مكتبه و على قدميه تجلس سكرتيرته سالي في وضع مشين و غير لائق ما ان فتح الباب ابتعدت عنه سالي تضبط هيئتها ثم خرجت للخارج مغلقة الباب خلفها لينظر لها فريد باشمئزاز و ذهب و جلس على المقعد الموجود أمام المكتب ثم هدر بأبن عمه پغضب
ايهم بسخرية و هو يرجع بجسده للخلف
اللي بيته من ازاز يا بن عمي
فريد بحدة
قصدك ايه
ايهم بسخرية
قصدي انك تبطل كل ما تشوفني تديني في نصايح الأولى تقولها لنفسك و بعدين ايه اللي مضايقك في اللي بعمله ما انت عملته زمان و سالي دي انت مجربها قبلي من زمان و على كرسي مكتبك اللي بعيد عن هنا بكام متر يا حبيب قلب البنات
نظر له فريد پغضب ليقول فريد بحدة ليتابع الأخر
بلا مبالاه
المهم كنت عاوزني في ايه
فريد بتساؤل
حاډثة ايه اللي حصلت مع جيانا دي و جدك كان بيقول عليها
ايهم و هو يرفع كتفيه لأعلى
معرفش كل اللي اعرفه ان جدك من كام شهر كان راجع الشركة و قالنا انه لقى بنت واقعة جنب عربيتها اللي مخبوطة في الشجرة و كانت باين عليها انها مضړوبة و نقلها المستشفى وكمان قالنا انه حالتها كانت خطېرة معرفش الباقي بقى و لا كنت اعرف انها جيانا
شعر بانقباض بقلبه أثر سماعه لما يقوله و هو يتخيل كم المعاناة التي عاشتها و تمنى لو كان موجود حينها ليحميها و يتوعد بداخله لمن فعل بها هذا سيذيقه
كافة انواع العڈاب ليكون المۏت رحمة له
نظر لابن عمه ثم قال
الراجل اللي اسمه حامد صفوان ده تجيبلي كل حاجة عنه المعروفه و اللي مش معروفة عايز اعرف عنه كل حاجة من يوم ما اتولد لحد دلوقتي
اومأ له ايهم ثم قال
اعتبره حصل
اومأ له فريد ليدق الباب مرة قبل أن يدخل الطارق من الباب و الذي لم يكن سوا جمال الزيني الذي ما ان دخل وقف الاثنان مرحبين به
ليقول ايهم بتساؤل
بقالك فترة مجتش الشركة يعني يا بابا ايه
سر الزيارة
جماا بابتسامة حزينة
كنت بزور قبر نور و قولت اعدي ع الشركة
اشوف الوضع ايه
اومأ له ايهم بابتسامة لم تصل إلى عينيه التي امتلئت بالحزن بتلك
اللحظة خصيصا عند ذكر اسم والدته المتوفاة و التي أخذها المۏت بلحظة من بينهم ماټت دون أن يودعها ماټت بدون سابق إنذار ماټت دون أن يشبع من حنانها و يكتفي
حزن فريد على حال عمه و ابن عمه الذي يعرف انه ربما لا يظهر حزنه و تأثره كثيرا لكنه يعرف ان بداخله ينهار خزنا على ۏفاة والدته و التي كانت له كل شئ.....وحد نفسه يسأله بتلقائية
كنت بتحبها للدرجة دي يا عمي
ابتسم جمال ثم قال بحنين و بصوت عاشق يتألم من ألم الفراق و الدي لا يضاهي اي ألم بالعالم
الحب ده انا عديته من زمان عارف كلام الحب و الغرام كله مش ممكن يوصف مقدار مبي ليها و اللي بحسه ناحيتها....بحبها لدرجة بتمنى المۏت كله لحظة عشان اكون جنبها
فريد بتساؤل و تلقائية
ازاي عرفت انك بتحبها
ابتسم جمال ثم شرد بعالم الأخر و هو يردد بعشق
كانت مچنونة عارف كانت كتلة شقارة و جنون ماشية ع الارض اول مرة شوفتها كنت بزور واحد صاحبي كان ساكن في منطقة شعبية لقيتها واقفة في الشارع بتلعب كورة مع الاولاد الصغيرين ساعاتها فضلت اضحك عليها جامد و قعدت تتريق عليا و اتحدتني ان العب و فعلا لعبنا و من ساعتها بقيت اروح كل يوم لصاحبي ده اراقبها من بعيد و ساعات اتكلم معاها.....لقيت نفسي بتشد ليها ببقى نفسي اشوفها طول الوقت و تفضل تحت عيني علطول بحس انها ملكي و بتاعتي مش مسموح انها تكون لحد تاني أبدا بتسحرني بجنانها و شقوتها كانت قادرة انها تخلي عيني عليها طول الوقت من غير ما تاخد بالها قدرت تاخد قلبي و تكون ليه النبض اللي بيخليه يدق نور مكنتش حبيبة بس لأ دي كانت الأم و الصديقة و الأخت ببساطة كده هي كانت ليا الكون كله.....مكنش ينفع ما احبهاش و مقدرش في يوم من الايام اتخيل نفسي مع واحدة تانية غيرها و لا أقدر اتخيلها مع غيري لان ببساطة انا و هي ما ينفعش نكون غير مع بعض و لبعض
ابتسم ايهم بحب و هو يتساءل هي بيوم من الايام سيجد حبا مثل حب والده هل سيجد من تجعله آسير نظرة من عينها هل سيجد تلك الاستثنائية التي يعشقها من بين الفتيات....
اما عن فريد شرد يعقله بمكان اخر لو اخد يعلم مقدار ما يشعر به من خوف لو هي تعلم كم يحبها بل يهيم بها عشقا خاف عليها و خاف مما سيحدث مستقبلا بداخله مخاۏف كثيرة يريد التخلص منها ېعنف نفسه الف مرة على أقدامه على فكرة الزواج من أخرى ظنا بأنه سيستطيع ان ينساها و لكن العكس وجد القدر يضعها أمامه ليغرق بعشقها اكثر و اكثر
جمال بابتسامة
شكلك بتحب يا بن محمد عارف ان شبه ابوك في كل حاجة حتى التصرفات كأني شايف ابوك في شبابه بحيرته و توهانه
نظر له فريد ليومأ له جمال قائلا
بس ياريت متكونش زيه في الحب....قبل ما تقول كلمة بحبك اتأكد أن هتوفي بكل وعود الكلمة دي لما تقولها كون ادها....ابوك قالها زمان بس مكنش أدها
نظر له فريد پصدمة ليتابع جمال بابتسامة
لو محتار تفضل مع مين اختاراللي بتحبها لان صدقني حياتك كلها كوم و انك تعيش لحظة حب جنب حبيبتك كوم تاني الحب يا بني اكبر سعادة ممكن تعيشها و اللحظة منها ما بتتعوضش ابدا
قالها ثم غادر المكان بأكمله ليترك كل واحدا منه بدوامته الخاصة
في قصر الزيني
بغرفة دولة كانت تأخذ الغرفة طهتبا و عودة و عقلها مشغول بتلك التي أتت لمنزلها بالأمس و أسمه يتردد بأذنها جيانا أكمل النويري استهلت عيناها پحقد و غل لم ينقص او يقل أبدا بمرور تلك السنوات
ماذا ستفعل الآن بتلك الورطة ابن اكثر شخص تكرهه على الإطلاق دخلت منزلها بل و هي رفيقة زوجة ابنها فيما بعد ماذا ستفعل.....
افيقت من شرودها على صوت غلق الباب بعد دخول زوجه محمد الذي منذ امس و ملامح وجهه يتبين عليها الحزن الشديد أثر كلمات ابنته له و التي كانت معها حق بكل كلمة قالتها لم يكن شجاع كفاية
ليدافع عن سعادته بالحياة هو لم يهتم لانه ببساطة كان اناني جدا اختار الاسهل و فعله حتى يريح نفسه فهو يعطي نفسه رتبة الاب الفاشل بجدارة اب لاثنان لكنه لا يعرف عنهم شيئا لم يجلس معهم و يتناقشون لا يعرف ما يفضلون و ما يكرهون هو ببساطة شديدة كان مجرد اسم خلف أبنائه بشهادة الميلاد
نظرت له دولت ثم قالت
انت من امبارح و انت قالب وشك كده حصل ايه يعني لكل ده
من الغرفة تغلق الباب بقوة خلفها ليزفر هو بضيق مقررا شيئا ما عزم على تنفيذه بأقرب وقت ممكن
فما هو يا ترى.......
على الناحية الأخرى بغرفة هايدي كانت تستعد للذهاب لشركة الزيني و بداخلها تصميم كبري و نصوا الليلة بأن تنفذ خطتها مهما كان و لن تدع تلك
متابعة القراءة